سقط البعث وخاب الموقعون

mainThumb

28-07-2012 09:51 PM

 نعم سقط البعثُ منذ وُلِدَ في باريس، وقادَهُ وَبشّرَ به مَسخَانِ اِنْسلخا عن الأمة، وارتبطا بالمشروع الاستعماري الذي استهدفها مِن بدايات القرن الماضي، وأسَّسا معا الأرضيّة المناسبة لاستمرار المشروع الاستعماري الخبيث بالأيدي السّمراء، واللّسان العربي الرَّطين.

سقطَ البعث يوم قتلَ في الإنسان العربي كلَّ ما هو  أصيلٌ وفطري، واستبدل بالقرآن والسُّنة خرافات المؤتمر القُطري.
 
سقط البعث يوم حاول طمس معالم الإسلام،  ونبش قبور المجاهدين الكرام، ولملم مِن تُراب العُربِ رَميم الأجداد والعِظام، فكان أبو بكر وعُمرُ وطلحة وعثمان ومعاوية غِبطةً وشفاءً لصدرِ الإمام في قُمِّ الأقمام، وخالدُ وأبو عبيدة وشرحبيل ومعاذ وصلاح بردا وسلاما على دولة الحاخام.
 
سقط البعث يوم أَقَالَ مُحَمَداً وَعَيّن لِينين، واقتدى بجيفارا وستالين، وحج إلى رحاب الكنيست والكرملين.
 
سقط البعث حين جعل تَحِيّتَهُ بدل السلام " تحية عربية"، وجعل الدَّين والإسلام تَخلُّفا ورجعية، واعتز بأبي جَهل وأبي لهب، وقدّمَ على عائشةَ أمَّ جميلٍ حمّالةَ الحطب،  وكَرِهَ ترتيلَ الذّكر طُهرا وسلاما، واتّخذَ مِن إبليسِ العُهر والفجور شيخاً وإماما.
 
سقط البعث يوم اختطفه - لإكمال المخطط حافظ الأسد - فاجتمع في يديه الشَّرَّانِ: الطائفةُ الصّفوية والكِذْبة التقدّمية، فَجَرّ بهما إلى أرجاء سوريا نهراً من المفاسد ذا زبد، وارتدَّ بالأمة الشَّاميَّة عن تاريخها وعراقتها، وتتبع واقعها حتى فَسد، وكان للسوريين مُسيلِمَةً الكذابَ، فأذاق أحرارها ألوان الموت وأصناف العذاب.
 
سقط البعث يوم أن سلّم للصهاينة الجولان، وأسْلَم مِصرَ إلى مَصيرها بالتآمر والخُذلان، وذَبحَ الفلسطينيين في تلّ الزَّعتَرِ وعاثَ خراباً في لبنان، وأعان على بَعْثِه وبعضِهِ في العراق جيوشَ الإمبريالية غربا وأمريكان.
 
سقط البعثُ يوم ولغ وَحشه بدماء الشعب في حَماة، ودَرَّبَ فيها كلابه على ألوان السقوط  وفنونه فصاروا بها أساتذة بعد أن كانوا هُواة، وأوصى بها وَلَدَيهِ ماهر وبشارَ، تَحُفُّهُما كتائب شبّيحة السّيف والقلم من الأشرار، فكانا خير خلَفٍ يجيء بالتلف لسوريا كلها، وأقاما في كلّ رُكْنٍ منها حماةً جديدة، بعد أن احتشَدتْ لهما ذاتُ الجِراء، واجتمعَ حولهما غباء الرَّوسِ، وحقد المجوس.
 
أما أنتم أيها الْمُوَقِّعُون الفَزَارِيّون، فقد خِبتم وخابَ ممشاكم، وتَبَوَّأتُم مِن الوَضاعةِ مَوضِعا.
 
ليس البَعثُ عندكم إلا رَقما في حِساب، وليست العروبة لَديكم إلا سطرا في كتاب، لا دينَ لكم إلا حيثُما وَجَدَتْ نُفوسُكم هواها، ولا قِبلة لها إلا حيثُما طَمَعُهَا دَعاها، فيا لها نفسٌ دنيَّة تُبَدِّلُ دِينَها وأفكارَها بين عشيةٍ وضُحاها، فلها في كل يوم قبلةٌ وإلَهٌ، ولها وفي كلّ صَومَعةٍ صَلاة.
 
بالأمسِ كانت بغدادُ قِبلَتكم وصدَّامُ ربّكم فيها، تتزاحمون حوله بالمباخر على قَدْرِ ما جَادَتْ يداه، فلمَّا هُدِمَتْ قبلتُه وتأخرت عطاياه، تحولتم إلى يَدِ مَنْ سَاهم في هَدمها بالقُبَل، وجعلتم دمشق قبلتَكم تطوفون فيها حولَ هُبلَ وأبناءِ هُبل.
لا أجدُ لكم وصفا، وتَخُونُنُي فيكم العِبارة، وأخشى تلويث القلم.
 
لكنَّني آخِذٌ فيكم بنصيحة العرب العارفين بمعادن الرّجال، وهم ينصحون كلّ مَن ابتلي بالتعامل مع أمثالكم إذ يقولون له: 
 
لا تَأْمَنَنَّ فَزارِيّاً خَلَوْتَ به *** على بَعِيرِك واكْتُبْها بأَسْيارِ
 
إنه الفَزَارِيُّ الذي إن رَأيتَهُ يَمُرَّ بِجِوارِ ناقتك فلا تأمننَّهُ أنْ يخلوَ بها، ولا تتأخر عَن حمايتها، وربط حَيَائها بِحَلَقَةٍ مِن الحديدِ كي لا يَنْزُوَ عليها ذاك السَّفيل.
 
شكرا لكم أيها الفزاريّون، فقد أدرَجتُم لنا أسماءكم في كتاب، ونبّأتُمُونا مِن أخبارِكم، وكَشَفتُم لنا أقنعتَكم، وكَفَيتُمُونا مُؤْنةَ الدّلالة عليكم.
 
لن تأمنكم الأمة بعد اليوم، ولن  تَنطلي عليها أضاليلكم.. لن يصدق الناس لكم قولا، ولن يقبلوا منكم رأياً، ولن يقبلوا منكم صرفا ولا عدلا.
 
مُتّم ودُفِنتُم بموقِفِكم، ووفَّرتم علينا عبء المشاركة في مراسيم العزاء.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد