مؤامرة العصر

mainThumb

28-07-2012 11:45 PM

 نظرية المؤامرة ليست بالجديدة ولكنها لا تكتمل إلا بالأرض الخِصبة لتنموا وتترعرع فيها بالشكل المُنتظر منها ومن يرى ما حدث لنا في العراق وما نتج عنه من قتل ودمار و شفط النفط العربي ويرى كيف تعيش العراق بين قيادة الشقاف والنفاق وبين الشعب المعدم فالذي يظن بعد ذلك  بأنها ليست مؤامرة فهو يعيش على كوكب آخر.

 
فنحن نعيش في عصر أصبح فيه الإحتلال تحريراً والمقاومة إرهاباً والإسلام تطرفاً والتبعية سيادةً والمؤامرة قيادةً والاستقواء بحلف الناتو والغرب حنكةً وقصف الشعوب تخليصاً لهم والإنفلات الأمني نهجاً، فقد حشد الإعلام توجهه نحو (تحرير) ليبيـــا وتركيز الكميرات الإعلامية على ظلم القذافي وإظهار النماذج الحية من الأطفال والنساء وتعسف النظام وسجونه ومعتقلاته واستعطاف المشاعر الدينية، وهذا كله بالطبع من مهام الإعلام ولكن لماذا تزامن هذا مع التوجه العالمي للأمم المتحدة وحلف الناتو ؟
 
للتخلص من نظام القذافي وليتم تشكيل مجلس إنتقالي في فرنســـا وبمباركة عربية من القوى المالية والسياسية وذلك قـُبيل إقتلاع نظام القذافي بحجة نصرة المتظاهرين المقموعين منه، وتتهامس بعض الوسائل الإعلامية عن إتفاقيات نفطية مع فرنسا وبحصص خيالية مقابل مساعدتها للتخلص من النظام الظالم والحديث عن إتفاقية تصالح مع الكيان الصهيوني المحتل أي أن النتيجة حكومة إنتقالية عميلة للغرب وراعية لمصالحها، ولكن يتناقض هذا السيناريو مع ما حدث في البحرين فنرى تكاتف القوى العربية وعلى رأسها القوات الأردنية ليتقدموا لنصرة النظام البحريني وإظهار المعركة على أنها سنية شيعية لا ظالم ولا مظلوم فيها ولا قمع ولا قتلى فيها والأبلى والأمر أن هذا السيناريو الأخر يتناسق والتوجه الغربي.
 
وما يحدث الآن في سوريا "عقر دار المسلمين" لا يختلف عن السيناريو الليبي إلا من ناحية الطائفية وحكم العلويين فيها فالأمر لا يخلو من مؤامرة على التراب السوري والشعب الصامد ونظامه جزء من تلك المؤامرة، كما وتم بنفس الطريقة تجيش الإعلام الذي يجعل غشاوة على عقول العامة وقلوبهم بحيث يصبح الوصي على التفكير وتوجيه الرأي بل وإتخاذ القرار بالوكالة عن الشعوب وهذه ألعوبة إعلامية مكثفة لخدمة التوجهات الغربيـــة وبسرد أدلة ووقائع هي حقيقية على الأرض ولكن بإخفاء جزء من الواقع يغيير الحقيقة كاملة وأنا هنا بالطبع لا أقول كما يردد إعلام النظام الكاذب بأن كل ما يحدث في سوريا هو من فعل أيادي خارجية وأن القتل والتنكيل من حصادهم لكنني أقول بأنه قد أختلط الحابل بالنابل ولا أريد أن أحلل الوضع فهو أصعب من أن يفهم بدون أن يكون هنالك معلومات لاكتمال الصورة على أرض الواقع ، والأهم النتيجة الكارثية على رأس الشعب السوري الأبي فما يهمنا هو وقف المجازر أيا كانت الأطراف المرتكبة ولا يكون ذلك إلا بفهم الواقع، وبالطبع القوات المسلحة السورية مسؤولة كل المسؤولية إن كانت الفاعلة فهي مصيبة وإن كان هنالك كما يدعون هم (إرهابيين) فاعلين فالمصيبة أبلى وأمر كون القوات النظامية غير قادرة على حماية شعبها.
 وما يهمنا أيضاً كمراقبين نتألم لمجرد سماع تلك الأخبار المفجعة ، هو كيف سيتوقف حمام الدم السوري؟ وإن بقي هذا النظام فكيف التعامل معه ؟ وإن تم تغيير النظام بأن تكون تلك الدماء الزكية منها لم تسل من أجل أن يجلس على رأس النظام حكومة عميلة تتحكم بالعباد والبلاد ؟.
وباعتقادي الشخصي من يظن بأن الموقف الأردني هو محايد فهو مغفل فنحن لم نعد نصدق سياستنا كثيراً وخاصة بعد التأكيدات الأردنية بعدم التدخل في الشأن الليبي إبان ما يـُدعى بالثورة ولكن ما صرح به الناتو كان الشكر للقوات الأردنية على ما بذلته على الأراضي الليبية من شجاعة لتحريرها بمعنى أن قوات الناتو كانت تعمل من الجو بقصف للعسكر والمدنيين على حد سواء واتهام النظام الليبي بذلك وكانت قواتنا تعمل على الأرض حتى لا يقال إحتلت قوات غربية البلاد وليظهر وكأنه تحرير ، وما أعتقده وأكاد أكون جازماً بأن هنالك عمل معلوماتي أردني على أعلى المستويات لما يحدث في سوريا الشقيقة والذي أرجو الله أن لا يكون بنفس التوجه في ليبيا .
 
ما يهمنا جميعاً الآن المخرج من هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة لأن العواقب وخيمة وستكون أعظم إذا لم يكن هنالك توجه حقيقي لحلها، لست سياسياً لأقترح كيف وأين ، ومن جهة أخرى ولإرتدادات الأزمة السورية على الأوضاع الأردنية أعتقد بأنه يتوجب على الحكومة التعامل بجدية مع الأوضاع الداخلية حتى لا تدخل مرحلة الحشد والتشكيل ثم التنظيمات في ظل ظروف قد تفلت فيها الأمور من قبضة الحكومة التي تظن بأن الأمور على ما يرام فعليها تمتين العلاقة بينها وبين الشعب وتهدئة النفوس وعدم التلاعب والمراوغة باصلاحات شكلية فالأردنيون ليسوا سذجاً 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد