تركيا والكيان الصهيوني وجهان لعملة واحدة

mainThumb

29-07-2012 01:52 AM

قديما قال المفكر ألأممي الشهير كارل ماركس أن التاريخ لا يكرر نفسه إلا بشكل مأساة ، وللأسف هذا ما يحدث في عالمنا العربي حيث نرى الدور التركي  الذي طرده إباءنا وأجدادنا ودفعنا الثمن بآلاف الشهداء من خيرة شباب العرب ، وللأسف ها نحن نرى هذا التركي الذي أخرجناه من الباب ليعود إلينا من جديد بثوب آخر أشد خطورة من الأول بتحالفه مع الصهاينة والرجعية العربية ويحاول اليوم استعادة دور عثماني قديم اندثر لمزبلة التاريخ حيث يحاول إحياءه مع عملاء أمريكا في المنطقة خاصة دويلات الخليج المحتلة بالقواعد الأمريكية ،وهذا الدور التركي المتنامي في المنطقة لا يقل خطرا عن الدور الصهيوني وما كان له أن يتواجد لولا حالات الضعف والتفكك والانهيار العربي الرسمي خاصة بعد احتلال العراق .
 
وتركيا اليوم تشكل محور أساسي من مثلث التآمر حيث أطرافه أمريكا وعملائها من العرب وتركيا والكيان الصهيوني فهي تمهد الطريق بدعم قوى الإرهاب والتخلف لتدمير المنطقة وأعادتنا الى ما قبل عصر الدولة ، فهي التي ساعدت في تدمير ليبيا من خلال قواعد الناتو المتواجدة على أراضيها وهي اليوم من تتآمر على سوريا وبشكل فج يخلو حتى من الدبلوماسية المتعارف عليها .
 
ومن يتابع خطابات الببغاء أردوغان وعصابته وتلاعبهم بالجمل يعتقد أن سوريا سبب كل مشاكل تركيا الداخلية والخارجية سواء مأساة الأكراد وما يتعرضون له اليوم في تركيا  وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية الى تقويض دور الدولة التركية من خلال المغامرات الأردوغانية لتصدر بعد ذلك الأزمة الى سوريا  .
 
لقد كانت تركيا بعصر أردوغان نفسه من اكبر أصدقاء ليبيا القذافي ولسنوات طويلة وعندما جرى التآمر على ليبيا من خلال الناتو وصبيانه كانت تركيا أردوغان الداعم الأساسي لبلقنة أو صوملة ليبيا كما يحدث اليوم ، وبعد إسقاطهم الدولة الليبية وقتل أكثر من نصف مليون شهيد انتقلوا بمؤامرتهم القذرة لسوريا الدولة والحضارة الممتدة من آلاف السنين ليعيثوا بها فسادا وقتلا ، وكان لتركيا الدور الأساسي لما تتعرض له سوريا اليوم بل هي مصدر كل مصائب الأمة منذ انهيار الدولة العثمانية بتحالفها التاريخي مع الكيان الصهيوني حيث كانت أول دولة إسلامية اعترفت بهذا السرطان وحقه في هذا الوجود ، وللأمانة والتاريخ أقول أن سوريا هي التي ساهمت في إعادة الدور التركي في المنطقة سواء من الناحية الاقتصادية أو حتى الثقافية انظروا الى الفن التركي وترجمته التي كانت سوريا هي الدولة الأساس لنقل الثقافة التركية حتى وصلت العلاقات الثقافية والاقتصادية لدرجة التكامل كما كنا نعتقد ، وقد استبشر الكثيرون خيرا أن هذه العلاقة الحميمة ستكون بمثابة نقلة نوعية لتطوير العلاقات العربية التركية على حساب التركية الصهيونية .
 
ولكن للأسف أن تركيا أردوغان أخفت نواياها الشريرة خلف غطاء كاذب من الدبلوماسية والعلاقات العامة والتي لم تكن إلا لتدمير العرب من الداخل من خلال ضرب دول المواجهة والممانعة ، وكما ساهمت بضرب العراق وليبيا تساهم اليوم في زعزعة استقرار سوريا والآف من الضحايا الأبرياء الذين قتلوا في ليبيا وسوريا نتيجة هذه المؤامرة الصهيونية التركية الخليجية على الأمة العربية والمنطقة بشكل عام ودعمها للإرهاب المتأسلم .
 
وأريد أن أسال كيف يستقيم ما قاله أردوغان لعصابة التأسلم في مصر عندما استقبلوه بعد سقوط حسني مبارك قبل  الانتخابات المصرية استقبال الفاتحين ،وإذا به يقول لهم أن تركيا دولة علمانية وستبقى كذلك ،وعندما جاء ما يسمى بالربيع العربي أصبح أكبر المزاودين والمتحالفين مع دعاة التأسلم والإرهاب ليتم بعد ذلك الدعم المشبوه لكل عصابات القتل والإجرام في سوريا وقبلها ليبيا وبعضهم من أولئك المتسترين بالدين .
 
لقد ناضلنا كأمة لإخراج الاستعمار العثماني القبيح صاحب التاريخ الإجرامي بحق العرب والأرمن وغيرهم ولكن للأسف نرى هذا الاستعمار يعود اليوم تحت غطاء كاذب من التأسلم المتحالف مع أعداء الأمة ،وعرب التصحر في الخليج المحتل ، ولذلك نحذر من هذا الدور التركي المتنامي في المنطقة والذي هو الوجه الآخر للصهاينة وأخشى ما أخشاه أن لا نعرف ذلك إلا متأخرين لأن تركيا والكيان الصهيوني وعرب الاعتلال هما المثلث لقوى الاستعمار العالمي ، ولذلك احذروا من تركيا  الرسمية لأنها لا تقل خطرا عن الكيان الصهيوني بل وهي حليفا استراتيجيا له ولا أعلم ماذا سنقول لأحرار العرب الذي علقوا على المشانق التركية في دمشق وغيرها .
واليوم التاريخ يكرر نفسه ولكن بشكل أكثر مأساة كما قال المفكر ألأممي المعروف كارل ماركس .
 
 
alrajeh66@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد