متى تنطلق رصاصة الشرف على عقور دمشق

mainThumb

28-08-2012 08:42 PM

لا نخطئ إذا قلنا: إنَّ مِن مساخر الحياة أن يكون اللئيم النّجس المطبوع على الخِسّة والخيانة رأسا لدولة أو زعيما في قوم، أو قائدا لركب!!!
 
ولا نخطئ أيضا - إنْ وُجدت مثلُ هذه الحالة في الواقع - إذا قلنا :إنّ هذا خلافُ الأصل، وخروجٌ على القاعدة، إذ الأصلُ والقاعدة أن يَتولّى الكفؤ، ويُسوّدَ الشريفُ، ويَتزعّمَ المطبوع على الأمانة والوفاء.
 
ومع ذلك قد يحدثُ الخَلل في هذه القاعدة، وتَتحققُ الطفرة، وعندها ويلٌ ثمّ ويلٌ للقوم مِن شرّ دَهَمَ، وداهيةٍ قَرَعت الأبواب.
 
في سوريا ما بعد الاستقلال وقعَ الخلل وتحققت الطَّفرة، وسطا على السُّلطة لَحيقُ القوم، وخسيس الطبع، فأقام وكراً للشرّ، وفتح بابا للدّواهي التي أوقفت نبض الشام، وجاءت على الأمة بنحسٍ ما جاءت بمثله رايات الصليب، ولا جُلود التتر، ولا قَرون اليهود!!
ليس ما يجري في سوريا جنونا فالمجنون قد يفيق، ولا حمقا فقد يَعقِلُ الأحمق، ولكنه الطبعُ العميق، والعِرق الدَّساسُ، والوساوسُ الخناس المخلوق مِن ماء وطن لا من نار، تَقاذفته الأصلاب جِيناً، وتَلقته الأرحام جنيناً، فلم يُخالف عن أصله، ولم يَتبدّل أو يَتحول عن أساس خِلقته، ولن " تلد الحيّة إلا الحية"؟!!
 
لقد جاء في التنزيل أنه يجوز للناس أن يَنتفعوا بالكلاب إذا رُوّضت على مصالح الناس،لِتُستخدَم بما فيه نفعهم: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ}.
لكن في السِّباع ما لا يَتحولُ عن طباعه، ولا يُمكنك الرُّكون إلى ظاهر وَدَاعته، إذ يَكمن الشرّ فيه كمون النار في الرماد، ولا يلبث أن يعود إلى ما اعتاد، ويحنُّ إلى ما كان عليه من طبع، فتظهر وحشيّته إذا جاء ما يذكره بها أو يستفزه نحوها، وما رأينا في سوريا مِن مُذكّر أو مُستفِزٍّ إلا كلمة: حرية.
 
وقديما قال أعرابي يوصي ولده:"يا بني، إن لكل قومٍ كلباً، فلا تكن كلب قومك" وأكّدها شاعرهم بقوله:
 
يَسطو بلا سببٍ وتلك طبيعة الكلبِ العقور
 
 لقد خضع السوريون طولا لهذه العائلة الكلبانية، وكم أخطؤوا بهذا الخضوع!! وكم جرّ ذلك عليهم من ثمن!! وكم كانوا وفّروا على أنفسهم وأمّتهم لو أنهم قاموا عليه قومتهم هذه عام 1982م مع أهل حماة!! لكنها ضريبة الصمت،وثمن الخضوع، وكفاَّرة التّفرّج على جزء من الشعب يُذبح ظلما، وجزؤه الآخر يَشتري السلامة بالصمت والتَّعامي، حتى حَلَّت عليهم اللّعنة، ودفعوا الثّمن مضاعفا وكانوا قد حُذّروا: « لاَ يَشْهَدْنَّ أَحَدُكُمْ قَتِيلاً لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قُتِلَ ظُلْماً فَيُصِيبَهُ السَّخَطُ ». فهل تعي الأمة سِرّ السّخط النّازل عليها منذ عقود؟!!، وهل تدرك الشعوب والحكومات أنها ستدفع ثمن صمتها هذا من أمنها ودمائها مضاعفا؟!!
 
هكذا يستمر موت الضمير العالمي، وتتوالى أساليب المخادعة والتضليل، وتسقط أخلاقيات الحضارة غربية وشرقية، وتُلْتَغى مصداقية الشرعية الدولية أمام المجزرة، ومع ذلك يظل في الفضاء مساحة لدعوات الحوار والحل السياسي!! مع علم الجميع أن الكلب العقور لا يعرف أبجدية الحوار، ولا يتقن إلا سياسة القتل، ولا خلاص مِن شرّه إلا بقتله.
 
فقد روت أمُّنا عَائِشَةَ - رضي الله عنها- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال : خَمْسٌ مِنْ الدَّوَابِّ كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ , يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ : الْغُرَابُ , وَالْحِدَأَةُ , وَالْعَقْرَبُ , وَالْفَأْرَةُ , وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ .
 
 قال الخطابي: أصل الفسق الخروج من الشيء، وسُمِّي الرجل فاسقا لانْسِلاخِه من الخير، وقال القاضي عياض وابن بطال ما معناه: وسُمِّي هؤلاء فواسق لخروجهم عن الانتفاع بهم،أو السلامة منهم.
 
كم نحن مدينون لربيع العرب!! وقد كشف لنا عن معادن الساسة والقادة والكُتاب والإعلاميين، وأعلن على الملأ قائمة بالكلاب العقور تحفُّها غربان الجيف، وحدءات قنص المكاسب، وعقارب التبرع بالأذى، فئران العبث تخرق السفينة، وكان حقّ هذه الأصناف أن تُباد، فلا تَحجزُ الأحرارَ عنهم ملابسُ الإحرام، ولا الإحرامُ في الصلاة، فقد نص الفقهاء أنه لا حرمة لها وتقتل على كل حال.
 
ومن لطيفِ النظر أن نعرف أن الكلابَ العقورَ التي جاءت دَعيّة في القوم وليس منهم، ومُتسللة إليهم وهي من خارجهم، كانت الأكثر فتكا والأوفر شرّا، فعائلة الوحش في سوريا إيرانية صفوية النسب، وتَردَّدَ أنّ القذافيَّ أجدادَه لِأُمِّه يهودٌ صهاينة، وقد أصابته فتوى العلامة القرضاوي فقُتل، فمتى تنطلق رصاصة الشرف مِن صاحب نخوةٍ على عقور دمشق ليَخلدُ مُطلقُها في التاريخ، ويُوقظ الأمة مِن كابوس أفاكٍ مسيخ؟؟!!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد