طرح عطاء .. !!

mainThumb

23-10-2012 02:31 PM

يتخبط مجلس إدارة شركة الفصول الأربعة في عملية اتخاذ القرار لإخراج الشركة من أزمتها المالية والمعنوية بطريقة عجيبة، ويعجز المجلس عن القيام بخطوات حكيمة باتجاه رفع منسوب الارتياح لدى العاملين في الشركة الذين باتوا في وضع لا يحسدون عليه من الضيق النفسي والمادي، كما يواجه رئيس المجلس حالة عصيان غير معلنة من قبل أعضاء مجلس الإدارة، الذين ما انفكّوا يظهرون له المحبة والتبجيل، لكنهم يُضمرون له الكراهية، ويتمنون زواله على وجه السرعة..!!
 
الشركة تعاني من أزمة خانقة، والقنوات بين الإدارة التنفيذية والمستويات الوظيفية والإدارية الأخرى مقطوعة، فلا حوار ولا كلام ولا تفكير، وكلّما قدّمت الإدارة التنفيذية خطة ما ووصفتها بأنها خطة إنقاذية و جهنمية كلما تفاقمت أجواء الكراهية في الشركة، وسادت مشاعر اليأس وفقدان الأمل، وعلى الرغم من أن المدير العام الذي تم تعيينه حديثاً بقرار مفاجيء من رئيس المجلس لم يرجع فيه للأعضاء، يحمل أوسمة دولية مرموقة في الإدارة ومشهود له بحسن التدبير والتفكير، وهو ما يبعث على الراحة على اعتبار أنّ منْ لا يُحسن التفكير لا يُحسن التدبير، إلاّ أن قدرة هذا المدير على مدّ يده لسلة الأزمات وانتشالها بالتدريج وقذفها بعيداً عن حدود الشركة بات أمراً مستحيلاً، والسبب أن كل أزمة مصنوعة بطريقة غير قابلة للانتشال، وغير قابلة للرفع وغير قابلة للتعاطي مع أي يد ساهمت في مرحلة ما في صنعها إلاّ بالقدر الذي تدعم فيه قدراتها على المعاندة والمساندة والتهديد والوعيد..!!
 
وعندما تفاقم الأوضاع بطريقة أكثر قتامة، حاول رئيس المجلس، الذي كان إلى عهد قريب جداً حريصاً على راحة كافة موظفي الشركة وعمالها، أن يمنح المدير التنفيذي فرصاً أوسع للتعامل مع الأزمة حتى لو أدّى ذلك إلى ضرب بعض مصالح الموظفين، على قاعدة درء المفاسد أولى من جلب المصالح، وهنا بدأ سادت أجواء الموظفين مشاعر الغضب، فهذه هي المرة الأولى التي يلمّح فيه الرئيس إلى ذلك، وقرّروا تنفيذ اعتصام احتجاجاً على التفكير بضرب مصالحهم، وعندما قال لهم المدير التنفيذي إن مصالح الشركة وبقاءها أهم من مصالحكم كأشخاص، استشاطوا غضباً، وردّوا بالقول بأن الشركة هي هم، فما جدوى الشركة دون موظفيهم وعُمّالها..!!؟
 
ومع الأيام بدأت ألوان الفصول الأربعة تتغيّر، وشرع لكل فصل منها مجموعة ريادية، وضعت لها منهجاً واستراتيجية في العمل، وأصبحت عجلة الشركة تدور بأربع جينريترات، لكل منها سعته وقوته وسرعته، وعندما كان المدير التنفيذي يطلب من المجموعات الأربع توحيد الإيقاع والسرعة، كان يُقابَل بالإزدراء..!!
 
زاد قوة التخبّط، وأضحت الشركة تعيش حالة فوضى غير مسبوقة من نوع تلك التي يسمونها خلاّقة، أما الرئيس فقد آثر الاعتكاف في بيته، والاكتفاء بتوجيه لجان المجلس الدائمة، ووقّع من بيته قراراً بتشكيل لجنة أطلق عليها إسم لجنة العطاءات الاستراتيجية وكلّفها بأن تدرس على وجه السرعة طرح عطاء دولي لوضع مواصفات خاصة لاستدراج عروض دولية من شركات كبرى تتولى إدارة شركة الفصول الأربعة، وحتى هذه اللحظة لم يتمكن المجلس من طرح العطاء، وما زال يمارس سياسة التسويف والمماطلة، أما الحال في الشركة فتزداد سوءاً يوماً بعد يوم..!!!
 
    
   Subaihi_99@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد