طه حسين ورشدي أباظة

mainThumb

12-11-2012 11:33 AM

بما أن الصحافي جاسوس يرفع تقاريره إلى مستبد هو القارئ سأسجل بعض ما سمعته في القاهرة الغارقة حالياً في نقاش غير مسبوق حول الحاضر والمستقبل.

لن أورد أسماء لأنني لم أستأذن أصحابها في النشر.

لست قلقاً من وجود «الإخوان» في الحكم. هذا ما أفرزته الانتخابات وعلينا احترام نتائجها. الوجود في الحكم سيُرغمهم على التعامل مع الحقائق والوقائع على الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. أغلب الظن أنهم سيتجهون إلى سياسات واقعية. ما يُقلقني حقيقة هو ظهور السلفيين في مصر بمثل هذا الحجم. معظم المصريين لم يتوقعوا ذلك. أعتقد أن هؤلاء سيشكلون مشكلة فعلية لعهد الرئيس محمد مرسي. ضغوط الإسلاميين المتشددين ستضع «الإخوان» أمام خيارات بالغة الصعوبة.

ما فاجأني هو عدم امتلاك «الإخوان» برنامجاً للحكم على رغم جلوسهم الطويل في موقع المعارض. لفتني أيضاً أنهم لم يقدموا للمصريين كوادر توحي بقدرتها على إدارة شؤون الدولة. لا شك أننا في بداية سنوات من البحث أو الاضطراب مع سخونة في النقاش لكنني أعتقد أن الكتلة المصرية الحيوية ستتماسك لاحقاً.

- المعركة الحالية في شأن صوغ الدستور هي معركة بالغة الأهمية بالنسبة إلى مستقبل مصر. من حق أي حزب حاكم أن يأتي بمؤيديه إلى مواقع رئيسية في الدولة لتنفيذ برنامجه وما وعد به ناخبيه. هذا يحدث في أميركا وفرنسا وأماكن أخرى. هذا لا يعني أن من حقه التلاعب بالثوابت ومرتكزات الدولة والفصل بين السلطات. تعيين أشخاص من «الإخوان» في مواقع في الدولة شيء و «أخونة « الدولة بمعنى تسخيرها لخدمة برنامج «الإخوان» وضمان استمرارهم في السلطة شيء آخر.

تغيير السياسات طبيعي لكن التلاعب بمكونات الهوية المصرية سيكون شديد الخطورة في حال حدوثه. هوية مصر مشكلة من ثلاثة أبعاد: البعد المصري والبعد العربي والبعد الإسلامي. لا يملك أحد تفويضاً للتلاعب بمكونات الهوية وحجم حضور كل بعد لأن الهوية ثمرة تجربة طويلة أدت إلى تبلور الشخصية المصرية.

لا شكوك في شرعية مرسي المنبثقة من انتخابات. السؤال المطروح هو هل يحترم الإسلاميون بعد توليهم الحكم مبدأ تداول السلطة؟ الممارسات وحدها ستكشف ذلك. إذا حاول «الإخوان» بسط نفوذ حزبي على آلة الدولة وحاولوا وضع يدهم على القضاء والإعلام فإننا سنشهد بعد سنوات ثورة جديدة خصوصاً أن مشكلات مصر الاقتصادية ضخمة وتفوق قدرة «الإخوان» على حلها.

-لن نتساهل في المسائل الحيوية. لن نقبل بتجريد المرأة من حقوق بديهية حصلت عليها. لن نقبل بخنق الإبداع في مصر والتسلط على مخيلات الكتاب والشعراء ونتاج الفنانين.

يجب أن يسجل للجيش المصري أنه لم يحاول كسر إرادة المصريين الذين هبوا لإسقاط عهد حسني مبارك.

يسمع زائر مصر سيلاً من الأسئلة. المعركة مفتوحة على الشاشات وفي الشارع أيضاً. يبالغ الشاب العائد خائباً من ميدان التحرير يقول: «إذا خيم الظلام لن تكون مصر قادرة على انجاب طه حسين ونجيب محفوظ. لن تكون قادرة حتى على إنجاب شادية ورشدي أباظة». الأكيد أن مصر في بدايات امتحان طويل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد