سؤآل برسم إحراج كبار مسؤولي الدولة .. !

mainThumb

22-12-2012 10:57 PM

 قال صديقي، وهو يحاورني، ما الفائدة في أن تحصل ابنتي آلاء على معدل 95% في الثانوية العامة وليس لديها أي رغبة في الدراسة الجامعية إلا دراسة الطب، ثم لا أتمكّن من الحصول لها على مقعد في أي من جامعاتنا التي تُدرِّس الطب..وأين العدالة في ذلك..!!؟

 

قلت له: ألا يُمْكِنها دراسة تخصص آخر غير الطب، فمعدلها يشفع لها في ذلك بسهولة، أجابني بامتعاض بالغ: هي لا تريد إلا دراسة الطب، وهذه رغبتها التي لم تكن لتتنازل عنها قط، على الرغم من محاولاتي الكثيرة لإقناعها في دراسة مادة أخرى والحصول على أعلى الدرجات العلمية فيها.. 
 
قلت: لماذا أنت ممتعض إلى هذه الدرجة، أليس بإمكان ابنتك أن تعيد التوجيهي لتحصل على معدل أعلى يؤهلها لدخول كلية الطب..؟! 
 
قال: ولماذا تعيد.. فغيرها حصل على أقل من معدلها ثم تبوّأ مقعده في كلية الطب، وفي الجامعة التي يريد في المملكة..؟!! 
 
قلت: هل أنت متأكد..؟ قال: بلى..
 
وضربت كفاً بكف محوقلاً لا حول ولا قوة إلاّ بالله.. ثم قلت لصديقي: هل تذكر عند تشكيل إحدى الحكومات التي جاءت تحت عنوان عريض هو الإصلاح.. وقمت بإرسال رسالة نصية من كلمتين فقط إلى كل منْ أعرف هي: لا إصلاح..!! وهنا أقول أيضاً: لا عدالة..!! أما منْ أراد أن يبحث عن العدالة فليبحث عنها في مكانين: في السماء أو في المقابر..!! 
 
كيف ندعو إلى تكريس الولاء والانتماء إذا كانت هذه هي إحدى صور العدالة في البلاد.. وكيف يمكن غرس مفهوم الانتماء في نفوس أبنائنا إذا كانوا يعايشون صوراً مؤلمة لغياب العدالة..!؟ وأي حديث عن العدالة وتكافؤ الفرص هذا الذي يتخمنا فيه المسؤولون صباح مساء وعلى أعلى المستويات في الدولة..!؟
 
إذا لم تصدّقوني أيها المسؤولون، فلتتحققوا من المقبولين في كليات الطب في جامعاتنا الرسمية من خريجي الثانوية العامة صيف 2012، فإذا ثبت أن أياً قد تبوّأ مقعداً في الطب وبمعدل أقل من معدل آلاء، فهذا يعني باختصار أنْ لا عدالة.. ولا يهم المبررات التي قد تكون كثيرة، لكنها قط لن تكون مقنعة..!!!
 
ابنة صديقي تريد أن تدرس الطب، ولا شيء غير الطب، وهذه الرغبة الكبيرة تؤشّر إلى أنها ستحقق نجاحاً باهراً إذا مُكّنت من دراسة الطب، وسينعكس ذلك على المجتمع وعلى الاقتصاد، فلا يهم عدد منْ يدخلون كليات الطب، بقدر ما يهم نوعية منْ يدرسون الطب عن رغبة وقناعة ومحبة.. وكلما ازدادت الرغبة كلما أمكن تحقيق إفادة أكبر للمجتمع، بعكس منْ يدرس تخصصاً معيناً على غير رغبة منه، فقلما ينجح في حياته العملية، بل إن الاستثمار في التعليم العالي يوجب توجيه الأبناء والبنات لدراسة ما يرغبون حقاً في دراسته عن قناعة ورغبة واضحة، لأن هؤلاء منْ سيفيدون البلد والمجتمع، واستثمارنا في تعليمهم وتمكينهم من دراسة ما يرغبون هو استثمار ناجح وذو جدوى اقتصادية واجتماعية عالية.
 
أدعو وزير التعليم العالي الدكتور وجيه عويس وهو رئيس جامعة سابق إلى التحقق مما كتبت، والتحقق من عدد الطلبة الذين حصلوا على مقاعد في كليات الطب الأردنية ومعدلاتهم في الثانوية العامة أقل من معدل آلاء.. ثم عليه أن يجيب آلاء على تساؤلها: لماذا.. وأين العدالة التي تتحدثون عنها..!؟؟ 
 
آلاء بلا واسطة.. وليس بمقدور أبيها أن يرسلها لدراسة الطب في الخارج.. فما العمل إذاً، ولماذا لا يفهم المسؤولون أن كسر رغبتها في دراسة الطب، هو كسر لانتمائها، وتحطيم لطموحاتها وحُلمها في خدمة الوطن كطبيبة ناجحة..!  
أما آخر الكلام، فأقول: اللصوص ليسوا فقط أولئك الذين يمدون أيديهم في جيوب الآخرين.. بل الذين يسرقون العدالة من بين عيون المستضعفين..!!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد