جنون الصور .. والدعايات الوهمية

mainThumb

02-01-2013 11:11 PM

في بداية خاطرتي لهذا الصباح سأقص عليكم سيداتي سادتي قصة صغيرة حدثت معي شخصيا...فقد قمت في احد الايام بزيارة لصديق لي يعيش في مدينة بون الالمانية وهو الماني من اصل عربي وزوجته المانية الاصول ...ولديهما ابنة كانت تستعد انذاك لأمتحان ( التوجيهية) ... وعندما هممت بالخروج للذهاب الى بيتي حيث اصطحبني الزوج وزوجته وابنته الى سيارتي ...وما كان من الاب الى ان استدار الى ابنته وقال لها :اذا نجحت في التوجيهي سأشتري لك سيارة جديدة مثل هذه السيارة ...وعند سماع الزوجة الالمانية بوعد زوجها لأبنته اشتد غضبها ونظرت اليه قائلة : ارجوك ان لاتوعد ابنتك وعدا لا تستطيع الايفاء به حتى لا تفقد مصداقيتك امامها...وانت تعرف اننا لن نستطيع شراء سيارة جديده لها هذا العام ...فأعتذر الزوج بخجل ...ولم يكرر هذا الوعد مرة اخرى...
 
        تذكرت هذه الحكاية القصيرة امس وانا اطوف في شوارع عمان وقد انتشرت صور المرشحين للانتخابات وكأن الدنيا امطرت علينا صورا ولافتات ودعايات ...تذكرت هذه القصة القصيرة وانا اقرأ وعود بعض المرشحين للانتخابات الوهمية غير الواقعية....وبدأت اشك في مهنية بعض مستشاري الحملات الانتخابية للمرشحين ...فلا يعقل ابدا ان يكتب احدهم في برنامجه الانتخابي بأنه سيقوم بمهمة استخراج النفط من تحت اقدامنا او الضغط على مجلس التعاون الخليجي من اجل انضمام الاردن للمجلس ...او قيام صديقنا المرشح بتحرير كامل لفلسطين العربية ...والغاء الرسوم الجامعية في الجامعات الاردنية...هذه الوعود هي تماما كوعد صديقنا لأبنته بشراء سيارة جديدة اذا نجحت بالتوجيهي...وكلاهما يصعب تنفيذه...وفيه عدم مصداقية واستغباء للاخر.
 
 
      وما لفت انتباهي ايضا الكميات الهائلة من الصور وبكثافة عالية لنفس المرشح في نفس المكان ...وكأن دافع وضع الصور بهذا الشكل هو دافع نرجسي وليس بدافع النجاح في الانتخابات...ولا بد من الاشارة هنا الى ان المرشحين الاوروبيين والذين يتعاملون مع اكبر مؤسسات الدعاية والاعلان والعلاقات العامة في العالم لا ينشرون صورهم بهذه الطريقة وبهذه الكثافة وبنفس المكان ...وللحقيقة اقول انا لا اعرف من الذي يشير على بعض المرشحين هذه الاساليب الخاطئة في الدعاية والاعلان ...وصدقوني ايها السيدات والسادة...يا مرشحي الوطن... ان تواصلكم الشخصي مع شبابنا وشاباتنا على صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة (الفيسبوك ) و(التويتر) وغيرها سيكسبكم شعبية اكثر بكثير من هذه الصور المنتشرة بكثافة هنا وهناك ...ولنستفيد من حملات الرئيس الامريكي باراك اوباما الانتخابية  ومجالس نواب دول الاتحاد الاوروبي ...
 
      ونصيحتي لجميع المرشحين من ابناء وطني الكرام الابتعاد عن الوعود الوهمية للمواطن الذكي والمثقف...واختصار برامجهم السياسية بجمل قصيرة واضحة سهلة القراءة والفهم ...واستخدام صفحات التواصل الاجتماعي الحديثة ...اضافة الى التواصل الشخصي مع المواطنين ...واختيار مستشارين اعلاميين مهنيين ذوي خبرة في الدعاية والعلاقات العامة وابعاد المهرجين والمبتزين والمتملقين من مقراتهم الانتخابية ....ولا يعتمدون في حساباتهم على المنافقين والممثلين والمرتزقة واصحاب (الكروش) الفارغة...وأتمنى للمرشحين الكرام الفوز والنجاح ...وللوطن الخير كل الخير ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد