الفساد والخيمة

mainThumb

09-01-2013 12:00 AM

 يُحكى أن : فلاحاً بسيطاً رافق غنياً في رحلة صحراوية ليقوم على خدمته ، وكانا ينامان تحت خيمة واحدة ، في إحدى الليالي ، وبينما كانا نائمين في الخيمة ، مستغرقين في النوم ، فتح الغني عينيه ، ورأى النجوم في السماء ، فرح فرحاً كبيراً ، حتى أنه صاح من شدة فرحه ، فقام الفلاح البسيط من نومه وهو يقول : ماذا جرى ؟ فقال الغني والابتسامة لا تُفارق شفتيه : أنظر إلى السماء ما أجمل النجوم التي تتلألأ بها ، ما هو تعليقك أيها الفلاح ، ابتسم الفلاح وقال : تعليقي ، لقد سُرقت الخيمة ، وكم أنت فرحان بالنجوم .... لقد ضاعت خيمتنا التي تُظلنا معاً، وأنت في غاية السعادة .

 
ذكرتني هذه الحكاية بحكاية الفساد عندنا ، وفكرتني الخيمة بالوطن الذي يُظلنا جميعنا ، وفكرني الفلاح بالمواطن البسيط الذي يحب خيمته ، ويخاف عليها ، ولا تسره النجوم مهما تلألأت في السماء أو بين يديه ، وفكرني الغني بالفاسد في هذا الوطن الذي ينخدع بالنجوم ، ينخدع بالمال ، لا يهمه ما دام مسروراً بما يتلألأ من النجوم لو ضاع الوطن ، فالوطن عنده فرحة بمالٍ ، ونجوم ، أقول : لقد ذكرتني القصة بكل ذلك فبماذا ذكرتكم القصة ؟ ؟ كم أود سماع همسكم 
 
رفقاً بالوطن أيها الفاسدون ، رفقاً بنا أيها الفاسدون ، أرجو أن تُعيدوا لنا خيمتنا ، لنجلس جميعنا تحتها ، فلم يعد ما يضمنا سوى خيمة ، وخيمتنا وطن لا تسرقوا خيمتنا من أجل حفنة من النجوم ، لا تبيعوا خيمتنا من أجل رحلة أوروبية ، نريد خيمتنا بعمودها الهاشمي ، وفراشها الأردني ، نريد لخيمتنا أن تكون صالحة للاستعمال من أجلنا ، وأجلكم ، نريد خيمة لا يوجد عليها تاريخ انتهاء سوى يوم القيامة ، إذا كنتم أخطأتم فتوبوا ، وأعيدوا للخيمة بهجتها....أحبك يا خيمة أراك أوسع من مساحة الكرة الأرضية.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد