تمهل

mainThumb

18-01-2013 09:53 PM

 الصور الاجتماعية الجارحة في هذا الوطن بحجم الجرحين السياسي ، والاقتصادي ، ولا ادري أيهم السبب ، وأيهم النتيجة ، وكأنهم وجدوا في آن واحد ، والسلبيات في الصور الاجتماعية كثيرة ، وليس من السهل رصدها ، أو إجراء عملية إحصاء لها والذي يُلقي بالنفايات في وسط الشارع حجته في ذلك – كلها هيك وقفت علي ؟ - والذي يتحايل على بائع الخضار بحبة بندورة أو زر بطاطا ، يملك نفس الحجة ، والذي.... والذي .... حتى أصبحت الصورة البانورامية للوطن – كلها هيك - .

من الصور التي استوقفتني طويلاً اليافطة والتي نشاهدها على مؤخرة باصات الجامعات ، وقبلهم باصات الروضة والتي تقول – تمهل باص طلاب – في ذات الوقت يكون السائق متجاوزاً السرعة القانونية ، ولا أدري ما نفع اليافطة في هذه الحالة ، وكان الأولى بالسائق ، وبالمسؤول عن الجامعة أو المدرسة أن يضعها أمام السائق داخل الباص ، حتى يتقي الله فيمن يحمل من أرواح .
أقول استوقفتني هذه العبارة كثيراً ، والسبب أنها تعكس رؤية وسلوك كثير من المسؤولين في هذا الوطن ، ورؤية وسلوك كثير من أصحاب القرارات ، وأصحاب الدعوات الدينية ، فهي عبارة تنهى عن الفحشاء وتأتيها ، وكأن العبارة تقول : تمهل ودعني أُسرع ، لا تسرق ودعني أسرق ، لا تُخطيء ودعني أخطئ .
لماذا لا يضع المسؤولون أيضاً هذه العبارة أمام بصرهم على مكاتبهم فإن لم تردعهم مرات ، فسوف تردعهم مرة ، وفي هذا كفاية
عبارة – تمهل باص طلاب – عبارة تليق ببعض السياسيين ، ومنتسبي الأحزاب في الأردن ، فالخطب الرنانة ، والوعود الفارغة ، والتنظير الخالي الدسم كل ذلك من سماتهم ، وأظن أن العبارة جاءت نتيجة للوضعين الاقتصادي ، والسياسي ، فالوزارة التي ترفض تمويل مشاريع صغيرة بحجة التوفير المالي على ميزانيتها ، تقوم هي نفسها بنفقات كبيرة يُمكن اختصارها
هل في جعبتكم صور جارحة من المشاهد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية يليق بها عبرة – تمهل – أم أنني أغرد خارج السرب ؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد