الوظيفة والدور

mainThumb

07-02-2013 11:00 AM

 إننا نسير بخطوات ثابتة نحو المأسسة السياسية ، ونتمنى أن نتقن ما نحن عازمون على السير به حتى نتخطاه وننتقل إلى أبعد من ذلك وهو مأسسة كل مناحي الحياة ، والرغبة في مأسسة الحياة السياسية نابعة من متطلبات الجميع قيادة وحكومة وشعباً ، بمعنى أن كل فرد منا مهما كان موقعه الوظيفي ، أو الحياتي هو بحاجة ماسة لهذا النوع من العمل السياسي ، وما كانت وزارة التنمية السياسية لتكون لو لم تكن هناك نية صادقة عند الدولة في هذا النهج الذي نرتضيه كلنا ، وفتحت الدولة بوزارتيها الداخلية ، والتنمية السياسية أبوابها لاستقبال كل مجموعة ترغب في ممارسة الحياة السياسية ضمن إطارها الاستراتيجي ، ونظامها الداخلي ، مستندة على أجندة جميعها تصب في صالح الوطن والمواطن ، وتم بالفعل تشكيل أحزاب بشعارات مختلفة ، ورؤى حزبية ناضجة ، ومستنيرة ، ولا نستطيع أن نقترب من هذه الأحزاب التي تشكلت بقانون دستوري من النقد ، فهي تمتلك كامل الحرية في تحركها ، وطروحاتها التي تنبثق من ثوابتها الوطنية ، ونرى أن مؤسسين الحزب ، ومنتسبيه عليهم جميعاً المهمة الوطنية ، والمصداقية في العمل ، والقول . 

إن وظيفة أمين عام الحزب ، إذا جاز لنا التعبير هي تكليف من أعضاء الحزب لذات الشخص ، وليس تشريفاً له ، فهو في رأينا يحمل من ذاته شرفاً يباهي به ، وهذا ما أوصله إلى ثقة الآخرين ، وهذه الوظيفة هي دور كبير يلعبه الأمين بموافقة الجميع من حوله ، والذي دعاني إلى هذه المقدمة ما نسمعه يومياً على الفضائيات المحلية ، والعربية ، وما نسمعه في الندوات ، والمجالس الخاصة ، والعامة من تصريحات من أمناء عامين ، أو من ينوب عنهم في تشخيص الحالة السياسية في الأردن السلبية ، والايجابية ، ووضع الإصبع على مواطن الفساد ، وأحياناً تحديد هوية الفاسدين ، وأخيراً حول ما جرى في الانتخابات النيابية من تزوير من وجهة نظرهم ، كل ذلك من الاتهامات بالتقصير هو الذي دعاني أن يكون لي وقفة معه ، فأنا مع كل أمين عام حزب ، أو مواطن عادي يكشف لنا ما لا نعرفه من سلبيات النهج الحكومي ، ومع كل متابعة لإصلاح هذه السلبية ، ولكنني أرفض التخوين ، والتجريح ، وتصفية الحسابات الخاصة من خلال التُهم التي تُلقى جُزافاً دون دليل واضح ، وبيّــن ، فالذي يقول بتزوير الانتخابات عليه تقديم الدليل ، ليس لي أنا الذي لا أملك حق المحاسبة ، بل لمن يملك حق المحاسبة ، عندها سوف أقف أنا ومن يؤمن بهذا الطرح جبهة مساندة وقوية غايتها إظهار الحق . 
 
لقد كثُر الضجيج حولنا ، ونكاد نُصبح فئات متعددة ، وأصبحنا قادرين من خلال وسيلة إعلامية ، أو جلسة إخوانية ، أو مؤتمر ندعو له أصحابنا أن نُدين ، ونستنكر ، ونطعن ، وهذا كله ليس طريقاً لمأسسة السياسة ، إنه طريق لسوالف عنترية ليس خافية على أحد ، وهو طريق سيوصلنا إلى المجهول حقيقة ، فكفانا تشتتاً ، وكفانا تنظيراً ولنتق الله بهذا الوطن.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد