أزمــة أخـــلاق وليســت أزمـــة مـــرور

mainThumb

04-03-2013 01:47 PM

 نلهــث ونحــن نركــض كــي نصــل ولو مسـافـــات قريبــة ، تفصلنــا عن بعـض الـدول المتقـدمــة ، ولو في جــزء من مظاهـر ذلك التقــدم ، أو التعـرف على السـر في أحــد جوانــب تقدمهــا ، ولكــن دون جــدوى ، أو قــد نصــل الى الســر في ذلك ، ونقف عاجزيــن عن العمـل بــه ، لأنــنــا لن نســتطيع الإقتــداء بهــم  ، لأنـنــا نعيــش في أزمــة أخــلاق .

 
في اليابــان مثــلا وليس حصــرا ، يأتــي الموظف في الصــباح الى عملــه ، فيبحــث لسـيارتــه عن آخــر مكان يصـف فيــه ، ويأتــي من بعــده ويبحـث أيضــا عن مكان بالقرب منــه ، وهكــذا ، كي يفســحوا المجال لمن يـأتي في الآخـر أو متـأخـرا ، ويجــد المكان القريــب لكـي يصـف سـيارتـه .
 
عــادة أوو أصبحــت من طبيعــة حياتهــم وسـلوكهــم وليســت أمــرا أو توجيهــا من أحــد على هــذا التصــرف ، وهذا الأمــر ينطبــق على كـل شــيء في حياتهــم ، مما كان له الأثــر في أن ينهضــوا من تحــت الرمــاد ، بعــد أن قـذفــت مدنهــم بالقنابل النوويــة في الحــرب من أمريكـــا ، ويصبحــوا من الدول الأولى في التقــدم والرقـــي .
 
نحــن في الأردن وربما في معظم الدول العربيــة ، نختلف عنهــم ، وما يهمنا في الأمــر هو موطنـنـا العزيــز في الأردن ، حيث التسـابق والازدحام في كل الأماكــن ، ليس من أجــل النظــام والتقليــد ، بل ليكون لنا الأولوية في كل شـيء , سـيارة تسـابق الأخــرى في الشــوارع ، وأخـرى يقـودها صاحبهــا بطــرق عوجــاء وملتويــة ، كي يزاحــم من هو أمامه أو على جانبــه ، كي يصـل قبلــه ، ولا تعـرف الى أيـــن . وتــرى السـيارات التي من المفترض أن يخصص لها مسـرب خاص بهــا يسـيرون أمامها معطلين من حركتهــا ، مثل سـيارات المطافيء والإســعاف ووالشـرطــة ، بالرغم من صافراتهــا وزواميرهــا التي تنبههم الى خطورة ذلك ، بحكم أنهم مسؤولين عن حيــاة أنــاس وإنقــاذهــم ، ولا يحتمل عملهــم ذلك التعطيــل .
 
وإن ذهـبــت إلى الدوائــر الحكوميــة ، لإنجــاز عمــل ، وهو لا يستغرق من الوقــت الكثيــر ، تجــد أحيانا أنك مضطــر الى الإصطفاف ، وترى أحيانــا بعض الأشـخاص الذين يمرون من جانبك ويدخلون بدون إسـتئذان ، ويخـرجون وأنت تقف وترى ذلك بحكم أنهــم يملكون الوسـاطــة ، او معهــم الشـخص المسـؤول والذي يدخلك قبل الموجوديــن أصلا  .
 
أما في المستشـفيات ، فترى الطوابيــر على باب كل غـرفـة طبيــب ، ولا تستطيع أن تحــدد موعدك أو وقتــك ، لأن الدور يأتي من الداخـل ، وربما يمـر وقــت طويــل وأنت في مكانــك وكأن الناس لا تتحــرك ، وترى هـذا يدخـل وذاك يخــرج ، ولا تسـتطيع أن تتكلــم أو تبــدي إعتراضــا ، حتى لا يكــون الرد مزيــدا من التأخيــــر .
 
إن الأزمــات التي نمــر فيهــا ليســت أزمــة ســيــــر ، أو أزمــة طوابيــر ، بل هــي أزمــة أخــلاق نعانــي منهــا ، بســبب تراكـم الأخطــاء والتصـرفات الفرديـــة أو الجماعيــة في مناحــي حياتنــا ، وعــدم وجــود القوانيــن التي تضــبط تـلك الأمــور وتنظمهــا ، يلازمـــها عقوبــات رادعــة بكــل من يســيء أو يتجاوزهــــا ، خاصــة بغيــاب ذلك لا يمكــن أن نلــتزم كغيرنــا بالنظــام  وأخــذ كل واحــد حقــه بأســلوب حضــاري ، بــدون الإعتــداء على حقـوق الآخـريــن لأي ســبب كــان ، أو في أي ظــرف من الظــــروف.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد