إعلان نيسان شهر منكوب
عندما كان يحضر شهر نيسان فإن ذاكرتنا تفترش بالزهور والريحان في ربوع الأوطان...وتمتلئ السماء حب متناغم يرسمه الأحياء والوجوه المباركة وابتساماتها...والإنسان فيه والحيوان وشجر السرو والسنديان والعصافير كلها تعانق سماء نيسان الممتلئة بقبلات الحب في كل مكان رغم قليل من الحرمان ولكن سماؤها حافظت على نقائها الذي كان كنقاء طفل رضيع لم يسيطر عليه شيطان...ووجنتيها كحبات الرمان....وزهور نيسان تملئ المكان والنحل يدوي ويغازل ويرسم قبلته على فمها الممتلئ بالرحيق...وتغاريد عصافيره هي نفسها ترانيم أفراحنا وضحكات طفولتنا في الطرقات وبين الأزقة في المدن والأرياف وعلى أبواب الدكاكين وعلى التلال وبين الأشجار...الأرض تنبت خيراً وعطاء...ووجوه مطمئنة هادئة تفترش الأرض بأحلام من مطر السماء....الأطفال براءة يزينها البساطة والسعادة...المدرسة رحلة مقدسة من أجل العلم والبقاء فطلابها كعقد منثور يزين شوارعنا والمطر يداعبهم ويمازحهم في رحلة الذهاب والعودة وحقائبهم تجمع ما بين العلم وبساطة عيشهم ففيها كتبهم وسندويشات الزيت والزعتر والمخبأة في زاوية الحقيبة...أما الجامعة فصرح كريم فيه علم ووقار وهيبة مكان....
لكن يبدو ان لا زهور في نيسان هذا العام فارض نيسان أعلنت ارض منكوبة....وعاقر يملؤها السواد الأعظم ...فلقد تلوثت سماؤه...ولم يعد كما كان عليه شهر المعالجة النفسية ولا شهر زراعة الأشجار...وزهوره لم تتفتح بعد...وما عاد النحل يدوي في المكان....وسماؤه يحتشد فيه دخان ومستقبل قاتم ينبأ بالخراب...وعلى وجنتيه الذابلتين دموع متيبسة ترسمها خربشات سوداء....شمسها شاحبة وما عاد يسكنها دفئ الربيع....الوجوه يستوطن بها بؤس جامح وهزيمة الانتظار....كلمات الناس كثيرة وغريبة وتفتقد إلى الأمل والعزيمة....مفرداتها ولا يوجد لها معنى في قاموسنا الذي اعتدنا عليه...عيون الأطفال هرمت وطاحت في العمر قبل أوانها وهي ترقب بخيفة تهاوي الأوضاع في كل مكان وتمازج الألوان...الماء مالحاً اختلط به دموع حارة...الطرق ثكلى بصور التشرد والتوسل...الأسواق ساحات تعرض فيها مشاهد الاستنزاف...أما السياسة فعديمة الأخلاق وأصبحت الشاغل في كل مذياع وتلفاز وحتى في جلسات الأهل والأصدقاء....الأخبار فيها ذبح واستنكار...ذل وهزيمة واستعباد...حاكم قاتل...وشعب ضحية....وهدايا سخية بمال وجاه...ودماء تسيل...ولعبة تسير....وتبادل الأدوار....زرع للأعناق....وقطع للأعناق....الجامعات ساحات لمعارك طاحنة ومهازل وضياع وسيصبح في كل جامعة مركز أمني لفض الاشتباكات ما بين الطلبة...
شهر نيسان شهر الحصاد...حصاد الأحزان والجوع المتربع بين الأغصان...والملتصق في انحناءة الزهور الذابلة في عناقها للأرض...التي حرقتها شمس تموز قبل ان تأتي...فرحلت في غير موعدها...وأصبحت أغنية حزينة تنشدها العصافير المهاجرة....أفراح نيسان سرقها الغرباء...وسكنت البلدة أحلام المجرمين وسماسرة السياسة والحروب....نيسان لم تعد تعني في ذاكرتنا ولا في ذاكرة العصافير شيء غير المزيد من التشرد والضياع...فلقد نثروا العشب الأخضر وكشفوا عورة المكان...عذراً فالجميع أصبح لا يحتمل العيش في نيسان...فإما أن يرحل نيسان...وإما أن يرحل الجميع عن نيسان ويعودوا إلى حيث لا أوطان...فلم يعد نيسان كما كان في ذاكرتنا زمان...ولم يعد شهر ميلادي....ولم يبقى منه شيء سوى كذبة نيسان...
النواب يقر بالأغلبية معدل المعاملات الإلكترونية
بين الإجماع والتحفظ ماذا يكشف قرار مجلس الأمن 2807
الميداني الأردني غزة/8 يُجري عملية جراحية نوعية ناجحة
أمين عام الأوقاف يلتقي مقدّمي أفكار إبداعية
الجيش يحبط محاولة تسلل 3 أشخاص عبر الحدود الشمالية
وزيرا الخارجية والدفاع التركيان يزوران سوريا الاثنين
يوم علمي بكلية الآداب في جامعة مؤتة
منتدى التواصل الحكومي يستضيف وزير الاقتصاد الرقمي
مذكرة تفاهم بين اليرموك وجمعية المحاسبين القانونيين
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 70,937 شهيداً
إلى أين تأخذنا أسواق الشتاء العشوائية؟!
أورنج الأردن ترعى مؤتمر نموذج الأمم المتحدة بجامعة الحسين التقنية
الجامعة العربية تدين مصادقة الاحتلال على بناء 19 مستوطنة
وظائف شاغرة في الضمان الاجتماعي والبحرية الأردنية .. تفاصيل
طريقة لزيادة عمر بطاريات الهواتف الذكية
أبرز مواصفات الهاتف المنتظر من Realme
عندما تصبح الشهادة المزورة بوابة للجامعة
تجارة عمان تدعو لإنشاء مجلس أعمال أردني -أذري
الأردن يوقع اتفاقيتي توسعة السمرا وتعزيز مياه وادي الأردن
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
الصناعة توافق على استحواذين في قطاعي الطاقة والإسمنت
المملكة على موعد مع منخفض جوي جديد .. أمطار وزخات ثلجية وصقيع واسع ليلاً
الأردن يشارك في البازار الدبلوماسي السنوي للأمم المتحدة
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية



