صحيفة السوسنة الأردنية

هنيئا لأعداء الأمة العربية والإسلامية، فلقد كثرت خلافاتنا وانقساماتنا فلم يعد إشعال الفوضى  بيننا أمر صعب ولا يحتاج إلى جهد كبير منكم، فنحن في مدننا نتقاتل ونسرق بعضنا البعض، وفي قرانا وبوادينا نتقاتل فيما بيننا على اتفه أمورنا،  وفي أسواقنا نتنافس بشراسة، وفي أماكن عملنا نقطع بعضنا البعض، وفي جامعاتنا ومدارسنا نختلق معاركنا الطاحنة والتي تأكل الأخضر واليابس، فما بالكم اذا أشعلت الفتن بين دولنا العربية .....

لذا فلقد حان الوقت وقرعت أجراس الطبخة الموعودة والتي تتميز بمذاقها الأخّاذ إلى عالم ممتلئ بانقسامات ودويلات طائفية وعرقية، وتبدل الأحوال فأسماك ستصبح حيتان وحيتان ستصبح أسماك في عالم يسوده فوضى الأحداث وتسارعها والجميع يراقب الأزمة بصمت، ولا أعلم هل هو صمت الذهول، أم صمت العجز، أم أنه صمت الحائرين والمترقبين بخيفة تلك الطبخة التي تطبخ في الخفاء بين أروقة القصور والجلسات ما بين حكام الشرق والغرب....

إن الغرب والكيان الصهيوني يعدون هذه  الطبخة  والتي هي أقرب ما تكون بالمبدأ والفكرة من طبخة (المقلوبة) والتي ستقلب الشرق الأوسط رأس على عقب، وتغير الحدود، وتقسم الدول إلى دويلات صغيرة متناحرة وكأنها الجاهلية، وتلك معادلة سيخرج  الكيان الصهيوني  بها قوة عظمى مسيطرة ومهيمنة  ذات كيان ووجود استعماري في المنطقة  وتحقيق أحلامه التوسعية في ظل التقسيمات والإرهاصات التي تستحدث في دول الجوار والدول المحيطة به، فالكيان الصهيوني هو العنصر واللاعب الأساسي الذي سيحدد وجه الأردن الجديد ووجه الشرق الأوسط الجديد. والعالم العربي لا حول ولا قوة ولا يملك من أمره شيء  غير التصريحات والنفي ساعة والتأكيد ساعة أخرى، فنحن في الماضي قبل سنوات  كانت تخرج الجهات المعنية  في الأردن عندما يتم التحدث عن الوطن البديل لتنفي ذلك مدعية أن هذه أخبار تريد أن تنال من هذه البلد وتثير الأزمات وها نحن الآن بدأنا نشهد كلام عن فدرالية وعن الوطن البديل وننتظر اللحظات الأخيرة التي سنتقبل الدعوات لنبارك ذلك الجزء من طبخة الشرق الأوسط الجديد، ونبارك الخارطة الجديدة التي سيصادقها الغرب والكيان الصهيوني للوطن العربي بأكمله، لذا فأردننا لن يكن بعيداً عن ذلك، بل إنه سيحظى بخارطة وقوشان جديد مصادق عليه ومعتمد من ولاة الأمر في الغرب والكيان الصهيوني، فلنبارك مقدماً، فالأردن هي من أكثر البلدان العربية التي ستشهد تغييراً سواء في الشكل الجديد أو في المضمون والتركيبة السكانية، أما حدوده فستأخذ من هذا وذاك وذاك  ليكون هناك متسع للجميع على هذه الأرض، وأما تركيبته السكانية أيضا فستأخذ من هذا وذاك وذاك، الأردن سيكون للجميع  وسينبت على أرضه من شتى المنابت والأصول، وسيكون في كل شبر من أرض الأردن موضع قدم، وسيقلب ما في باطن الأرض من نفط وخيرات لمواجهة الضغط القادم وتهدئة النفوس الثائرة.

 وسيمنح الشعب حق انتخاب رئيس الوزراء، وعلى أرض الأردن ستحل قضايا شائكة وتتحقق أحلام واعدة لمن اغتصب الأرض في فلسطين، ولكن يجب أن لا ينسى الكيان الصهيوني وكل من يعد لهذه الطبخة أن أرض الأردن ستمتلئ بالعيون التي ستبقى تراقب وتنتظر اللحظة التي ستحل اللعنة فيها على وجودهم وتدق ساعة العودة واسترداد الأرض المقدسة بأيادي فلسطينية وأردنية وسعودية وسورية وعراقية ولبنانية ومصرية وتونسية وسودانية....وسيرفرف علم واحد فقط على أرض أكناف بيت المقدس وبما فيها الأردن التي ستكون مستقبل للصراع الأبدي الذي سيحسم الأمور، نعم فليكن الأردن وطن بديل للفلسطينيين ولكنه لن يكون وطن بديل لفلسطين لأن فلسطين ليس لها بديل وانا عائدون جميعنا من أجلها، وكل من يعتقد بأنه سيتم محو فلسطين من الوجود  بترحيل الفلسطينيين من أرضهم  إلى الأردن فهو واهم فأرض الأردن أرض الحشد والرباط، فمهما قسموا العراق وسوريا ولبنان إلى دويلات وأقاليم طائفية متناحرة ومتقاتلة ومهما أثاروا الفتن في أرض مصر واشغلوها بنفسها ومشاكلها عن قضاياها وقضايا الأمة، فان يوم قريب قادم ستزول فيه خلافاتنا ونقتلع بذور الفتنة التي زرعت بيننا وإنا إلى القدس عائدون وسنصنعوا مجدنا ونسترد أرضنا بدمائنا وليس بخطابات وجعجعات رؤسائنا...