نعم لو خشع قلبه لخشعت جوارحه - د. وائل بني عيسى

mainThumb

11-05-2013 06:26 PM

لم ألحظ خلافاً بين المسلمين على قدسية وعظمة القرآن الكريم باعتباره كلام الله جل وعلا الخالق العظيم، فحين يُسأل أي شخص عن رأيه في القرآن الكريم ؟ ربما يغمض عينيه، ويطأطأ رأسه، ويرتجف معلناً حبه واحترامه وتقديسه لهذا القرآن الكريم، بل ويمسك به ويقبله ويضعه فوق رأسه وعلى أفضل رف في بيته، وربما يقرأ منه يوم الجمعة جزءاً من سورة الكهف ويراجع شهرياً أواخر سورتي التين والناس حتى يُمكن حفظه لهما، ليظل على اتصال بهما في صلواته الجهرية عندما يأُمُ زوجته وأبناءه في بيته، وبعد ذلك يتصدر المجالس معلناً أنه بذلك سيكون من أهل الجنة وأهل القرآن، ومن المقربين عند الله جل وعلا، إننا نأمل ذلك ولكن هل هذا يكفي ..؟ هل هذا كل شيء ..؟؟!

لا والله، ليس هذا ما أراده الله منا نحو كتابه. إن أول ما أراده الله منا نحو كتابه هو أن نعظّمه ونقدسه ونحترمه في قلوبنا لتظهر آثاره في كل جوارحنا على نحوٍ يليق بهذه القدسية وهذا الاحترام . فلا يكفي مثلا الاستماع للقرآن الكريم أثناء تلاوته من الإذاعة أو الكاسيت أو المسجد، في البيت أو السيارة، ماشياً أو واقفاً، لأن المستمع للقرآن فقط، تاركٌ لواجب عظيم، ألا وهو الانصات الذي يعني حضور الذهن وتدبر معاني ما يقرأ من الآيات، فكيف من يُقرأ عليه القرآن ولا يلقي له بالاً، لا بالاستماع ولا بالانصات! فهذا والله لو كان في قلبه ذرة حبّ واحترام وتقديس لهذا القرآن لخشعت جوارحه فاستمع وأنصت، إذ لو خشع قلبه لخشعت جوارحه ولو ادّعى غير ذلك .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد