هندسة الشباب-الجامعة الأردنية نموذجا-(1-1)

mainThumb

14-05-2013 12:06 PM

يُلاحظ على مستوى الجامعات الأردنية – مثلا- أننا هندسنا أشياء كثيرة، حتى أصبح لدينا فروع عديدة للهندسة من الآلات الدقيقة إلى هندسة المدن، ولكن غاب هندسة الركن الأهم في أي مجتمع من المجتمعات ألا وهو الإنسان لاسيما الشباب!

  تنبهت الدولة  إلى أن المجتمع الأردني مجتمع شاب إذ تصل فيه نسبة الشباب ما يقارب ال70 بالمئة، وفي عهد جلالة الملك عبدالله الثاني لوحظ اهتمام غير مسبوق في الحديث عن الشباب في الخطابات الملكية السامية، لكن للأسف لم تقم الحكومات المتعاقبة بترجمة هذا الاهتمام بالعمل على رعايتهم، ووضع البرامج لتفعيل دورهم، وجعلهم مشاركين في تحمّل مسوؤلية بناء الوطن، ووضع الحلول لمشاكلهم وما يمكن أن يجدّ على حياتهم، بل حتى الوزارة المساماة باسمهم والمفروض أنها تهتم بهم أُلغيت.

وزاد الفقر والبطالة لاسيما في المحافظات، وتضاعفت الأسعار ومنها أسعار الشقق، وزادت الإيجارات بنسب تفوق بكثير المئة بالمئة منذ  غزو العراق عام 2003، في حين رواتب  المحظوظين منهم بالظفر بعمل لم تجر عليها زيادة مهمة تواكب ارتفاع الأسعار، حتى يكونوا قادرين على مواجهة أمور الحياة، وبناء المستقبل الآمن.

زد على ذلك ما عليه الشباب من إحباط للأسباب السالفة الذكر، ونتيجة لتكشّف الفساد المستشري، وغياب العدالة الاجتماعية فضلا عن اللهيب المتنامي في العالم العربي، وما يكابده الإنسان في أرجائه من قهر، وقتل، وتعذيب ساهم كله في التأثير السلبي على الشباب، مما ساهم في زيادة العنف، الذي تنامى باستخدام السلاح وسقوط القتلى.

إضافة إلى هذا كله اتساع الفجوة بين الأجيال لاسيما الآباء والأبناء من الجنسين بسبب الثورة التكنولوجية وتوابع العولمة؛ مما أثر سلبا على دور الأسرة، وضعفت الروابط والعلاقات، وتأثر الشباب بشكل خاص.

  بعض الجهات في القطاع الخاص كانت أفضل حالا بالتركيز على برامج التنمية البشرية التي تعقدها لموظفيها، وتشجعهم على التسجيل  في دوراتها المهمة مثل: مهارات الاتصال والبرمجة اللغوية والعصبية، وهندسة الغضب، والتفكير الإيجابي، ومعالجة التوتر...

مما يحتسب لإدارة الجامعة الأردنية أنها تنبهت لضرورة  تفعيل دورها بوضع حلول لمشاكل الشباب، وما يمكن أن يندرج في باب دعم المشاريع البنّاءة لخدمة المجتمع، وايجاد الحلول لمشكلاته، ومنها العنف، والفراغ، والبطالة، والفقر... وذلك بإجراء تعديلات جوهرية على قانون انتخاب اتحاد طلبة الجامعة، إذ أجريت الانتخابات الأخيرة بطريقة حضارية بعيدة عن العنف المعهود فيها، فكانت بصمة إيجابية في  تاريخ الانتخابات الطلابية في الجامعات الأردنية، و منها كذلك مشروع الطالب المستقل في التعليم،  وغيرهما  من المشاريع ، ونهج الانفتاح الايجابي مع الطلبة، وسأفرد لها مقالا خاصا لأهميتها، ولضيق المجال هنا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد