اللاجئون السوريون في الأردن .. إندماج خطر

mainThumb

24-06-2013 06:50 PM

مثلما نرفض وبشدة إستغلال اللاجئين السوريين، وتوظيفهم في الحراك الشعبي الأردني، فإننا نرفض أيضا وبكل الشدة المعهودة، السماح للاجئين السوريين بالإندماج في سوق العمل الأردنية الضيقة .

نرفض استغلالهم في الحراك الأردني ،لأن هذا الحراك هو حراكنا ونحن المعنيون به، فالإصلاح والتغيير المطلوبين هما مطالب أردنية بحتة ،ونحن قادرون على التعبير عن انفسنا ،وإن لم نجد الإستجابة المطلوبة ،لأن هناك من يرى أننا ما نزال  في مرحلة  ما قبل سن الفطام ،ولا نستحق الإصلاح والتغيير الذي يحفظ الملك حاكما والشعب محكوما والأردن وطنا عزيزا حرا أبيا لا يهيمن عليه أحد ،أردن خال من الفساد ومن التجبر في أرزاق الناس الذي يهيأ للبعض أنهم لم يقلدوا القطار و"يسنترون "أنفسهم على السكة،بل فضلوا قول كلمة الحق ما دامت تهدف إلى نصرة الوطن.

من هذا المنطلق فإننا نصر على أن ينزل شبابنا إلى الشوارع مطالبين بالإصلاح المنشود ،ويعتمدوا سياسة الحكمة التي تقول لا ضرر ولا ضرار، بمعنى عدم الإتيان بأي عبث في الممتلكات ،ولا التلفظ بألفاظ نابية تجاه أي كان ،فأخلاقيات الحراك ترفض ذلك،ولن يدرك هذه الأمور من إنضم إلى الحراك من خارج صفوفه،وكلنا يتذكر أن البعض وعندما كانوا ينضمون إلى الحراك ،وهم أردنيون بطبيعة الحال  ،فإن الحراك ينفجر بتدخل الدرك ،لأن هؤلاء الدخلاء هتفوا بشعارات مهينة وحتى معادية للوطن وللحكم معا ،وهذا ما نرفضه .

وبناء على ما تقدم فإننا نعلن رفضنا المطلق لإشراك من هو غير أردني في الحراك الشعبي الأردني ،وعلاوة على أسبابنا التي اوردناها آنفا،فإن هناك سببا آخر يحتم علينا "أردنة " الحراك،وهو أن الطرف الآخر سوف يستغل ذلك ويبني إستراتيجيته المقاومة للحراك على أن الحراك لم يعد أردنيا بل فيه بضاعة مستوردة،وبالتالي يجب مقاومته وبكل السبل.

أما بخصوص الشق الثاني من قضية اللاجئين السوريين في الأردن ،فإن على الجهات المعنية ،ومثلما فتحت عيونها على الحراك الشعبي الأردني ،وإكتشافها أن فيه عناصر سورية ،عليها أن تفتح عيونها جيدا على السوق الأردنية التي باتت تعج بالعمالة السورية.

أين تول وجهك في السوق الأردنية تجد سوريا يعمل ،وبالتأكيد فإن رب العمل " الأردني" قد وظفه بعد أن طرد أردنيا كان يعمل لديه،فالبسطات  المنتشرة في الشوارع الأردنية لبيع الخضار والفواكه تعج باللاجئين السوريين الذين يبيعون بدلا من الأردنيين،وفي محطات تعبئة الوقود تجدها تعج باللاجئين السوريين علاوة على المصريين ،لكنك نادرا ما تجد أردنيا،وفي المحلات الأخرى  من ملابس وأحذية ومطاعم ،تجد اللاجئين السوريين وقد تربعوا  وأخذوا فرص عمل الشباب الأردني،وعندما تسأل عن راتب اللاجيء السوري تجده يعادل نصف ما كان يتقاضاه العامل الأردني،ناهيك عن طريقة نطق الحروف وإبداء المرونة التي يفتقدها العامل الأردني.

ظاهرة اخرى بدأت تؤرق الشارع الأردني أيضا وهي إزدحام الشارع الأردني بالمتسولين الذين لا يبحثون عن ثمن رغيف الخبز كما هو المتسول الأردني ،بل يبحثون عن أجرة البيت .

إنخراط اللاجئين السوريين في السوق الأردنية أخطر بمليون مرة من إنخراط البعض منهم في الحراك الشعبي الأردني ،لأن المشاركين في الحراك معدودون ويسهل السيطرة عليهم كما أن مدة الحراك سويعات وتسهل مراقبته،بينما السوق الأردنية واسعة ولها تداعياتها في حال عانى الشباب الأردني من الحرمان،أليس الجوع هو أبو الثورات؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد