بلدية إربد بين الرؤية والأداة

mainThumb

03-08-2013 12:50 PM

البلديات من مؤسسات المجتمع المدني الذي يدير شؤونه بنفسه بعيدا عن رقابة الدولة وهيمنتها إلى حدّ ما، وهذا يعني أن للبلديات هامشا من الحرية تتحرّك في إطاره. وإذا كنا نحن نعيش في وطن يتلمّس خطاه في طريق الديموقراطية التي أصبحت طموحا للارتقاء بالوطن وأبنائه؛ فإن المؤسسة البلدية هي إحدى قواعد الديموقراطية أو بتعبير أدق هي إحدى الوسائط التي تعبر عن المخزون والذاكرة الوطنية البلدية التي تقوم على "الداخل"، لذا؛ فهي تتغذّى على التراب الوطني ومنه بعيدا عن "الخارج". وبمعنى ما؛ فالبلديات لا تعتمد أبدا على العقل الوافد أو اليد الوافدة. والبلديات مؤسسات خدمية تمسّ حياة المواطن مباشرة، ي أنها تحتاج لعقل ويد "مباشرين"، أي أنها تعتمد على نفسها في تقديم حاجات المواطن المباشرة من طرق وكهرباء وحدائق وغير ذلك من مشاريع تعمل على تقدّم المدينة وأبنائها.

وفي مجتمع يخطو نحو الديموقراطية بخطى ثابتة وهادئة، فإن الانتخابات البلدية تعتبر خطوة مهمة في تأسيس حياة ديموقراطية عامة لتصل إلى بناء سياسي ديموقراطي عام يسود الوطن بأبعاده الشسياسية والاجتماعية والاقتصادية كافة لإفراز طبقات تحمل في ثناياها طموحات المواطن من الدعة والأمان. ومن هنا كان للشخصيات العامة دور ريادي في المبادرة في التحضير للانتخابات البلدبةة التي ستجري بعد أسابيع قليلة. ولما كانت هذه الشخصيات العامة تتمتّع بالحساسية الوطنية فقد كانت صاحبة المبادرة في الدعوة لعقد الندوات واللقاءات والفعاليات مع المجتمع. ولوحظ أن من أهم شرائح هذه الشخصيات العامة برزت فئة رجال الأعمال كعنوان ناشط على الساحة البلدية. ولعل هذا يسمح لنا بالقول إن رجال الأعمال يؤسسون لمفهوم جديد لدور الاقتصاد الخاصّ في أن يتضمّن ويحمل في طياته التفاعل مع المجتمع في همومه الخدماتية، وهم بهذا تتعدّى مهمتهم همّ الحسّ الاقتصادي إلى همّة الحساسية السياسية الوطنية.

وكان من أبرز رجال الأعمال "الناشطين" الذين أسّسوا للحساسية "البلدية" الوطنية في إربد محمد عبد الكريم البطاينة. فقد تابعت الندوات والاجتماعات واللقاءات منذ أكثر من أربعة أشهر التي دعا إليها، وعندما سألته ولِمّ لا تكون أنت مرشّحا لرئاسة بلدية إربد؟ أجابني بأن لا يهمّه شخصه أو شخص غيره بمقدار ما يهمّه الشخصية التي تكون مبادؤها وشغلها علىى الأرض ترجمة حقيقية لطموحات أبناء إربد، وأن على أبناء إربد أن يقرّروا هم الشخصية التي يرون فيها ذاكرة " الخدمات والنهوض بإربد إلى مصاف المدن  التي تعبّر عن روح مواطنيها نظافة وتسامحا وحرية مدروسة تتسع لعادات مدينتهم وتقاليدها وتاريخا. فإربد مدينة أردنية ذات سهول واسعة تعكس سماحة أبنائها وسهولة طباعهم.

وانتهت تلك الاجتماعات المتعدّدة والمتنوّعة على الاختيار الحرّ للدكتور نبيل الكوفحي صاحب الرأي المستقل بعيدا عن الآيديولوجيات السياسية إلا آيديولوجيا الوطن والخدمة العامة. فكان الدكتور الكوفحي نتاجا وطنيا "بلديا" لا يتغذّى إلا بتاريخ الأردن وبترابه النقي، مما يجعل  كل مواطن أن يأكل منه من غيرأن يسبّب أعراضا جانبية بتعبير المؤسسات الطبية والدوائية، فهو بهذا المعيار تنطبق عليه المواصفات الوطنية الحرة، وإذا كنا نبحث عن الشخصية التي تقدم الخدمات "البلدية" والوطنية بامتياز، فلعله ينطبق عليه القول إنه وطن الخدمات "البلدية".

ولذا؛ فإني أهيب برجال الأعمال الأردنيين أن ينشطوا وياخذوا دورهم الوطني لتهتدي بهم فئات المجتمع ولينتقلوا بهم من دور النشاط العام إلى دور النشاط الممنهج القائم على أسس ومبادئمنظّمة، فكل نشاط لا ينطلق من برنامج واضح منظّم ومقنع يبقى في دائرة النشاط الضائع. فهل نحن فاعلون؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد