رحمة الله على التضامن العربي

mainThumb

18-11-2013 05:10 PM

رحمة الله على التضامن العربي .. الذي أصبح حسابات ومماحكات !!

في هـــذا الزمــن نترحــم على التضامــن العربــي الذي كان موجودا منــذ زمــن بين الدول العربيـة ، وإن لم يكــن بالمسـتوى المطلـوب والمأمــول منــه، ولكنــه كـان على الأقـل يجــد صــدى إن جـدت الخـطـوب ودقــت ســاعـة الحــروب ، ويتداعـى القادة العــرب إلى الإجتمـاع إن طـرأ مـا يهــدد أو يعكــر صفــو أي دولــة عربيــــة، إن كان ذلك عسـكريــا من وراء الحـــدود، إو إقتصـاديــا من داخل الحــدود يهـــدد الأمــن الإجتماعـي والحيـاة الكريمـــة في أي منهــا، ترصــد من أجلـه الأموال ، وتقــدم المساعـــدات لكل من يحتاجـهــــا.

كان الدعـم العربي من قبل الدول الغنيـــة ، ومن الدول الخليجيــة النفطيــة بالذات ، سـخيـــا للدول التي تضـررت من الإعتداءات والحروب الاسرائيليـة على العـرب ، خاصــــة الدول المحيطــة بفلسطين المحتلــة ، يساعد في دعــم الإقتصــاد ويبعـد شـبح الجـوع والضائقــــة عنهـــــــا .


أما الآن وبعـد إنشغـال معظــم الدول العربيـــة والتي ضربهــا الربيــع العربي ، بترتيــب بيتهــا ، والخروج من الخسائر الاقتصادية الفادحة التي تكبـدتها مثل مصـر وليبيــا وتونس واليمــن وما تشهده سـوريا الآن من إقتتــال،تغيــرت الحســابات ، وأصبحــت المعانــاة أكبــر واتسـعـــت ، وتراجــع التضامـن العربي كثيرا ، إن لم نقـل انــه لم يعــد موجــودا الا لحسـابــات وأوقــات لهــذه الدولــة أو تــــلـك ،

ولذلك نرى الحال قـد تـردى وأصبحــت أصـوات الدول العربيـــة التي تحتــاج للدعـــم والمسـاعـدة لا تصــل الى الدول العربيــة الأخــرى ، وإن ســمع كان التجــاوب مشـروطــا ومحـددا وفيـــه كثيــر من الممـاطــلات ومــا يتماشــى أحيــانـــا مع الأجنــــــدات .


إن الأردن الذي وقف مع الدول العربيــة والخليجيـــة منها على وجــه الخصـوص ، ومنــذ إنشـاءهــا ، يعانــي من ضائقــة ماليـــة واقتصــاديــة ومديونيــــة ، تسـتطيــع أي دولــــــة لوحـدهــا أن تضــع حــدا لهـــا ، ولكنــه وإن كان هنــاك بعض الدعــم الخجـول من بعـــــض الدول ، الذي يخفــف من المشـكلــة ولكن لا يحلـهـــا ،نجـــد ان تلك الدول تقــف متفرجــة في الغالــب ،لإســباب ما عــادت خافيـــة علـى أحــد ، يدفع الأردن ثمنــا لهــا كي يبقــى الحــال على ما هــو عليــه ، غيـــر راضخــا لهذه الحســابـــات والأجنــــدات أو مكترثــــا  لتلـــك المماطـــــلات والمماحكــــات .


ان الدول العربيـــة اليوم هي بأمس الحاجــة لأن تعــود الى تضامنهــا العربي القـديــم وتعـــززه ، مهمــا كانت ظروفهــا ومشـاكلهـــا، لأنهــا لو إعتمــدت على نفســهــا ولم تتـــرك الغريــب يتـدخــل في شــؤونهـــا لمــا كــان الحــال علــى هــذه الحـــال.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد