لبنان .. السيناريوهات والأهداف الإسرائيلية

mainThumb

28-12-2013 02:53 PM

صحيح أن إسرائيل تعد للمليون، قبل أن تفكر بعدوان جديد على لبنان بعد أسطورة صمود حزب الله صيف العام 2006، والتي إستمرت 33 يوما وجرى تمريغ أنف إسرائيل في وحل الهزيمة ،لكن لبنان لم يغب يوما عن الأجندة الإسرائيلية وإهتمام صانع القرار الإسرائيلي.

وقد جاءت أحداث سوريا المستمرة منذ نحو الثلاث سنوات ،ودعم حزب الله للنظام السوري لتشكل رافعة قوية ومهمة لأعداء حزب الله في الداخل والخارج،وفرحة كبرى لإسرائيل التي ترصد الخارطة السياسية الداخلية في لبنان ،وتتابع سرعة الإنشطار الداخلي اللبناني ولذلك جاءت عملية مقتل مستشار سعد الحريري وزير المالية السابق شطح تتويجا لما تحلم به إسرائيل ،إذ أن زعيم تيار المستقبل، وآخرين من قادة حزبه كالوا التهم فورا لحزب الله وكأن القاضي كان موجودا في ساحة الإنفجار.ولعل قمة الغباء قيام بعض الصحف اللبنانية بنشر خبر يقول أن السيارة المفخخة التي قتلت محمد شطح جرى إدخالها اولا إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين ،وهذا إتهام صريح ومرفوض وغبي للفلسطينيين ويصب في خدمة الأجندة الإسرائيلية.

لبنان ومنذ تفجير الصراع العربي –الإسرائيلي الذي تطور لاحقا إلى صراع فلسطيني – إسرائيلي ،يشكل كنزا ومتنفسا لإسرائيل حتى العام 2006،وقد إزدادت أهميته إسرائيليا بعد  إكتشاف النفط والغاز تحت شواطيء البحر المتوسط الشرقية ولذلك بات لزاما على إسرائيل إنجاز مهمة ترسيم الحدود مع لبنان وبحسب رسام الخرائط الإسرائيلي الخبير في الإبتزاز والنهب وتزوير الحقائق.

معروف ان لبنان على وشك تكشيل حكومة تتعامل مع واقعه المر ،وتقوده إلى الإستقرار ،وهذا ما لا ترغبه إسرائيل،لأن ما يريحها هو إستمرار القلاقل فيه ،ولا شك أن هذه المرحلة  تعد فرصة ذهبية لزعزعة إستقرار لبنان ،وسوقه إلى أتون الحرب الأهلية ليسهل عليها  الإنقضاض عليه بعد أن يكون –حسب التصور الإسرائيلي- قد دخل غرفة الإنعاش، لتجهز عليه وتقضي على حزب الله قضاء مبرما ثم تشرب الأنخاب مع حلفائها الداخليين  ل" نصرهم المؤزر " على حزب الله ،والشروع بالتوقيع على معاهدة " سلام" مع لبنان الخالي من حزب الله.

عند وضع هذا السيناريو تحت الأضواء وقراءة حروفه بطريقة عقلانية نجد أن ذلك يندرج ضمن التخريف ومجافاة المنطق ،لأن حزب الله ليس بهذه الهشاشة أن ينقرض بهذه الطريقة ،فالخيارات أمامه كثيرة رغم ما حققته إسرائيل من إختراقات في صفوفه منذ إغتيال أحد قادته وهو الحاج عماد مغنية في دمشق قبل سنوات، وآخر ذلك مقتل اللقيس في سرداب عمارته قبل أيام، وما يشاع أن إسرائيل  لها عملاء في صفوف حزب الله.

لا أظن أن إسرائيل ستخرج رابحة من أي عدوان يستهدف حزب الله ،لأن إيران في نهاية المطاف لن تسمح بشطب حزب الله الذي يعني لها الكثير ،لذلك فإن إيران سترد بضربات موجعة على إسرائيل ،وهذا لن يكون متحملا من قبل إسرائيل التي لا تتردد في شن العدوان على غزة ،في حين تفكر مليون مرة عند التفكير بالهجوم على لبنان ولا تفعل للأسباب التي ذكرتها آنفا.

المطلوب من اللبنانيين الخروج من أحضان القريب والبعيد والإرتماء بحضن لبنان وأن يتدثروا بدثاره،وقبل سنوات كنا نعيب على الإنعزاليين في لبنان أنهم حلفاء لإسرائيل لإقامة كنتون خاص بهم بمساعدة إسرائيل ،واليوم بتنا نرى مسلمين ومن أهل السنة مع الأسف يرتمون بحضن إسرائيل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد