كفاحي وكتب الكراهية
بقي عام وتنتهي حقوق كتاب الزعيم النازي هتلر «كفاحي»، ويصبح بعدها متاحة ملكيته لمن يريد نشره، وذلك وفق قانون انتهاء الحقوق بعد 70 عاما. الكتاب الذي أعيد تسجيل ملكيته بألمانيا في 1945، سبق لهتلر أن ألفه قبل ذلك بـ20 عاما. منحه شعبية بين الألمان إلى درجة أنه باع في عام 1933 نحو ربع مليون نسخة مكنه من شراء سيارة «مرسيدس» جديدة، وعندما فاز حزبه وتولى الرئاسة أمر بمنح كتابه مجانا للمتزوجين حديثا والجنود. ألمانيا، التي تملك حقوق الكتاب حتى نهاية العام المقبل، تنوي حظر بيعه وتوزيعه تحت قانون مكافحة الإرهاب.
هذا في ألمانيا وهولندا وبولندا، إنما ليست كل دول أوروبا تحرمه، فهو متاح في فرنسا، وفي الولايات المتحدة أيضا يسمح القانون بنشره وبيعه. ويجيز بشكل عام للعنصريين والفاشيين، بمن فيهم النازيون، توزيع منشوراتهم وكتبهم، وصادف أن بيعت نسختان نادرتان من نفس الكتاب في لوس أنجليس قبل أسبوع في مزاد علني.
ومن المؤكد أن محاولات منع ألمانيا «كفاحي» وتوزيعه لن تحول دون انتشاره في أوروبا وغيرها من دول العالم، بفضل تقنية المعلومات وسهولة نشر أي أفكار ومطبوعات مهما بلغت من التحريم والملاحقة، حتى في الصين وروسيا اللتين تعاقبان على بيعه.
هل ينجح المنع بقوة القانون؟ ليست الحكومات العربية التي تتعامل مع الواقع المعلوماتي الجديد بنفس العقلية القديمة، الملاحقة والمصادرة، ها هي ألمانيا تعتزم تحريم «كفاحي» بقوة القانون، فهل سيمنع ذلك الفكر النازي، وأدبياته، من التداول تحت الأرض؟
النازية، واحدة من آيديولوجيات الكراهية التي تتملك العقول المريضة والضعيفة. موجودة في كل المجتمعات تقريبا تحت مسميات مختلفة، تقوم على رفض الآخر، لعرقه أو دينه أو لونه أو قبيلته أو فكره، وهي ليست خاصة بالجهلة والغوغاء بل تتبناها نخبة المجتمع ومثقفوه، التي تلجأ إلى تمييز نفسها برفض الآخرين. وأكثر من صعد موجة الكراهية السياسيون الشعبويون الذين يجدون في دغدغة عواطف الناس وسيلة للتقدم. هتلر، نفسه، عندما كتب «كفاحي» من جزءين، كتب سيرة حياته وأفكاره، وحرض فيه المجتمع الألماني، المهزوم في الحرب العالمية الأولى، على لوم اليهود والشيوعيين والغجر وبقية مكونات المجتمع التي ليست ألمانية خالصة. من كان يظن أن كتابا يقود العالم إلى أزمة أخلاقية، ثم حرب طاحنة، وموت ملايين الناس؟
امتحان «كفاحي»، الذي يباع ويحتفل به حتى في الدول التي كان هتلر يحتقرها، مثل العالم العربي والهند، ليس للكتاب بذاته إنما امتحان في دحر العنصرية وتسويق أفكار التعايش في عالم سقطت فيه الحدود واختلطت العوالم وارتفعت نبرة الكراهية. ومنع بعض كتب الكراهية والسماح لبعضها فيه نوع من الكراهية. لا يوجد حل حاسم لمنع ولادة هتلر جديد، في أي مكان في العالم، إنما السد الوحيد ضد مثل هذه الأفكار هو محاربة الكراهية كفكر وممارسة.
alrashed@asharqalawsat.com
الحنيطي:توفير كل الإمكانات لحماية حدود الأردن
النائب عشا يطالب بصرف لقب معالي للصفدي
له مقعدان .. حزب العمال يحجب الثقة عن حكومة جعفر حسان
النائب رائد القطامين: الشعب يئن من وطأة الجوع
الجيش الإسرائيلي يتوغل داخل بلدة الخيام اللبنانية
الملك ورئيس الإمارات يبحثان تطورات المنطقة
أورنج الأردن تحتفي باليوم العالمي لذوي الإعاقة وتغير اسم شبكتها
رولى الحروب تعلّق على فصل حزب العمال النائب محمد الجراح
تنقلات بين كبار ضباط الأمن العام .. أسماء
تفسير رؤية النمل الصغير في الحلم
وقف ضخ المياه لمناطق واسعة في عمان والزرقاء .. أسماء
تفاصيل المنخفض الجوي الجديد ومتى سيبدأ
ثعبان ضخم يبتلع رجلا بالكامل في إندونيسيا .. صور
الحاجة وضحى الشهاب تخضع لعملية عيون .. فيديو
بشرى سارة لأصحاب مركبات الهايبرد
الطاقة تبدأ بتنفيذ المشروع الأول من نوعه بالأردن .. تفاصيل
تعميم من التربية لجميع المدارس
إغلاق طريق عمّان جرش مساء الخميس حتى الجمعة
جمعية البنوك:خفض الفائدة حسب عقود لا يقرأها المقترضون
العمل:عدم تسفير العامل السوري المخالف لهذا السبب
روائح زيت الزيتون في قاعات مكة مول .. ما القصة