هوامش على أبواب شهر رمضان المبارك

mainThumb

22-06-2014 11:00 PM

أيام معدودة تفصل بيننا وبين شهر رمضان المبارك ، الذي سيبدأ مطلع الأسبوع القادم ومع هذا الشهر الفضيل الذي هو خير من ألف شهر يتأمل الإنسان في هذا الوطن نفسه وقد جعلت حكومات الجباية والتبعية أفراحه أحزان وكأن هذا الشهر المبارك أصبح كابوسا نتيجة رفع الأسعار والخضوع لأملاءات صندوق الفقر الدولي حتى سجل لهذه الحكومة بأنها حكومة رفع الأسعار ومن أكثر الحكومات انصياعا لأوامر حكومة الظل ، ورئيسها بلا خجل يفاخر بأنه يفعل ذلك لأجل إنقاذ الوطن ، وأصبحت شعاراته التافهة رفع الأسعار أو سقوط الدينار محل سخرية المواطنين ، ومع ذلك نجد الشارع الأردني بكل أسف وكأنه فقد الحياة والإحساس بالأشياء ولم يعد يؤثر عليه شيئا ، والنظام أصبح ينظر باستعلاء وقد ازداد غرورا على غرور وكأنه انتصر ولكن على شعبه ومن يتحدث باسمهم .
 
يأتي شهر رمضان الذي هو شهر للعبادة ويطرح علينا تساؤلات كثيرة ترى ما هو شعور الكثير من الناس من رأس النظام لآخر مسئول عندما يجلسون أمام موائدهم وعليها ما طاب من الطعام وفي المقابل يعلموا أن هناك اسرا كثيرة لا تجد ما تسد به رمقها اللهم إلا أبسط الأشياء ، أليس شهر رمضان المبارك والعبرة الأساسية منه هو التراحم وشعور الإنسان مع أخيه الإنسان .
 
هذا الشهر الذي يخلق حالات الترابط والشعور الإنساني بالآخر حيث التعاون والترابط ومع ذلك نجد أن حكومات هذا العصر قد أفسدت كل شيء حيث أصبح المواطن يعمل أكثر من عمل ومع ذلك لا يستطيع التغلب  على ظروف الحياة المعيشية القاسية التي جعلتها حكومات الجباية والتبعية جحيما لا يطاق بعد أن أصبحت الأشياء الأساسية خارجة عن قدرة المواطن ، هل تعلم حكومة الدوار الرابع أن هناك أسر كثيرة تعتاش على الفضلات ، هل يعلم رئيس سلطة الدوار الرابع أن كل من يعمل موظفا راتبه لا يكفيه ، لذلك يجبر على أكثر من عمل وما أقساه خاصة خلال الشهر المبارك .
 
لكن يبدو أن وضع ألأردن يذكرنا بوضع فرنسا قبل الثورة عندما سمعت زوجة الإمبراطور الفرنسي الشعب وهو يهتف لأجل رغيف الخبز  وعندما استفسرت عن ذلك وعرفت مطالب الشعب قالت للإمبراطور لماذا لا يأكلون البسكويت ،  والمأساة لدينا أن من يحكم لا يرى أمامه إلا القصور وحدائقها والشعب بصراحة لم يعد مقتنعا بالمكارم التي لا تعرف إلا للمؤلفة قلوبهم  أو لمن لديه واسطة ، وعندما يحصل على أبسط حقوقه الإنسانية تعد ذلك من المفاخر والمكارم وحديث إعلام السح الدح نبو .
 
شهر رمضان أقبل وكان الله في عون الكادحين من أبناء هذا الوطن حيث سترتفع الأسعار مرتين من الحكومة السادية التي تجد متعتها في آلام المواطنين والتجار الجشعين حيث أغلبهم ليس لديه ضمير أو مبدأ إلا المال ، الم يصبح الكثير منهم سماسرة حتى مع العدو الصهيوني ، المهم لديهم تضخم الأرصدة في البنوك وكلما ارتفعت قصورهم وبنيانهم زادت نسبة الفقر لأن قصورهم مقابر جماعية للشعب الذي لا بد لهذا النائم أن يصحى ، لذلك أكدنا مرارا وتكرارا أن الأردن وبالحقائق البلد الأكثر تعرضا للانفجار بأي لحظة نتيجة العوامل الثلاثة الفقر وزيادة القمع ومصادرة الحريات والفساد .
 
وما نأمله في هذا الشهر الكريم أن يوحد الله كلمتنا لنتخلص مما نحن فيه .
 
حمى الله وطننا وشعبنا ورمضان كريم وكل عام وانتم بألف خير .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد