الرمال المتحركة في الصحراء ..
كحال الكثير من المجتمعات العرببة، يمكننا تقسيم المجتمع المصري بصفة عامة إلى شريحتين متناقضتين متباينتين وهما : الأقلية المترفة والتي تشمل : أصحاب الملايين والمليارات والثروات الهائلة والتي جمعت بطرق معروفة وغير معروفة ، وآكثر هؤلاء من المولعين بالسهر والرقص والكأس والشيشة والحشيشة .... أما القسم الأكبر من المجتمع المصري فهم : الفقراء المكافحون بصمت في هذه الحياة ، والكادحون المشتتون في أجزاء„ من هذه الدنيا طلبا” لعيش الكفاف وللستر ... ؛ أما الطبقة الوسطى فقد تآكلت وتبخرت مع مرورة الزمن والتحق أكثرها بتلك الأكثرية الكادحة والمحرومة .
وهذه الصورة راسخة ومتأصلة ومنذ فترة„ طويلة„ في مصر ، وتناولها الإعلام المصري في كثير„ من مسلسلاته وبرامجه وأفلامه ، واجتهد المتعاقبون على السلطة لتكريسها ولتعميقها في وجدان وعقول وأذهان المجتمع المصري ، حتى إستقرت مشاعر الأسى واليائس والكبت في نفوس الكثيرين من الشعب المصري ؛ والذين رددوا دائما” عبارات الخوف والحرمان والألم ؛ ( أنا غلبان ؛ أنا عاوز آكل عيش وبس ؛ وأنا مالي ومال السياسة والرياسة ووجع الرأس ، واليد اللي ما تقدرش عليها بوسها يا عم ! ... إلخ ) .
وإعتمد الساسة على كثير من هذه المقولات البائسة لتثبيت أنفسهم في السلطة وفي الحكم إلى الأبد : ( لازم أجدد الولاية الثانية والثالثة والعاشرة والمليون للسيد الرئيس !!! وهأبصمله دايما” بالعشرة ؛ يا عمي ؛ الوجه اللي تعرفه أحسن من الوجه اللي ما تعرفوش ! ... إلخ !!! ) .
وقد إستفاد الممسكون بمقاليد الحكم والسلطة كثيرا” من تسويق مثل هذه العبارات التي تكرس مشاعر الدونية والعدمية والإقصاء والتهميش ، وتغذي الخوف والرعب وتبعد أي أثر ممكن للأغلبية الصامتة على المشهد المصري ، ودفع الممسكون بالحكم وبالسلطة بتلك الغالبية المسحوقة للتشرد في هذا العالم الواسع بحثا” عن العيش الكريم ورغيف الخبز ، وأقنعوا الكثيرين منهم ؛ بأن الذروة في تحصيل اللقمة !
وحاولوا إقناع العالم من حولهم ؛ بأن الشعب المصري المحروم بغالبيته لن يتمكن أبدا” من بلوغ نضجه السياسي المطلوب ،والذي سيؤهله لممارستة الديمقراطيته على المدى القريب والبعيد ! ورددوا كثيرا” : بأن الديمقراطية لن تناسب الشعب المصري المحروم والباحث عن رغيف خبزه المفقود ، ثم ردوا أمام وسائل الإعلام : إن الفقير والمعدم لن يحسن الإختيار أبدا” ؛ وان حدث وإختار هذا الفقير فلن يختار الأفضل ، وسيجلب إلى السلطة المتشددين والمتطرفين والإرهابيين والظلاميين !!! هذا ما روج له الممسكون بزمام السلطة المصرية دائما” عبر وسائل الإعلام !
وعندما قامت ثورة المصريبن في 25 / 1 / 2011 م ، حطمت القيود وقلبت الموازيبن والمقاييس لصالح الغالبية الكادحة والصامتة ، وتبدلت الإنطباعات السائدة وسقطت الطبقية المقيتة ، وتلاشت التقسيمات الظالمة ، والتي سيطرت على المجتمع المصري لعقود طويلة ، فثورة الكادحين التي طردت الخوف والجبن والصمت ولفظت ثوب الدونية والعبودبة وقلبت المشهد المصري رأسا” على عقب ...
كانت الثورة المصرية مفاجئة للعالم أجمع ؛ وراقب الكثيرون هذه الثورة بمنتهى الذهول وهم يشاهدون الطوفان البشري المندفع لإقتلاع الظلم والفساد والإستعباد ، وتمكنت هذه الثورة وخلال أيام معدودة من كنس أخطر أوكار العمالة اليهودية في عالمنا العربي والإسلامي ؛ واستبشر كل أحرار مصر والعرب والعالم بهذا الإنتصار العظيم للحرية وللغالبية في مصر .
وتنفس الشعب المصري الصعداء ، وفرح الجميع لدحر الفساد والظلم والذي خيم على صدور المصريبن لعشرات السنين ، ولأول مرة في التاربخ المصري الحديث يتحقق للغالبية المهمشة دورها وحريتها المطلقة في إختيار من يمثلها وبطريقة الإنتخابات الديمقراطية الصادقة والشفافة ؛ وهي الإنتخابات التي حملت لكرسي الرئاسة المصرية : مرشح الغالبية الصامتة والكادحة والمحرومة والمهمشة والمغيبة منذ عشرات السنين : الرئيس المتواضع والحافظ لكتاب الله ولحدوده : محمد مرسي ...
لم تستسلم الأقلية الفاسدة والثرية والمترفة والمتلاعبة بمقدرات الشعب المصري لخيار الأغلبية المسحوقة والمهمشة ؛ وبدأ هؤلاء الفاسدون في تنفيذ خططهم المعدة سلفا” لإسقاط خيار الشرعية عندما شعروا بأنها ستهدم كل منجزاتهم ومصالحهم المبنية على إستغلال وتهميش الغالبية ؛ وقاموا بتجييش الناس العاديين في الطرقات والميادين ودفعوا بالأثرياء وبالأغنياء والفاسدين والفنانين للتظاهر والإعتصام في الميادين والطرقات ، وكان الهدف هو : إفشال التجربة الوليدة وشلها عن الحركة !!! إلى أن جاء القرار من ( حماة الإستعمار ) بالإنقضاص الدموي على خيار الشعب المصري وعلى خيار الديمقراطية الوليدة ودون رحمة ...
وأنا أتابع كل ما فعله الإنقلابيون ولا زالوا يفعلونه إلى اليوم في مصر العروبة والإسلام بدء” : ( بالخيانة ، وبالقتل العشوائي ، وبحرق الناس دون حساب ، وبتعذيب المسالمين ، وترويع الآمنين ، وإنتهاء” بتبرئة القتلة والمجرمين ، وبتجريم الأبرياء والصادقين ... ) جزمت بأن كل علامات الساعة المذكورة في الأحاديث النبوية الشريفة ظاهرة اليوم في مصر المغلوبة على أمرها ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خُدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ , وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ , وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ , وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ . قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ : الرَّجُلُ التَّافِهُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ الْعَامَة .
فالإنقلابيون لم يصادروا خيار الأغلبية الصامتة والمسحوقة فقط ؛ ولكنهم أعادوا مصر لعهود الذل والعبودية والظلم والإنحظاط والتسول والتخلف ! ولكن مصر العروبة والإسلام لن تركع أبدا” ؛ ولن تستبدل الفجور بالتقوى ولن تستبدل الأدنى بالذي هو خير !!!
وإنني أدعوا الأخوة المصريين لمراقبة المشهد المصري بتجرد„ وعقلانية وتمعن ، وسيعلمون بعد ذلك أين هم الأخيار وأين هم الأشرار ؛ وأين هم البررة وأين هم الفجرة ؛ وأين هو الحق وأين هو الباطل !!!
عندما إنقلب السيسي على الإسلاميين ثم قتلهم وزجهم في المعتقلات والسجون ، وعندما شدد الحصار على غزة الاسلامية المقاومة للاحتلال ؛ قلت في نفسي : إن كرهه للاسلامين قد دفعه لهذه الأفاعيل !وقلت قد يكون قوميا” وعروبيا” ويتلمس خطى عبد الناصر كما يردد مؤيدوه في مصر ؛ ومرت الأيام وقام بغلق جميع القنوات العراقية الداعمة للعرب الثائرين في وجه الظلم والطغيان ، وساند الأعمال التي تمارسها حكومة المالكي الكارهة للعرب والساعية لإبادتهم ولتهميشهم في العراق ! فقلت عندها : إنه ليس بإسلامي„ ولا عروبي„ ولا قومي ... وقررت أخيرا : بأن الإنقلابي رمال متحركة ولن تثبت على شيء أبدا” !!!
النشامى في المجموعة العاشرة بجانب الارجنتين
قلق أردني وإقليمي من تصريحات إسرائيلية بشأن رفح
أمانة عمّان تعلن الطوارئ القصوى بسبب الحالة الجوية
بوتين: اقامة دولة فلسطينية أساس قانوني لأي تسوية عادلة
البرلمان الألماني يقر إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل
القاضي يشارك في إضاءة شجرة عيد الميلاد في الكرك
معان: العمل التطوعي خدمة للوطن وتعزيز للتلاحم المجتمعي
الزراعة: لا حالات غش في مهرجان الزيتون الوطني
ترامب يتسلم أول نسخة من جائزة فيفا للسلام
الأمم المتحدة تعتمد 5 قرارات لصالح فلسطين
الداوود يحرز الميدالية البرونزية ببطولة العالم للتايكواندو
ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة إلى 2,8% في أيلول
الملك: فخورون بتواجد اسم الأردن في قرعة كأس العالم
تخصيص 10% من أراضي مدينة عمرة للقوات المسلحة الأردنية
وزارة الخارجية تعلن عن وظائف شاغرة
وزارة البيئة تعلن عن حاجتها لتعيين موظفين .. التفاصيل
مجلس الوزراء يوافق على تسوية غرامات المبتعثين وفق شروط
الحكومة تعتمد نظاما جديدا للمحكمة الدستورية 2025
مجلس الوزراء يوافق على تعديل رسوم هيئة الأوراق المالية 2025
ماهي شبكة الذكاء الاصطناعي اللامركزية الجديدة Cocoon
الحكومة تقر نظام وحدة حماية البيانات الشخصية لعام 2025
لأول مرة منذ 14 عاما .. "آيفون 17" يعيد آبل إلى الصدارة العالمية
وظائف حكومية شاغرة ودعوة آخرين للمقابلات الشخصية .. أسماء
مدرسة الروابي للبنات هل خدش الحياء أم لمس الجرح
نجل رئيس سامسونغ يتخلى عن الجنسية الأميركية للخدمة العسكرية
فنان مصري ينفجر غضباً ويهدد بالاعتزال



