ثورة 30 يونيو حزيران في ذكراها الأولى

mainThumb

06-07-2014 11:25 PM

قبل أيام مرت على مصر والأمة العربية الذكرى السنوية الأولى لتصحيح مسار الثورة المصرية المباركة التي انطلقت في 25 يناير كانون الثاني ، والحقيقة أن الثورة الثانية 30 يونيو حزيران  التصحيحية لها خصوصية ومعاني كثيرة فهي لم تكن انقلابا على حكم أثبت فشله وعجزه السياسي وان جاء بالانتخاب كون من منحه الثقة هو نفسه من سحبها منه ،  وخرج الشعب في 30 من يونيو محتجا ومطالبا بخلع النظام الفاشل قبل أن يجر الوطن إلى حيث لا تحمد عقباه ، وكانت الثورة حتمية تاريخية لا بد منها لتصحيح المسار وليس تبديل الطواقي وعودة نظام السادات ومبارك ومرسي بحلة جديدة ، وان كنا لا نزال من أنصار إعطاء الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي فرصته وما نراهن عليه ليس شخص الرئيس مع الاحترام ولكن شعب مصر الذي ضحى بدماء شهدائه ولا يقبل العودة إلى ما قبل 25 يناير كانون الثاني مهما كانت الأسباب .


احتفالنا بثورة 30 يونيو حزيران التصحيحية ليست من باب الخلاف السياسي مع نهج التيار الإسلامي ولكن من باب أن تلك الثورة أنقذت مصر من خطر الإرهاب وتفكك الدولة ولا زلت أذكر ما قاله أحد قادة الجماعة عندما سئل عن سياسة الإخوان في أخونة الدولة أجاب ذلك القائد الاخواني بنبرة استعلائية قائلا (( إلي مش عاجبه يمشي من البلد)) هذه الرواية أكدها الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل في حواره الممتع مع الإعلامية لميس الحديدي بقناة cbc  الرئيسية ، فهل هذا معقول إلي مش عاجبه يمشي .
وبعد ذلك يأتي من يحدثنا من الجالسين على قارعة الطريق بأن ما حدث هو انقلاب والى من ضللته الجزيرة وأخواتها وكل الإعلام الأمريكي الصهيوني الناطق بالعربية نقول في قائد عسكري يريد عمل انقلاب يحذر رئيس الدولة بأن عليه إجراء استفتاء أو انتخابات مبكرة للخروج سلميا من تلك الأزمة ورفض الرئيس المخلوع كل الحلول ، وهنا طبيعي أن يقف الجيش مع الشعب الذي خرج عن بكرة أبيه في أكبر مظاهرة في التاريخي العربي والمصري بشكل خاص ينادي بخلع مرسي العياط وان كان قرار الخلع باسم الشعب نفذ في 3 يوليو تموز أي قبل الذكرى السنوية لثورة 23 يوليو المجيدة بــ20 يوميا .


ثورة التصحيح في 30 يونيو حزيران أثبتت أن شعبنا في مصر طيب صحيح ولكن لا أحد يستطيع خداعه حتى باسم الدين وهو أول شعب في العالم آمن بوحدة الإله قبل عصر الرسالات السماوية ، ثورة 30 يونيو جددت شباب الأمة بعد أن كاد أن يصيبها الشيخوخة المبكرة ولكن الشعب المصري لم يجعل مجالا للفراغ وكان المشير عبد الفتاح السيسي هو ضمير الشعب وتعبيرا عن إرادته في 30 يونيو حزيران ولكن ثقة الشعب لم ولن تكون شيك على بياض وهي مرهونة بعمله وما سيقدمه لوطنه وأمته وأمامه الكثير من المهمات الصعبة التي تحتاج لوقفة مشتركة من الشعب والنظام معا بحيث أنه لا يمكن القضاء على فساد واستبداد دام 40 عاما بجرة قلم ، هناك حقائق على الأرض يعرفها الجميع ومع ذلك ورغم كل الصعوبات هذه الثورة العظيمة هي مفخرة لكل المصريين ورسالة لكل قادم لرئاسة مصر بأن عصر الــ 99% من الاستفتاءات المزيفة قد انتهى إلى غير رجعة ، وهناك رئيسين مخلوعين يحاكموا أمام الشعب .


إن ثورة 30 يونيو إرادة شعب وتتويج لكفاح أمة تبحث عن ذاتها ، 30 يونيو حزيران أعادت مصر للمصريين بعد محاولة اختطافها من الظلاميين ، 30 يونيو حزيران تاريخ عظيم كتبه الشعب المصري بقيادة المشير عبد الفتاح السيسي ونأمل أن ينجح الرئيس بشعبه وأن يعطى الفرصة ، وأما أن يثبت أنه امتداد لقادة مصر العظام في العصر الحديث من محمد علي باشا ، مصطفى كامل ، محمد فريد ، أحمد عرابي ، سعد زغلول وصولا لزعيم الأمة جمال عبد الناصر وأما أن يكون العكس لا سمح الله .
وكل عام وشعبنا المصري وإخوانه العرب بألف خير ، ولا نامت أعين الجبناء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد