حتى لا تذهب دماء الشهداء هدرا

mainThumb

18-08-2014 08:34 PM

لا شك أن أهالي قطاع غزة الشجعان سجلوا صمودا أسطوريا وخاض أبطال المقاومة منهم معارك خالدة وأثبتوا للدنيا كلها أن الكف قادرة على المخرز وأن الفئة القليلة عددا وعدة قادرة على هزيمة أعتى الجيوش وليس المرتزقة كالصهاينة .

 صمود أبناء غزه أعاد لنا أمجاد المقاومة التي استطاعت هزيمة الصهاينة في جنوب لبنان وجعل قطعان جيش العدو يولوّا الأدبار تاركين عملائهم لمصيرهم البائس ، كما أعادوا لنا أمجاد المقاومة العراقية التي أجبرت المحتل الأمريكي على الهروب وان كان الثمن غاليا ، كما أعاد لنا أهالي قطاع غزه وبسالتهم  وأمجاد المقاومة الفيتنامية لأن الظالم واحد والعدو كان واحد ، حيث أصبحت هزيمة أمريكا في فيتنام  كابوس مزعج يلاحقها أينما كانت ،  وأهالي قطاع غزه هم من أبناء الشعب العربي الفلسطيني وغزه هي صورة مصغرة عن فلسطين التاريخية من بحرها لنهرها وتعبيرا عن روحها الثائرة.



لذلك وحتى لا تذهب تضحيات أهالي قطاع غزه الأبطال ضحية للسياسات الفاشلة لسلطة عباس والأنظمة العربية الأخرى التابعة وتصبح مساومات على طاولة المفاوضات .

لذلك هناك ثوابت توافقية للمقاومة بكل فصائلها وهي بدون تلك الثوابت ستذهب كل التضحيات ودماء الشهداء والجرحى أدراج الرياح .

 فهذه الثوابت وعلى رأسها رفع الحصار الإجرامي عن قطاع غزه وإعادة فتح الميناء والمطار وتحميل العدو الصهيوني المجرم مسئولية جرائمه من خلال تقديمه لمحكمة لاهاي المختصة بجرائم الحرب ولن يتم ذلك إلا من خلال موقف موحد من شعبنا في فلسطين المحتلة .

 وهناك إشاعات أتمنى أن لا تكون صحيحة بأن سلطة عباس تتباطئ  بهذا الطلب أي تقديم شكوى بحق الصهاينة في محكمة لاهاي و متابعتها  ، وعلى السلطة أن تعلم أنه بعد هذا الصمود الأسطوري لأبناء قطاع غزه وتضحياتهم العظيمة لم يعد مقبولا الخضوع للإملاءات الصهيو أمريكية فهذه السلطة أصبح لديها أوراق ضغط قوية بفضل هذه المقاومة التي تستحق سياسة فعالة بمستوى التضحيات العظيمة لشعبنا وأن لا تاخذ السياسة دماء الشهداء والجرحى .

 وعلى الجانب الآخر أي المقاومة التي أصبح لها اليد الطويلة وكانت وحدتها بالميدان عظيمة جدا وقد أعادت لنا صورة الوعي وصمود  المقاومة الجزائرية في بلد المليون شهيد عندما اتحدت خلف هدف واحد وهو التحرير الذي تم بالثمن الذي يستحقه .

 ونحن نتمنى أن تبقى تلك الوحدة التي رأيناها بالميدان قائمة وقد وحدت كل شعبنا الفلسطيني ومن خلفه أمته العربية والكل اصطف خلف المقاومة أي البندقية وليس الايدولوجية لهذا الحزب أو تلك الحركة وهذا ما يجب أن يعرفه الأخوة في حركة حماس وأعتقد أنهم الآن باتوا مدركين لهذه الحقيقة لأكثر من أي وقت مضى ولا يضرهم مزاودة بعض جهادي المنابر بدعمهم فهؤلاء لو كانوا صادقين لكان نضالهم وجهادهم يركز على إلغاء السفارات الصهيونية في عواصمهم التي يرفرف عليها علم العدو الصهيوني المجرم .

 من استمع للسيد همام سعيد مرشد أخوان الأردن قبل فترة وإشادته اللا معقولة بتركيا وقطر لاعتقد أن جيوش أردوغان وتابعه القطري أصبحت على أبواب القدس وليس صاحبة أكبر تعاون عسكري واقتصادي مع العدو الصهيوني.

 كما أن نتيجة المعركة والتي لا زالت مستمرة بطريقة أو بأخرى أفرزت بشكل واضح أن بوصلة المقاومة عندما تتجه نحو فلسطين ومقاومة العدو بدون التحزب الضيق يكون الجميع معها وحتى بنادق لها فهذه الحرب العدوانية على غزه هي وسام شرف لكل حركات المقاومة وفصائلها ، وفشلا للعدو واضح ورسالة أكثر وضوحا لقطعانه بأن عليهم أن يعيدوا النظر بالخرافات التي خدعوا بها من الصهيونية العالمية وأن وجودهم في وطن ليس لهم سيكون مكلفا وأن مشروعهم الصهيوني البائس قد وصل لنهايته قبل أوانه لأنه بالأصل ولد ميتا وليس له مستقبل وحتى لو امتلك كل القوى .

ولشعبنا الفلسطيني نقول عليكم بوحدة الصف والهدف والتركيز على التحرير وليس الايدولوجية الحزبية حتى لا تذهب دماء الشهداء هدرا نتيجة خلافات لا فائدة منها .

تحية احترام وإجلال لصمود شعبنا في غزه والرحمة والخلود لشهدائه الأبرار الذين أثبتوا أن هذه الأرض عربية وستبقى كذلك رغم أنوف الاعداء وعملائهم ، ولا نامت أعين الجبناء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد