أنظمة داعش الناطقة بالعربية

mainThumb

23-08-2014 11:34 PM

في الأيام الأخيرة ترددت الكثير من الأحاديث التي وصلت لدرجة الخرافات عن ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام التي عرفت باسم (داعش) وخطرها على المنطقة والعالم ورفعت الإشارات الحمراء في الغرب والولايات المتحدة بشكل خاص بعد جريمة مقتل أحد الإعلاميين الأمريكيين ذبحا بالسكين وهي نفس الطريقة الهمجية التي ذبح بها الآلاف من الأبرياء في العراق وسوريا وليبيا  ولم يكترث لهم أحد للأسف ، وكان الغرب وأمريكا يصفقوا لهذه الديمقراطية التي أرادوا استنساخها في سوريا رغم وبائها المعدي في العراق وليبيا .

 والمعروف لدى كل عقل أن هذه الحركات الإجرامية صنعتها المخابرات الأمريكية وقبلها البريطانية التي صنعت الأم بكل هذه الآفات الإرهابية بدءا من النظام الوهابي في الجزيرة العربية وصولا لحركة الإخوان المسلمين وحتى لا نتهم بأننا ضد الإخوان نذكر أن حسن البنا رحمه الله نفسه من أدان القتل والإرهاب باسم الدين وبيانه الشهير بعد استشهاد محمود باشا النقراشي الذي اغتاله الجهاز السري للإخوان الذي أنشأه حسن البنا نفسه ، وهذا تناقض واضح بين القول والفعل ، وكان بيان البنا الشهير ضد جريمة اغتيال النقراشي عنوانه ليسوا إخواننا وليسوا مسلمين وقبل النقراشي وبعده مارس الإخوان المسلمين القتل والإرهاب لكل من يخالفهم الرأي وليس بعيدا عن ذلك اغتيال المفكر فرج فوده ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ وغيره الكثير الكثير .

وشهدت تلك الجماعة انشقاقات كثيرة عنها وأسسوا منظمات وحركات أكثر تطرفا وإرهابا من الجماعة ذاتها والأسماء كثيرة ومعروفة للجميع ولا داعي للسرد وحتى المراجعات التي أعلنتها بعض الفصائل كانت لغاية التمكن وليس مراجعات حقيقية ، ولو نظرنا للقاعدة التي أسسها أسامة بن لادن كان لنظام آل سعود الوهابي الدور الأكبر في تأسيسها ودعم حركة الإخوان المسلمين بهدف ما ادعاه لمحاربة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان لمصلحة أمريكية بحتة ، وهناك في جبال أفغانستان انقسمت القاعدة لقواعد وعاثت تلك الحركة في الأرض إجراما وفسادا وكان الدعم لها سخيا بلا حدود ، وبعد المغامرات لعصابة المحافظين الجدد من رونالد ريغن وصولا لبوش الصغير بضرب ليبيا والعراق واحتلالهما بأمر من الرب كما كان يدّعي الحشاش بوش وعملاءه في المنطقة حيث جعلوا من أراضيهم وسماءهم ممرا لاحتلال أشقائهم .

بعد ذلك افرز الاحتلال الصهيو أمريكي البغيض للعراق وليبيا والعبث بأمن سوريا الكثير من تلك الحركات الإجرامية والتي أصبحت تتكاثر كالسرطان في الجسد وتنكر لها حتى أسيادها الأمريكان وعبيد أسيادها الإعراب الخونة حيث كان دورهم التمويل المالي للقتل والإجرام الذي سيكون هم أول ضحاياه في المستقبل إن شاء الله ، فان هذا الهوس المضحك المبكي من أخطار بما يسمى بحركة داعش التي نراها تهدد وتتوعد كل الدول العربية وحتى العميلة لأمريكا لأجل المزيد من لتبعية لأمريكا لتلك الدول وتقديم تنازلات أكثر ،مع أنه لم يبقى لدى تلك الأنظمة خاصة الخليجية منها والأردن ما تستر به عورتها القبيحة وفي المقابل أمريكا عملت كالذي أخرج المارد من الزجاجة المحبوس فيها وفشلت بالسيطرة عليه لأن المارد اخرج هو ألآخر من هو اكبر وأكثر تطرفا منه .

ولكن لماذا كل هذا الخوف من داعش التي يرفضها أي إنسان سليم العقل بطبيعته الإنسانية ،  والخوف من داعش رغم أنها صناعة المخابرات ألأمريكية كما أسلفت وتأسست في الأردن بمساعدة عملائهم هنا عام 2006م ، بعد مقتل أبو مصعب الزرقاوي في العراق ولكن الأرضية التي تناسب كل حركات الظلام والإرهاب موجودة في كل الأقطار العربية من خلال أنظمة العمالة والخيانة والتبعية لأمريكا التي تعلم أن كل أصنامها المحنطة بوظيفة حكام مع أعلى درجات القرف هم وكلاء داعش الحقيقيين نتيجة الدولة ألأمنية التي أقامتها تلك الأنظمة لحماية عروشها البائسة والنتيجة فقر وتفاوت طبقي كبير وفساد وإفساد وقبضة أمنية لحماية كل ذلك الفساد وكلها ارض خصبة لداعش وفاحش وما بينهم .

لذلك دولة القانون والكرامة لكل مواطن هي الأساس لوطن لكل أبناءه وهذا هو السد الحقيقي المنيع بوجه داعش وأخواتها وهو ما ترفضه أمريكا لأنها تريد عملاء وليس شركاء ووجود داعش مصلحة  صهيو أمريكية من الدرجة الأولى ، ولكن عندما تعارضت داعش مع المصالح الأمريكية في نهب وسلب ثروات الأمة أصبحت إرهابا وأجراما،  ولا عزاء للصامتين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد