ليبيا في ذكرى الفاتح العظيم

mainThumb

06-09-2014 08:51 PM

في الأول من أيلول سبتمبر الجاري مرت الذكرى الخامسة والأربعون لثورة الفاتح العظيم التي قادها العقيد الشهيد معمر القذافي ضد نظام السنوسي الذي حكم ليبيا منذ الاستقلال وجعل منها قواعد للتحالف الغربي وعلى رأسها أمريكا ، وكان السنوسي رجل دين وليس رجل سياسة ، وعندما قامت حرب حزيران الأليمة عام 1967م، انطلقت الطائرات الصهيونية للأسف من عدة مطارات ومنها المطارات الليبية التي كانت تحت الحماية الأمريكية (القواعد الأمريكية ) وتشكلت في ليبيا مجموعة من الضباط الأحرار الذين تأثروا بمصر القائدة الرائدة وبشخصية وكرازمية الزعيم جمال عبد الناصر ، يقود هؤلاء الشباب العقيد معمر ألقذافي .

وفي الأول من أيلول سبتمبر عام 1969 قاموا بثورتهم المباركة التي كانت في وقتها من أهم الأحداث على الساحة العربية وحتى العالمية وطرحت الثورة مبادئها الوطنية والقومية المستمدة من ثورة 23 يوليو المجيدة  حتى وصل الحماس بقائد الثورة معمر ألقذافي لطلب الوحدة الفورية مع مصر وإزالة الحدود ، وخلال العام الأول من عمر تلك الثورة المجيدة والأخير من حياة زعيم الأمة جمال عبد الناصر قامت ثورة الفاتح العظيم كامتداد طبيعي لثورة 23 يوليو المجيدة بإغلاق جميع القواعد الأجنبية وعلى رأسها الأمريكية وساهمت ليبيا الثورة بدعم المجهود الحربي للأمة العربية الذي تقوده مصر ، حيث قامت بشراء معظم الأسلحة التي حاربت بها مصر في حرب أكتوبر المجيدة وقبلها بعام أثناء حرب الاستنزاف وقد أكد هذه الحقائق الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل وعدد من قادة الجيش المصري ومع ذلك كان جزاء ليبيا الثورة العدوان الذي شنه أنور السادات عليها لأنها لم توافق على انحرافه وشذوذه السياسي .

نتذكر ثورة الفاتح العظيم وقائدها العقيد الشهيد معمر ألقذافي ونحن نرى اليوم ونتابع ما حل في ليبيا والذي يسميه من باعوا أنفسهم للشيطان والإخوان بأنه ثورة 17 فبراير المزعومة تلك الثورة التي دمرت ليبيا وجعلت منها وكرا لعصابات الإجرام لتخريب ليس ليبيا فحسب ولكن كل الوطن العربي .

لقد اختلفنا مع نظام العقيد الشهيد معمر ألقذافي لأسباب كانت واضحة ولكن ما حدث في ليبيا هو الانقلاب على الثورة وهذا ما اعترف به رئيس وزراء ايطاليا السابق برلسكوني حيث قال حرفيا (ليس هناك في ليبيا ثورة ولكن أمريكا وفرنسا أرادوا تغيير القذافي لتصفية حسابات سابقة وهذا ما حدث) ولعل واقع ليبيا اليوم والحرب الأهلية الدائرة والمليشيات شاهدا على عصر الانحطاط الذي نعيشه وكيف ساهمت جامعة إيدن وعلى رأسها البهلوان عمرو موسى بإعطاء الناتو المبرر لتدمير ليبيا بحجة حماية المدنيين ولا غرابة في ذلك فعمرو موسى هو ابن مرحلة السادات المنحطة .

ترى ماذا سيقول هؤلاء المدنيون الليبيون أنفسهم اليوم عن تلك الجريمة التي ارتكبت بحق وطنهم من جامعة إيدن وبهلوانها في ذلك الوقت عمرو موسى والذي خلفه بهلوان آخر أكثر منه بجاحة وعمالة وهو نبيل العربي وكل شيء باسمه غلط وما هو نبيل ولا هو عربي ولكنه مرتزقة رخيص وطرطور لنظام الإعراب الخونة في الجزيرة العربية وقطر .

اليوم وأكثر من أي وقت مضى يتذكر جميع العرب بأنهم أضاعوا ليبيا وأن ليبيا القوية المستقرة كانت استقرارا لمصر تحديدا ولكل الأمة العربية ، وهناك اليوم دراسات تجري بين مصر والجزائر لتدخل عسكري في ليبيا بعد أن شعروا بالخطر الذي يهددهم .

لقد كانت للعقيد الشهيد معمر ألقذافي اليد البيضاء بدعم كل مجهود قومي كما دعم كل فصائل منظمة التحرير لأجل قضيتنا  القومية فلسطين ، لذلك حاصرته أمريكا وعملائه سنوات طويلة وعندما جاءتهم الفرصة انقضوا عليه ودمروا وطنه وقتلوا شعبه وعلى رأسهم استشهد هو أي العقيد معمر ألقذافي وأبناءه ورجاله ، ولعل صورة ليبيا اليوم كما أسلفت شاهدا للعصر على جريمة ونصب أممي شرعته جامعة الأنظمة العميلة ولكن لا نشك لحظة بأن شعبنا في ليبيا سيكنس كل هذه الآفات والمرتزقة التي عاثت في وطنه فسادا وتخريبا ونهبا .

رحم الله العقيد الشهيد معمر ألقذافي الذي قال فصدق ووعد وأوفى وبقي مخلصا لقناعته وفكره حتى استشهاده ورحم الله كل شهداء ليبيا وأحرارها وحرائرها ، ولا نامت أعين الجبناء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد