41 عاما على حرب تشرين الأول أكتوبر

mainThumb

12-10-2014 09:25 AM

في السادس من تشرين أول الجاري أكتوبر مرت على الأمة العربية الذكرى الــ41 لحرب تشرين المجيدة التي أعادت للأمة ثقتها بنفسها وبجيوشها .


في مثل هذا اليوم المجيد كانت صرخات الصهيونية جولدا مائيير تصل لسماء البيت الأسود بواشنطن ، أنقذوا إسرائيل وإلا إذا تأخرتم لن تجدوا ما تنقذوه ، في السادس من تشرين أول أكتوبر كان مستقبل الكيان الصهيوني في خطر وفجأة وجدنا الجيش المصري يجتاح خط بارليف أعظم حاجز ترابي والجيش  العربي السوري يجتاح هضبة الجولان وأصبح تحرير فلسطين في تلك اللحظات التاريخية الأمل الممكن والذي أصبح بين قوسين أو أدنى .

 وبعد عشرة أيام من الحرب التي تجلت بها القومية العربية بأعظم صورها التي افتقدناها منذ العدوان الثلاثي على مصر ، حيث ساهم كل العرب بالمجهود الحربي وكان للجيشين المصري والسوري الشرف بقيادة تلك الحرب على الكيان الصهيوني ، وحارب الجيش المصري وشقيقه السوري حرب تحرير حقيقية ولكن للأسف بعد عشرة أيام تغّير الموقف في الجانب المصري ووقف الجيش تقدمه على نحو عشرين كم تقريبا داخل سيناء المحتلة نتيجة القرار السياسي الخاطئ لأنور السادات الذي يعتبر خطيئة وليس مجرد خطأ وكان هناك الخط الساخن الذي لم يكن أحد يعلم عنه بين السادات وسيده وزير الخارجية الأمريكي كيسنجر الذي كان صهيونيا أكثر من عتاة الصهاينة ، وانتهى الأمر بوقف التعبئة في الجيش المصري الأمر الذي حوّل الضغط الصهيوني المدعوم أمريكيا على الجيش العربي السوري الذي استبسل لتحرير الجولان وكل الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها فلسطين الحبيبة وقدسها الشريف ونتيجة لكل ما فعله السادات تغّير مسار المعركة لصالح العدو الصهيوني حتى على الجانب المصري ذاته بعد إحداث ثغرة الدفرسوار حيث تم محاصرة الجيش الثالث وعزله تماما ليبدأ بعد ذلك كيسنجر جولاته المشبوهة بين القاهرة وتل الربيع المحتلة والنتيجة توقيع اتفاقية الــ101كم التي هي الأب الشرعي لجريمة كامب ديفيد بعد ذلك حيث اتفق السادات بواسطة مفاوضيه العسكريين والصهاينة أن تكون أكتوبر آخر الحروب وأن يكون الحل بالحوار السياسي حتى لو امتد مائة عام وهكذا وضعت الطوبة الأولى لهزيمة الأمة العربية سياسيا وعسكريا .

 وإذا كان عدوان حزيران الأليم عام 1967م ، هو خذلان السلاح للسياسة فان تشرين أكتوبر هي خيانة السياسة للسلاح ولكن تبقى قيمة أكتوبر بتلك الوحدة العربية التي عبّرت عن نفسها بالوجدان والإثبات ، أن في الاتحاد قوة ، وعندما توحدت الأمة العربية على هدف االتحرير كان النصر نتيجة طبيعية لتلك الوحدة وتبقى الدروس والعبر من ملحمة تشرين الخالدة وأهمها كما أسلفت وحدة الأمة وثم تحطيم هذا الوهم بأن الجيش الصهيوني لا يقهر ، وهي كذبة صهيونية أرادوا تسويقها وللأسف ابتلعها الكثير من أبناء أمتنا قبل العالم وان كانت حرب تشرين بمثابة الأمل وأن ما كان يعتقده الكثير مستحيلا أصبح هو الممكن وأن هزيمة هذا الكيان ممكنة وأكيدة وقد تحققت بعد ذلك كثيرا حيث لم ينتصر العدو بحرب منذ عدوان حزيران .
رحم الله أبطال حرب تشرين الحقيقيين ونذكر هنا بالفخر والاعتزاز الزعيم جمال عبد الناصر الذي وضع مع قادته العسكريين خطة العبور وفي مقدمة هؤلاء الأبطال الفريق محمد فوزي والفريق الشهيد عبد المنعم رياض واللواء بطل العبور الحقيقي سعد الدين الشاذلي ، وعلى الجانب السوري تحية تقدير واعتزاز لبطل تشرين وقائدها الرئيس حافظ الأسد ورفاقه الإبطال كما نحي أرواح شهداء حرب تشرين أكتوبر الأحياء الأموات عند ربهم يرزقون .
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد