الأردن بين مطرقة الفساد وسنديان الإرهاب

mainThumb

02-11-2014 08:46 AM

يبدو أن الشعب الأردني أولى أمم الأرض أن يسجل أسمه في عجائب العالم أو في مقدمة موسوعة غينس لأغرب الغرائب ، وذلك لصبره وتحمله على مآسي حكومات فاسدة صنعت من الوطن قواعد للفساد والإفساد وشراء الضمائر حتى وصلنا لمستوى لا يصدقه العقل .

 ولعل النظام والمستفيدين منه استغلوا طبيعة وسماحة الشعب الأردني والتنوع السكاني فيه ، وأخافوا الكل من الكل ، وهم بذلك استغلوا الكل وجعلوا حياة المواطن جحيما لا يطاق وكل أبواق النظام وكلامهم المدفوع الأجر هو موجه للآخر وليس لنا نحن كشعب وحتى من كتب منهم مذكراته الشخصية لم تصل إلينا إلا مترجمة عن لغة الآخر ، وكلما أرادوا أن يسددوا فواتير السرقات والمغامرات لجأوا للمواطن من خلال رفع الأسعار ونتيجة لسياسة الترقيع أصبح الأردن مديونا للأجيال القادمة حيث يتم رفع الأسعار بشكل جنوني وما يتم رفعه لا يعاد النظر به مرة أخرى حتى لو نزلت أسعاره عالميا كالنفط والمحروقات وغيرهم .

 وعندما يحتج الشعب يخرج رئيس سلطة الدوار الرابع ليهدد برفع الأسعار أو نزول الدينار حتى أصبحت تلك المسرحية هزلية ومكشوفة ، وزادت عجرفة النظام بعد أن خرج بسلام من الأحداث التي مرت في المنطقة وأسموها بالربيع العربي حيث بدأت صادقة عفوية وانتهت للأسف لعبة أمريكية قذرة ، وعندما فشلت اللعبة في ليبيا مثلا ، كانت طائرات الناتو جاهزة والعملاء تحت الطلب كطابور خامس ، وجامعة إيدن قبحها الله حاضرة لإعطاء المبررات القانونية عالميا .

وكذلك الوضع في سوريا ، وعندما فشلت المؤامرة عليها أثاروا الفتن الطائفية وركّزوا على تصوير ما يحدث في سوريا بأنه حرب أهلية بين طوائف الشعب السوري المختلفة ، واستطاعوا خداع الآلاف من الشباب المغرر بهم ليقذفوهم بالموت في المكان والمعركة الخطأ ، وبذلك استطاعت أمريكا أن تجعل الربيع العربي خريفا تماما كما حدث في الثورة العربية الكبرى ضد الظلم والقهر العثماني حيث تم استبدال الاستعمار العثماني بالآخر الانجليزي والفرنسي الكونيالي ، وبعد ذلك الأمريكي بطريقة غير مباشرة .

لكن يبقى السؤال هل بفضل حكمة النظام كما يدّعي كتبة التدخل السريع وصل الأردن لشاطئ الأمان بعد موجة الربيع العربي والأحداث المؤسفة التي مرت في المنطقة ومشاركة النظام لأمريكا في حروبها المجهولة والمشبوهة على الإرهاب وما يسمى بحركة داعش تحديدا حيث كل المؤشرات تدل أن أمريكا تدعم داعش ولا تحاربها ، وما حدث في عين العرب السورية والموصل العراقية عندما وصلت الأسلحة الأمريكية لداعش وقيل أنها بالخطأ ، فهل من عاقل يصدق مثل هذا الهراء ناهيك عن القرار الاممي بوقف دعم داعش والنصرة في سوريا الأمر الذي يؤكد أن هناك قرارا غير معلن بدعم تلك المجاميع الإرهابية لذلك أخطأ  النظام الأردني باشتراكه بهذه الحرب المجهولة ويخطي أكثر إذا اعتقد أنه تجاوز مرحلة الخطر نتيجة الأحداث التي مرت في المنطقة ، حيث يسجل لشعبنا الأردني تحديدا أنه بدأ الربيع العربي مبكرا في عام 1989م ، وأجبر النظام على إيجاد تعددية سياسية وان كانت أفرغت من مضمونها وإقالة حكومة الرفاعي .

لذلك شعبنا لن يطول انتظاره وهناك نار تحت الرماد في قلب كل مواطن أردني باستثناء أقلية مستفيدة من الفساد والإفساد .


لقد حذرنا مرارا وتكرارا ونخشى بعد ذلك من فوضى لا يعلم مداها إلا الله واحذروا من الحليم إذا غضب والشهادة لله أن شعبنا أكثر شعوب الدنيا حلما واناة ، فهو اليوم بين مطرقة الفساد وسنديان الإرهاب .                                   



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد