الأردن بين نارين

mainThumb

07-12-2014 09:26 AM

كان الله في عون وطننا وشعبنا في الأردن الذي أصبح بين خيارين ، دولة الفساد القائمة ودولة الإرهاب البديلة المرجحة ، ولا يوجد بين الاثنتين خيار آخر على الأقل في الوقت الحاضر بعد أن تحالفت دولة الفساد ودعاة الإرهاب لأكثر من ستين عاما ، تمكنت الأخيرة من خلال تلك العقود من بناء إمبراطورية اقتصادية وتغلغلت باسم الدين وهو منها براءة ، حتى أصبح الدين بكل قيمه العظيمة ، وكأن تلك المجموعة من الانتهازيين هم أوصياء عليه ، وعندما انتهت المصلحة كانت القوى الأخرى الوطنية والقومية في رمقها الأخير بعد أن جففت أجهزة النظام كل ينابيعها بحجة مكافحة الشيوعية ، القانون السيئ الذكر ،  لتصبح تلك القوى مجرد ديكورات وأسماء لا تملك من استعدادها للبذل والتضحية والعطاء  إلا اللسان الطويل ومجرد أسماء ويافطات لا تدل على أي مضمون حقيقي حتى من نظامها الداخلي .


لذلك ابتعد الشارع عنها في الوقت الذي عمل الجانب الآخر على استقطاب الشعب باسم الدين الذي أصبح للأسف مجرد يافطة وعباءة للتستر وعلى أرض الواقع لم يعد أمامنا كشعب إلا خيارين كما أسلفت أحلاهما سيء والنظام للآسف وبدعم من التيار المتأسلم أفقر البلاد وجعل الوطن يحتل المراتب الأولى في الفساد والإفساد طيلة الستين عاما الماضية ، حتى أصاب الشارع الإحباط وليس هناك بديلا مقنعا عن الطرفين السيئين ، وأصبحنا كشعب بين سنديانة الفساد ومطرقة الإرهاب حتى عندما اختلفوا مع بعضهم على الحضن الأمريكي وكلاهما يحطب لخدمة السياسية الصهيو أمريكية في المنطقة ، وبعد الضربة المؤلمة التي تلقاها الإرهاب في مصر على يد الشعب المصري البطل في ثورة 30 يونيو حزيران المجيدة ،  ضعف أتباعهم هنا وفي كل مكان ولكن لا  تزال لهم الكلمة العليا في ظل هذا التصحر الذي نعيشه،  أما أحزاب الأنابيب المحسوبة على الوطن قوى سياسية فهي مجرد أصوات ويافطات بلا مضمون ، وتبقى الحركة المتأسلمة وبفضل مؤسساتها الاقتصادية التي يحسب حسابها قوية لحد ما ،  والنظام يلعب لعبة في غاية الخطورة حيث مؤسسة الفساد بأجهزتها تحكم وكلما ارتفع صوتا حرا في الوطن يكون التهديد غير المعلن للنظام وحتى أمام العالم أنا أو الإرهاب ، وهي نفسها الاسطوانة التي رددها حسني مبارك منذ 30 عاما ، الأمر الذي يجعل الكثير مما تبقى من قوى الماضي يفضلون النظام بكل ما عليه حيث لا يوجد بديل إلا الظلاميين .

ولكن إلى متى ستستمر هذه اللعبة ،والوطن لم يعد يحتمل ، وهناك مديونية ترتفع كل يوم ومؤسسات ودوائر وطنية منتجة جرى تصفيتها وبيعها ولم يعد هناك من هو لديه الاستقرار وطنيا واجتماعيا إلا الفاسدون وأتباعهم ومثقفيهم الذين خانوا مبادئهم إذا وجدت لديهم مبادئ أصلا ، وأصبحوا كالشيطان الذي يزين المعاصي ، ورأينا مواقف الكثير من المثقفين تنقلب من النقيض إلى النقيض ، ولكن يبقى السؤال ماذا بعد ؟؟؟؟؟

حتى الإرهابيين اللذين ركبوا موجة الانتفاضة الوطنية في بدايتها يجدوا أنفسهم اليوم ليس أمامهم بديل إلا التصالح مع النظام ، وقد جرى اختراق صفوفهم ألأمامية ولا نريد أن نسمي الأشياء بأسمائها لكنها أصبحت معروفة لدى الشارع الأردني الذي يعاني منذ أكثر من عقد مخاض طويل وولادة لن تكون طبيعية بالتأكيد لأن النظام قد أفلس ولم يعد لديه ما يقدمه إلا القبضة ألأمنية التي لم تنفع حسني مبارك في مصر ولا زين العابدين في تونس ، والجماعة الإرهابية أصابهم الغرور السياسي بعد نجاح محمد مرسي الذي لم يكن إلا بتوجيه من المخابرات الأمريكية وحتى الخارجية الأمريكية ، ولعل مذكرات السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة التي تفضح الكثير من المستور حول علاقة الجماعات الإرهابية وأمريكا ,وبخلع مرسي جرى خلط الاوراق هنا في الأردن وبعد تكبر وتجبر أتباع مرسي حتى على من كانوا منذ أيام حلفاء لهم ، وأنهم أصبحوا بين قاب قوسين أو أدنى ليكونوا بديل عن النظام هكذا اعتقدوا ، وهنا خسروا حلفاء الأمس وان كان حلف الكراهية والأمر الواقع ، والنظام أصبح يتشدد في ضغطه عليهم والشارع بين السيئ والأكثر سوءا كما قلت ، ولا يوجد حل في المنظور القريب ، ولكن ألأحداث على الساحة الوطنية ستحمل الكثير من المفاجآت التي لا يعلم بها إلا الله وحده ، ونحن كما قلت بين نارين السيئ والأسوأ ، ولكن لا بد من حل ما قد لا يكون الأفضل إذا لم نكن متنبهين ، وكان الله في عون الوطن والمواطن .   



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد