التخبط الرسمي والفشل الاعلامي .. الكساسبة مثالا

mainThumb

04-01-2015 10:54 PM

لا شك أن قضية أسر الطيار الأردني معاذ الكساسبه ، أعاده الله لأهله وذويه ، قد أثارت قضايا في غاية الأهمية وأثبتت أن الإعلام الرسمي هو إعلام أهل الكهف الذي لا فائدة منه ويأتي دائما متأخرا في كل شيء ، والكثير من الإعلام الخاص مزاود حتى أصبحت قضية حياة إنسان وكأنها مزاد علني ، كل واحد يريد أن يكون صاحب المزاد باستقطاب القراء ولو على حساب حياة إنسان ومشاعر أهله وذويه ، وعندما تنشر محطات وصحف الكترونية صوره باللباس الأحمر بدون الأخذ بالاعتبار لمشاعر الرأي العام المتعاطف معه ، ناهيك عن أهله وذويه بشكل خاص ، فان هذا الإعلام أبسط ما نقول عنه بأنه غير مسئول ناهيك عن الحملة التضامنية التي ساهمت وسائل الإعلام الرسمية والخاصة بها والتهديدات الجوفاء بسحق إرهابي داعش وأن لدى الوطن رجال قادرين على اقتحام داعش وفاحش ومن خلفهم .

الأمر الذي لم تفعله الولايات المتحدة ذاتها لتخليص أحد صحفييها الذي تم إعدامه ، ولم تفعله بريطانيا وفرنسا وغيرهم من دول العالم ذات الإمكانيات القوية ، ويحضرني وأنا أتابع تلك التهديدات الجوفاء التي لم نراها على ارض الواقع إلا لقمع الشعب كلما احتج أو تظاهر أو حتى اعتصم لأبسط حقوقه، وهذا يثبت أن اعجز الناس أكثرهم ثرثرة ويغطي ضعفه وعجزه بالكلام الفارغ المستهلك ، وما ينطبق على الفرد ينطبق على الدول أحيانا .

لذلك أساءت الحكومة لقضية المواطن الكساسبه الذي هو ضحية للسياسات حمقاء ،وبالتالي الضحية هو وطن بأسره وليس مواطن قادته السياسة الحقماء ليقع في يد قطعان من الوحوش البشرية التي لا ترحم وبالتالي أكدنا مرارا وتكرارا رفضنا لكل من يتاجر بالدين بدءا من الإخوان المتأسلمين وصولا لداعش والنصرة وغيرهم من الحركات الظلامية الذين ارادو المتاجرة بدين الله وقيم الإسلام السمحاء لخدمة مشاريع اكبر منهم ودورهم ليس مجرد إلا أدوات صغيرة تنفيذية ،  وحتى الآن لم يكشف التاريخ إلا الشيء القليل عن تلك القوى الظلامية ومن يقف خلفها ، وان كانت الصورة أكثر وضوحا من الماضي .

قضية الطيار معاذ الكساسبه أثارت أشياء في غاية الأهمية وفضحت عجز الحكومة ومراهقة الكثير من وسائل الإعلام وعلى رأسه ما يسمى بالإعلام الرسمي ، الذي لا أحد يتابعه إلا نفسه وهو مكتفي بذلك ، لأنه باختصار هو إعلام الصوت الواحد والرأي الواحد وليس إعلام وطن .

 وماذا لا سمح الله لو تعرض  الوطن لكارثة طبيعية أو غزو من جهة خارجية ، أو حتى عمل إرهابي كالذي حدث في انفجارات الفنادق الإرهابية عام 2005م ، وردت الفعل التي شابهت ردة فعلها مع قضية الكساسبه ، حيث تم تصفية الزرقاوي من الولايات المتحدة الأمريكية وبعد ذلك إطلاق اسم شهداء الفنادق على تلك العملية مع احترامنا وتقديرنا لدماء كل الأبرياء في ذلك العمل الهجمي .

ولذلك نقول أن النظام وحده يتحمل المسئولية عن معاذ الكساسبه وغيره في انخراطه بالمشروع الأمريكي بشكل يدعو للرثاء والحزن ، ولن نضيف جديدا إذا قلنا أن كل الحركات الظلامية المتاجرة بالدين هي إنتاج أعداء الأمة وبدعمهم من بريطانيا وحتى الولايات المتحدة وصولا لتركيا الاردوغانية حيث ضباط مخابراتها من دربوا داعش والنصرة لضرب استقرار الوطن العربي سواء في سوريا أو ليبيا وصولا للعراق ومصر .

لذلك قضية الكساسبه تتطلب من النظام إعادة قراءة أوراقه ، وماذا جنى منها الوطن ، نسأل الله إعادة الطيار الأسير معاذ الكساسبه لأهله وكل الضحايا أمثاله لأهلهم وذويهم .

ولا عزاء للصامتين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد