أربعة أعوام على ثورة يناير ولا يزال الشعب ينتظر

mainThumb

26-01-2015 01:08 PM

أربعة أعوام بالتمام والكمال مرت على ثورة 25 يناير ، تلك الثورة العظيمة التي جاءت بشكل عفوي وتلقائي من غالبية الشعب المصري الذي انتفض وخرج بالملايين ليس في ميدان التحرير الذي أصبح عنوانا للثورة ، ولكن في كل قرى ومدن مصر على نظام شاخ في مقعده وتجاوزه العصر ومات سريريا بعد واحد وأربعون عاما من الثورة المضادة التي قادها السادات وأكملها خليفته مبارك وبموجبها رهنت سياسة مصر للولايات المتحدة الصهيو أمريكية ، وبعد أربعة عقود من الخيبة اكتشف الشعب كذبة الوعود البراقة التي برع السادات بتمثيل مسرحي بالغ بصرفها للشعب المصري وأن لكل مواطن سيكون له سيارة وفيله وأن اتجاه مصر صوب المتوسط أي نحو الغرب وأمريكا وليس نحو المشرق كما هو واقع الجغرافيا وحقائق التاريخ .

وجاء مبارك ليكمل ما انتهى به السادات ويضيف إليه مصائب الدنيا والآخرة حتى وصلت درجة استهتاره بالشعب في عز الثورة أن يقول لطلائع الشعب ( خليهم يتسلوا).

لقد جاءت ثورة يناير الثانية بعد إخفاق ثورة يناير الأولى عام 1977م ، التي أسماها السادات بانتفاضة الحرامية مسجلا أول اختراع لأول حاكم يصف شعبه بالحرامية ، والحقيقة  لم يكن هناك حرامية غير السادات وأسرته ونظامه حيث وصلت ديون مصر مع مقتله في 6 أكتوبر عام 1981م، 45 مليار دولار واستلم مبارك تلك التركة وزاد عليها حتى كادت مصر أن تصل للإفلاس .

 ومع قيام ثورة 25 يناير الثانية التي أطاحت بنظام كامب ديفيد العميل ووضعت مصر على خارطة الطريق وبسبب حالة التردي والتصحر السياسي لنظام السادات وخليفته مبارك لم يجد الشعب الوقت ليختار بشكل حر في أول تجربة ديمقراطية حيث كان الاختيار للإخوان المتأسلمين يمثلهم محمد مرسي العياط وقد أراد الشعب إعطائهم فرصة حيث كان الخيار بين الفريق احمد شفيق وهناك الكثير يحسبه على نظام المقبور والمخلوع رغم نظافة سجل الرجل .

 المهم ان الشعب أعطى فرصة للإخوان ليجربوا بعد ادعاء الاضطهاد لأكثر من ثمانين عاما من تأسيسهم ولكن ذلك الادعاء وفبركة الأكاذيب لم تستمر وسرعان ما أدرك الشعب الحقيقة بعد محاولة الإخوان أخونة الدولة المصرية ، وهكذا ثار الشعب واسقط تلك العصابة في عامها الأول بعد أن انكشفت حقيقتها وللأسف بدلا من العمل على وحدة الشعب أراد المتأسلمون التكويش على كل شيء وأخونة الدولة المصرية المدنية المتعددة الثقافات والمتعايشة منذ أكثر من سبعة آلاف عام .

وبذلك كتب الإخوان شهادة وفاتهم السياسية وقامت ثورة التصحيح في ثلاثين يونيو حزيران المباركة لتعيد الروح المعنوية للشعب المصري وتؤكد كفاحه ثوراته ضد الظلم والقهر والاضطهاد خاصة مبادئ وأسس ثورتي 23 يوليو و 25 يناير التي نحتفل اليوم بعيدها المجيد ومن المؤسف أن نرى وفي ظل هذا الجمود الذي نعيشه من يحاول الإساءة لثورة يناير تارة بوصفها مؤامرة خارجية وتارة أخرى كونها مكنت المتأسلمين من السلطة رغم أنهم آخر من شارك بشرف قيامها وهذه حقيقة بل وحاولوا وأدها من خلال مفاوضتهم الشهيرة مع عمر سليمان نائب المخلوع .

وما أريد قوله  أن الذي يشكك بثورة يناير هو في الحقيقة يشكك في قدرة وحيوية الشعب المصري الذي أعلن بشكل عفوي بأنه لا عودة لما كان قبل 25 يناير ، لذلك تم إسقاط الإخوان المتأسلمين عندما أرادوا أن يكونوا استمرارا للنظام السابق في إطار جديد ، وثار الشعب عليهم وأسقطهم .

ثورة 25 يناير أفرزت لنا أجمل وأعظم ما في شعب مصر العظيم ، ثورة يناير أصبحت مثلا أمميا لقدرة الشعوب على التغير سلميا رغم سياسة القمع الذي واجهه الشعب من السلطة الحاكمة في ذلك الوقت .

وما نريده في ذكرى الثورة المجيدة ان يحاكم مبارك سياسيا وليس جنائيا وأن يحاكم أبناءه على استغلال النفوذ وأن يعاد لشهداء الثورة اعتبارهم بعد التضحيات العظيمة التي قدموها .

إن ثورة يناير من أعظم الثورات في القرن الواحد والعشرين ، المجد والخلود لشهدائها الأبرار والتوفيق والنجاح لشعبنا في مصر أم الدنيا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد