الإرهاب الذي لا دين له

mainThumb

31-01-2015 10:55 AM

من أخطر المشاكل والقضايا التي تواجه وطننا وأمتنا العربية لجانب الخطر الصهيوني وهو العدو الواضح ، هناك أيضا الإرهاب والإجرام المتستر بالدين ، هذا الإرهاب الذي يقوى ويشتد عوده في الدول التي تحكمها أنظمة دكتاتوريه مستبدة ويجد في ذلك الأرضية الخصبة التي تناسب طرحه البدائي حيث يغلفه في إطار مزور ومغشوش من التدين الكاذب ، وهناك نماذج كثيرة استغل الدين للأسف لتحقيق أهدافها المشبوهة ، وكانت بريطانيا العظمى سابقا داهية السياسية هي من صنع أم الإرهاب الأولى الأخوان المتأسلمين لضرب حزب الوفد صاحب الأغلبية الكاسحة بذلك الوقت والذي لم يلجأ للعنف يوما رغم إقصائه عن السلطة مرات عديدة ، وعندما قطع ذيل الأسد البريطاني بعد معركة السويس الخالدة ومجيء  الولايات المتحدة لتأخذ الدور البريطاني ، وتستخدم دعاة الإسلام السياسي أبشع استغلال لضرب المشروع القومي الوحدوي التحرري الذي قادته مصر الناصرية بالتحالف مع الرجعية البدوية التي مثلها حكام الجزيرة العربية وغيرهم من الأقزام  حيث كتب أبرز ملوكهم المقبور فيصل عبد العزيز رسالة واضحة المعالم وعلى المكشوف للرئيس الأمريكي الصهيوني ليدن جونسون يطالبه بجعل الكيان الصهيوني يضرب مصر وثم سوريا ويحتل جزء من أراضيهم  ،  واحتلال الضفة الغربية وتشريد الشعب الفلسطيني حيث يقبل الفلسطينيون  في النهاية بأي حل سياسي في المستقبل وإلا لن يأتي عام 1975م ، وهناك  عرش واحد من أصدقائكم في المنطقة. كما يطالبه بدعم الانفصاليين الخونة من الشعب الكردي (البرزاني وعصابته)


هذه الرسالة للمقبور فيصل التي حملت الرقم (342) من أرشيف ما يسمى بالمجلس الوطني السعودي الصهيوني في شهر ديسمبر من عام 1966م ، أي قبل نكسة حزيران الأليمة بعدة أشهر ، كما جرى توظيف الإرهاب في بداية الحرب الباردة لمحاربة الاتحاد السوفيتي السابق الداعم للعرب وقضاياهم ، وأفغانستان مثالا صارخا على ذلك حيث كان هناك دعم واضح لما يسمونهم مجاهدي أفغانستان ، وبعد انتهاء دورهم أصبحوا الإرهاب والخطر الذي يهدد أمن واستقرار العالم خاصة بعد أحداث 11 من سبتمبر أيلول الإرهابية عام 2001 .


كما يجري اليوم توظيف الإرهاب خاصة مع بداية الأحداث حيث يسمونها ربيعا عربيا ، حيث بدأت صحيحة 100% ولكن استغلت مرة أخرى وكان الإرهاب أحد أهم الأدوات المستغلة وليبيا المحتلة مثالا على ذلك ، ألم يكن قادة الجهات الإرهابية المحتلة هم أنفسهم من القاعدة والمعتقلين في غوانتاناموا .


وكذلك الجماعات الإرهابية خاصة الإخوان المتأسلمين في سوريا حيث لم يخجل قادتهم من المساومة حتى على الجولان السوري المحتل مقابل السلام مع الصهاينة ، ولكن بعد سقوط النظام القومي للرئيس بشار الاسد ، هكذا كانوا يطالبوا ويساوموا بعد أن فشلوا في تطبيق النموذج الليبي والعراقي حيث يعود لسوريا بالدرجة الأولى في فضح الإرهاب وكشف أللاعيبه حتى انتبه العالم كله بما في ذلك أمريكا لخطر الإرهاب المتأسلم المتمثل في داعش والنصرة والإخوان والقاعدة وغيرهم من المجاميع الظلامية الإرهابية التي تتستر بالدين .


والمأساة أن هذه المجاميع الظلامية تجد في وطننا العربي الأرض الخصبة لأفكارها الظلامية .


الإرهاب اليوم يعتبر أكثر خطورة ليس لطرحه الذي يعود إلى ما قبل التاريخ الإنساني ، ولكن لوجود قاعدة تحتضنه قوامها التخلف والجهل والاستبداد للأنظمة العميلة ، وذلك يمثل أرض خصبة للإرهاب المجرم ، حيث الحرب على الإرهاب ثقافية وحضارية بالدرجة الأولى حيث لا يتواجد إلا في المجتمعات المتخلفة التي تحكمها أنظمة وحكومات باعت وطنها وكرامتها لأعداء الأمة  ، ولا عزاء للصامتين 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد