معاذ الكساسبه ضحية الإرهاب والسياسة الخاطئة

mainThumb

10-02-2015 09:38 PM

لا شك أن الطريقة البشعة بقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبه حرقا من عصابات داعش المجرمة قد ثارت واستفزت كل إنسان حر في العالم نظرا لبشاعتها ، كما استفزت مشاعر العرب والمسلمين ربما بشكل خاص كون القتلة ممن يتاجروا بالإسلام البريء من همجيتهم وأعمالهم القذرة التي يندي لها الجبين الإنساني والقتل والحرق والسبي والتعذيب ليس جديدا على قاموس الإرهابيين وما يسمى بداعش بشكل خاص .


إن هذه النفايات البشرية أساءت لروح الإسلام وسماحته ، وأين هؤلاء الهمج الرعاع من وصية أبو بكر الصديق لجيوشه عند فتح بلاد الشام  قال: يا أيها الناس، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عنى: لا تخونوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمآكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع؛ فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإن أكلتم منها شيئاً بعد شئ فاذكروا اسم الله عليها.

وتلقون أقواماً قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب، فاخفقوهم بالسيف خفقاً. اندفعوا باسم الله.



ولا زالت التكهنات كثيرة بحقيقة هذه العصابة ولكن ما هو ثابت ومؤكد أنها قطعان من البشر المرتزقة الذين باعوا ضمائرهم وحتى إنسانيتهم من اجل المال وليس لهم علاقة بدين أو أخلاق أو قيم إنسانية ، ومعاذ الكساسبة رحمه الله ليس أول الضحايا ولن يكون آخرهم حتى استئصال هذه البؤرة الظلامية  وهناك آلاف الشهداء في العراق وسوريا ومحاولة تهجير المسيحيين في العراق وللأسف كانت سوريا وحدها من تقاتل بشعبها وجيشها العظيم كل أولئك القطعان من الحيوانات البشرية التي فقدت كل قيم ومبادئ تخص إنسانية الإنسان ، وعندما كانت سوريا قيادة وشعب تنادي وتحذر من همجية هؤلاء الرعاع لم ينتبه إليها أحد بل كان هناك من قدم الدعم المادي واللوجستي لهؤلاء المجرمين وكل من تطارده العدالة في وطنه وجد من يسهل إليه الدخول إلى سوريا ودفع أجور مغرية ومعروفة سلفا كل الدول التي تدعم الإرهاب ، وكانت أمريكا التي لم تتعظ من حادثة 11 من أيلول هي الداعم الأول في سوريا والعراق وليبيا.


 إن دم الطيار الأردني الكساسبه ليس في رقبة داعش وحدها ولكن في رقبة كل من دعم ومكن الإرهاب سواء في المال أو السلاح أو تسهيل دخولهم لسوريا والعراق وليبيا ، وهناك في مصر من يحاول أيضا إعادة عقارب الساعة للوراء .

إن الجريمة البشعة التي ارتكبتها عصابة داعش المجرمة أعادت الصواب لكل من فقد صوابه وآمن بهذا الإجرام بأنه إسلامي وبأنه يخدم الإسلام ، لقد وحدت هذه الجريمة كل أحرار العالم على اختلاف تفكيرهم وأرائهم على القاسم المشترك بأنه يجب القضاء على الإرهاب ، وهذه الجريمة هي الإساءة الحقيقة لله ورسوله وليس مجرد صحيفة دنماركية أو فرنسية على هامش الطريق أرادت فقط الشهرة والانتشار حيث لا يوجد إساءة لقيم الدين ولكل القيم الإنسانية أكثر من هذه الجريمة البشعة التي ارتكبها مجرمون قتلة يرفعون رآية لا اله إلا الله لأجل الخداع والتستر على جرمهم .

إننا ندعو بتحالف دولي حقيقي على رأسه سوريا التي هي البلد الوحيد الذي حذر من الإرهاب وقتل جيشها العربي حماة الديار من قطعان داعش وغيرهم من التكفيريين أضعاف ما قتلت كل غارات التحالف الأطلسي .

عصابة داعش هم أيتام المخابرات الأمريكية وصناع الأموال الخليجية ودعمتهم كل شياطين العالم لتخريب سوريا .

اليوم الجميع أصبح يحذر من خطر داعش ، رحم الله الشاب معاذ الكساسبه شهيد السياسات الخاطئة التي أقحمته بحرب ضد الإرهاب يقودها رعاة الإرهاب والإجرام أنفسهم .

الإرهاب اليوم أصبح الخطر الذي يهدد العالم سواء كان الإرهاب الصهيوني وهو الأب الروحي لكل إرهاب العالم أو حلفائه من قطعان البشر المتسترين بالدين ، العالم اليوم أصبح أكثر حذرا وجدية لمكافحة الإرهاب ولكن للأسف بعد إزهاق آلاف الضحايا في سوريا والعراق وليبيا ومصر وصولا لمعاذ الكساسبه الذي هو كما أسلفنا شهيد السياسات الخاطئة ، ولا عزاء للصامتين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد