توقفت كثيرا وأنا أتابع مجريات المؤتمر الصحفي الذي عقده الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن رئيس هيئة الأركان المشتركة مع وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي في بغداد يوم الأربعاء الماضي، حيث صرح الفريق الزبن إن الأردن سيقوم "بكل شيء لهزيمة التنظيم الذي أعدم مؤخرا طيارا أردنيا أسيرا لديه وسنعمل كل شيء في سبيل ذلك الهدف "مضيفا بأننا "لن نتردد كقوات مسلحة أردنية والجيش العراقي الشقيق بأن نعمل معا حتى نهزم هذا التنظيم في أي مكان، في داخل العراق آو سوريا آو أي مكان". تصريحات قوية وتؤشر الى جهود للتنسيق مع الجيش العراقي لمواجهة داعش.
هذه التصريحات لم تفاجئنا خصوصا بعدما ارتكبت داعش جريمتها النكراء بحرق الشهيد الطيار الكساسبة حيا وما نجم عن ذلك من تحولات في الرأي العام الأردني والعالمي ربما نحو ضرورة اتخاذ إجراءات للحد من تمدد داعش وتزايد قوته .
الذي يفاجئنا ويربكنا حقا هو أننا نقصف داعش جوا وننسق مع العراقيين في بغداد للنيل من داعش في الوقت الذي تتردد بعض الأنباء عن انسياب السلع والبضائع التموينية والغذائية عبر الأردن الى الشمال السوري وتحديدا الى الرقة ونحن نعلم بأن الرقة تحت السيطرة الكاملة لتنظيم الدولة.
جل هذه البضائع يأتي عبر حاويات (Containers) وبأعداد وكميات كبيرة وتحت مسميات مختلفة وبأسماء شخوص ربما مرتبطين مع داعش، لا بل فإن بعض هذه البضائع عليها دمغة تشير الى تنظيم الدولة.
الأكثر غرابة أن منشأ بعض هذه البضائع والحاويات هو اسرائيل مما يضع كثيرا من الشكوك وعلامات الاستفهام
حولصلة داعش بإسرائيل خصوصا ونحن نرى إحجام تنظيم الدولة لغاية هذه اللحظة عن تهديد الإسرائيليين أو الاحتكاك معهم في الجولان على الرغم من امتلاكه للأسلحة والصواريخ التي تمكنه من الاشتباك مع القوات الاسرائيلية.
ومما يضيف مزيدا من الريبة هو ذلك الصمت الاسرائيلي المطبق حيال تنظيم الدولة لدرجة أننا نشعر أن هناك راحة واطمئنانا اسرائيليا حيال داعش في الوقت الذي يثير هذا التنظيم ذعر العالم بأسره!!!!.
لم نسمع تصريحا أو تهديدا أوتلويحا بالتهديد من قبل اسرائيل ضد داعش في حين أن هذا الكيان الصهيوني منشغل بموضوع إيران ويريد إفشال التوصل لأي اتفاقية بينها وبين الولايات المتحدة ومؤسسات الطاقة النووية الدولية .
لم نعد نستبعد أن تكون الطائرة الضخمة مجهولة الهوية التي حلقت فوق صحراء محافظة الأنبار قبل بضعة أيام واسقطت كميات هائلة من الأسلحة الى مقاتلي أن تكون طائرة إسرائيلية أو حتى أمريكية إذ لم يعد بمقدورنا أن نصدق ان تأتي طائرة بهذه الضخامة وتفرغ حمولتها لعدو أمريكا واسرائيل دون أن ترصدها أجهزة الرادار والأواكس والمراقبة الجوية الأمريكية التي تجوب فضاء المنطقة ليلا ونهارا إلا إذا كانت هذه الطائرة هي عبارة عن طبق فضائي طائر أقلع من كوكب المريخ وعاد الى قواعده.
كيف يمكن لبضائع اسرائيلية المنشأ أن تسوق بشكل منتظم وممنهج الى الرقة السورية عبر الأردن ويتم التعامل معها رسميا وإجرائيا بشكل أصولي في الوقت الذي تحلق فيه طائراتنا فوق الرقة وتقصف أهدافا لداعش!.
ما أشرنا إليه من انسياب السلع والبضائع عبر الأردن الى الرقة السورية المسيطر عليها من قبل تنظيم الدولة داعش يوازيه حالة مقاربة على حدودنا الشرقية حيث تنساب السلع الى العراق عبر الاردن ويطبق عليها إجراءات وقوانين داعش لدخول البضائع والتخليص عليها ويتقاضى داعش مبلغ ماليا يوازي ما قيمته ثلاث مائة دينار اردني عن كل حاوية لقاء السماح لهذه البضائع بالمرور الى بغداد وبقية محافظات العراق التي ما زالت خارج سيطرة تنظيم الدولة وكل ذلك يتم بعلم السلطات العراقية التي فقدت السيطرة على نقاط حدودها مع الاردن وسوريا.
هذه المعلومات أو الشكوك مهمة للغاية لمسؤولينا ولأولي الأمر ولحكومتنا المبجلة ونعتقد بأن هذه المعلومات والتحليلات تستأهل من رئيس حكومتنا بصفته وزيرا للدفاع وبصفته يمتلك الولاية العامة حسب نصوص الدستور والتي تؤهله لا بل وتحمله وحكومته المسؤولية القانونية لإدارة شؤون البلاد الداخلية والخارجية.
نعم نريد من الحكومة أن تتحقق من مؤسساتها وماكنتها الكبيرة عن حقيقة انسياب اي سلع ومؤونات لداعش عبر الأردن سواء كان منشأ هذه السلع محلي أو خارجي لتمر على شكل بضائع ترانزيت الى الرقة في سوريا !!!!!