لماذا إيران وليست إسرائيل مثلا ؟

mainThumb

16-03-2015 10:24 PM

بادئ ذي بدء مقالي هذا ليس دفاعا عن  جمهورية إيران الإسلامية وهي دولة مهمة في المنطقة ولها سياستها وأهدافها التي قد نختلف أو نتفق معها في سياستها ، والدول ليست جمعيات خيرية تعمل لوجه الله ولكنها تعمل لمصلحة ما تراه لصالح شعبها ، وإيران لا تختلف عن أي دولة أخرى .

ولكن ما هو مؤسف أن بعض الدول العربية وأغلبها تابعا لأمريكا وتعادي كل من تعاديه أمريكا ولو كان هذا الجار دولة مثل إيران ، وتحالف تلك الأنظمة ولو بالسر الكيان الصهيوني وترى فيه مفتاحا لرضا البيت الأسود ، ولكن ما هو مؤسف أن الدول العربية التي تتحسس من إيران كانت ذات يوم من اقرب حلفائها عندما كان الموجه لهم السياسة الأمريكية ، وكل ما تدعيه هذه الدول خاصة أنظمة الخليج الكرتونية من احتلال إيران لأجزاء من تلك الدويلات فقد كان ذلك في عهد الشاه المخلوع حليفهم أو الشرطي الأميركي  للمنطقة كما كان يعرف في وقته وكان أحرار الأمة العربية بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر يعادون إيران لأجل عمالة الشاه المخلوع لأمريكا والكيان الصهيوني .

 ولكن المؤسف اليوم أن نرى هذا العداء السافر لإيران في وسائل الإعلام العربية والناطقة بالعربية ليس لأجل مصالحنا الوطنية والقومية ولكن لخدمة عدو الأمة التاريخي الكيان الصهيوني ومن ورائه ومن يدعم بقائه وحتى وجوده منذ إنشائه القصري بقرار من الخارج عام 1947م .

نعم لإيران مصالح كأي دولة في العالم تبحث عن مصالحها وكما أسلفت ربما قد نتفق أو نختلف معها في الكثير من القضايا وهذا أمر صحي وطبيعي ولكن أن نعادي إيران خدمة للسياسة الأمريكية وأجندتها المشبوهة في المنطقة وأن تلبس سياسة العداء لإيران رداء مذهبيا حقيرا هذا غير صحيح ولا يخدم إلا أعداء الأمة  ، والصراع الموجود في المنطقة ليس صراع مذاهب وأديان ولكن صراع مشروعين الأمريكي وعملائه في المنطقة والمشروع المقاوم في الاتجاه المعاكس .

 لذلك استغرب كما أسلفت من حالة العداء التي تحملها الأنظمة التابعة لأمريكا لإيران ، والمأساة أن هذا العداء وصل للدهماء من الناس حيث نجد الكثير منهم خاصة مثقفي البترودولار يعملون بخباثة سياسية لتعبئة الرأي ضد إيران وأصبحوا ينظرون لإيران الجارة بأنها العدو الرئيسي لهم وليس الكيان الصهيوني ، هؤلاء كتبة إبليس النفطي دعموا أيضا نظام أردوغان المتاجر بالدين وما نود قوله لماذا تنزعج  بعض الأنظمة من القوى النووية المزعومة في إيران في  الوقت الذي لا يروا خطرا في القوى النووية الصهيونية التي تمتلك أكثر من (200) رأس نووي لا ينكرها حتى الكيان الصهيوني ذاته ، ولكن مثقفي البرودولار وداعميه يريدون لنا اختراع عدو جديد من المفترض أن يكون صديقا بحكم الجغرافيا وهي إيران ولا مانع لديهم من التحالف مع الكيان الصهيوني ضد هذا الخطر المزعوم الذي تمثله إيران حيث أصبحت عدوهم الجديد بالتعليمات الصهيو أمريكية .

ومن المفارقات المحزنة أننا نحن العرب القوميين عادينا إيران في السابق بسبب علاقتها مع الكيان الصهيوني واليوم إيران بعد الثورة الإسلامية أصبحت تختلف مع بعض الدول العربية بسبب علاقة تلك الدول مع الكيان الصهيوني كما قال الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل .

لذلك نقول أن العداء لإيران لا مبرر له وعندما نكون أقوياء فلن نخشى إيران ولا غيرها ولكن إذا كان البعض من الدول العربية منبطحة وتابعة فهل تريد أن تكون كل دول المنطقة كلها تابعة وذليلة .

قلنا ونقول أن الخلاف مع إيران الجارة أو غيرها أمر صحي ولكن العداء غباء سياسي ، لأننا ببساطة لا نستطيع تغيير الجغرافيا ، ولكن لهؤلاء أقول ماذا عن أطماع تركيا التاريخية في بلادنا ولها ماضي استعماري وقتلت عشرات الآلاف من الأحرار وسرقت ونهبت ثرواتنا وأطماعها اليوم واضحة وشاهدة على العصر ، ألا تستحق مثل هذه الدولة العداء والكراهية ، ولكن الذي أمره ليس بيده لا تحاوره وهكذا معظم أنظمتنا الناطقة باللغة العربية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد