أمة بلا أمجاد .. أم بلا أعياد

mainThumb

22-03-2015 12:12 PM

الفرق بين كلمة الأم وبين الأمة هو حرف واحد ووحيد ؛ ولكن الرابط بين الأم وببن الأمة وثيق ولصيق وأكيد ... قالوا قديما : إن الأم التي تهز السرير بيسارها تهز العالم بيمينها ... وقالوا قديما : بأن الأم هي المدرسة الحقيقية والدائمة لتربية الأجيال ولإعداد الشعوب الحية المعطاءة .


فالأم والأمة لهما الدوران المتلازمان والمتكاملان والمتلاصقان ؛ وإن أي تقصير من أي من هذين المتلازمين والمتلاصقين سيرتد بقوة„ كبيرة„ على الآخر ، وإن أي تهاون من أي منهما فسيجلب كل الهزائم والشرور والمهانة للآخر .... فإن تقاعست الأم عن واجبها الإلهي إتجاه تربيتها الأبناء فستحل الكوارث والنكيات والنكسات والمصائب بهذه الأمة ، وفي المقابل فأن تهاونت هذه الأمة عن واجباتها أو نخرها الفساد فستدفع الأم العربية الثمن غاليا” وسريعا” جدا” ؛ وكلنا قد شاهد كل ما جرى ويجري لأمهاتنا العربيات بوم كن الحلقة الأضعف  في كل النزاعات ودفعن أثمانا” مرة وقاسية عبر تاريخ أمتنا المعاصر  ؛ وفقدن أبناءهن وتعرضن للقتل والتنكيل والتعذيب والضلم الضيم والتشرد .


 فالأمة المؤمنة والمعطاءة ستصنعها الأمهات المؤمنات والملتزمات ؛ كما أن الأمة المؤمنة والواعية لن تنقص الأم أي من حقوقها ، وستوفر لها كل أنواع الحماية والإحترام والتقدير والتبجيل  ، وستحفظ للام هيبتها وكرامتها ومكانتها التي تليق بها وبدورها المهم في تربية وإعداد الأجيال  : وكلنا يتذكر القصة التاربخية الشهيرة ، يوم صرخت إحدى الأمهات العربيات : وآمعتصماة ، فجهز لها الخليفة العباسي : المعتصم بالله جيشا” جرارا” من هذه الأمة لأجل تحريرها من الأسر  ... فسمع ملك الروم بتجهيز هذه الأمة لجيشها ؛ فأمر ملك الروم بإعادتها إلى  ديارها وإلى أمتها : معززة ومكرمة  ... 

هذه هي المتلازمة الثابتة وهذه هي الحقيقة الغائبة عن أذهان الكثيرين والكثيرات ؛ ففساد الأم سيفسد الأمة ، وتهاون الأمة سيجلب كل أنواع المهانة والذل للأم ؛ ولن تهنأ  الأم العربية حتى تهنأ الأمة ، ولن تهنأ الأمة العربية حتى تهنأ الأم ... وكل تجارب أمتنا السابقة ، وكل تجارب الأمم الأخرى كذلك تؤكد لنا : بأن هناء وسعادة وهيبة الأمة لا يتحقق الا بالوحدة وبالإيمان وبالترابط القوي وباللحمة  ، كما أن التجارب أثبتت لنا بأن : هناء وسعادة وهيبة الأم سيتحقق يوم تعود لممارسة دورها المطلوب اتجاه بيتها وأولادها ، وعندما تحافظ الأم على أخلاقها وأصالتها وعندما تتمسك بدينها وبعقيدتها  ...

وسوى ذلك ؛ فلن نرى الا دوام الضياع والمآسي والأحزان ؛ وستمضي الأم العربية أو الأمة العربية ـ لا فرق  ـ ستمضيان من نكبة الى نكبة  ومن هوان إلى هوان ...  وستبفى الأم أو الأمة ـ لافرق ـ معرضتان للاستباحة الدائمة من كل متطفل طامع أو مفترس شرير ...


وفي الختام فإنني أسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لأمي الحبيبة ولكل الأمهات العربيات اللواتي عابشن مسلسلات دائمة من الهزائم العربية وفترات متعاقبة ومتسارعة من الذال والهوان العربي الذي لا ينتهي وغادرن الحياة ووفي قلوبهن أمل كبير بقرب التحرير وبعودة الأمة وتعافي الأمة ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد