ذكرى احتلال العراق النكبة الثانية للأمة العربية

mainThumb

18-04-2015 02:18 PM

في التاسع من نيسان الجاري مرت على الأمة العربية والإنسانية الذكرى الــ12 لاحتلال العراق الشقيق وإسقاط قيادته القومية والتنكيل بها وإعدامها ، وعلى رأسها الرئيس الشهيد صدام حسين ، حيث مرت تلك الذكرى المؤلمة في صمت مريب وتجاهل والأسباب والمسببات كثيرة أبرزها ما يسمى بالربيع العربي أو الخريف والتخريب الذي كان احتلال العراق بدايته الفعلية كما قال الأمريكان أنفسهم ، وعندما فوجئوا بصمود الشعب العراقي الذي أجبرهم على الانسحاب حيث أعادوا الكرة مرة أخرى بشهر تموز يوليو عام 2006م ، بواسطة مؤسستهم في الوطن العربي ألمسماه إسرائيل وعملائها من إعراب اللسان المعروفين للجميع ، وقد تمكنت المقاومة اللبنانية بقيادة حرب الله من إسقاط المشروع الأمريكي الصهيوني أو تأخيره كما تمكنت المقاومة العراقية قبلها من إيقافه على ألأقل في حدود العراق وفي كل الاحتمالات والحالات كان عدو الأمة واحد والمقاومة واحدة من كل مكونات هذه الأمة التي يراد اليوم للأسف تمزيقها على أسس دينية وطائفية وفئوية وقبلية في الدول التي لا يوجد بها تنوع ثقافي مثل ليبيا .


لذلك يخطئ من يظن أن الصراع في المنطقة صراع ديني أو مذهبي حتى وجود الكيان الصهيوني ذاته ليس دينيا لكنه سياسيا ارتدى قناع الدين ليغلف أطماع أصحابه ومن أوجدوه من الدول الامبريالية بريطانيا وفرنسا وثم الولايات المتحدة وريثتهم بدليل أن كل مؤسسي ذلك الكيان اللقيط غير متدنيين وحتى الكيان ذاته يدعي بأنه دولة علمانية واسمها يكذب وهي أبعد ما يكون عن ذلك  ولا يختلف عن أي من الأنظمة العربية الوظيفية المتاجرة بالدين ولا داعي لذكر ما يعرفه الجميع وتكرار ذلك


إن احتلال العراق هو البداية الفعلية للمؤامرة على منطقتنا التي يسمونها اليوم بالربيع العربي وتحقيقا لأحلام الصهيوني ديفيد بن غوريون الذي جاوب أحد الصحفيين عندما سأله عن أمن كيانه حيث قال ذلك المجرم حرفيا ( إن أمن إسرائيل ليس بالقنبلة النووية ولا بالأسلحة التي تقدم لها ولكن أمن إسرائيل في تقسيم 3 دول عربية وحل جيوشها وهي مصر والعراق وسوريا) وقد كان ، الأولى خرجت بصفقة كامب ديفيد ومع ذلك لم تسلم من التآمر عليها حتى الآن والصورة واضحة بكل ما تشهده مصر اليوم ، والثانية وهي العراق احتلت وحل جيشها وجرى تقسيمها على أرض الواقع ، والثالثة  وهي سوريا تتعرض اليوم إلى ما نرى ويرى العالم كله حجم المؤامرة عليها ولعل العقيد الشهيد معمر ألقذافي رحمه الله كان أول من تنبأ بالخطر المحدق بالأمة والمؤامرة التي بدأت فصولها باحتلال العراق الشقيق ومحاكمة المهزلة لقيادته الشرعية عندما قال بعد إعدام الرئيس صدام حسين (كلنا جاي علينا الدور) وانتقد تواطئوا ما يسمى بالجامعة العربية الذي كان هو نفسه ورفاقه ضحايا تآمرها مع الناتو للتدمير وطنه ليبيا وبطرق وهمجية القرون الوسطى ولعل واقع ليبيا اليوم وكل الدول التي تعرضت لما يسمى بالربيع العربي المزعوم تتحدث عن نفسها لا أقول ذلك دفاعا عن أي نظام عربي ولكن ما حدث في وطننا العربي ليست ثورة عربية ولكنها كانت حالة ثورية استغلها أعداء الأمة نتيجة حالة التصحر المسئول عنه الأنظمة العربية خاصة التي توصف بالاعتدال ، واليوم للأسف نسمع حتى من الإعراب الخونة من يتحدث عن الاصلاح والديمقراطية وهو من زرع الفتن والطائفية وتصويره ما يحدث في الوطن العربي بأنه صراع سني شيعي لأجل تأجيج الفتن والتقسيم وهذا جنون سياسي وانتحار حقيقي للمعنى كما قال الشاعر المبدع محمود درويش ، وما يشهده الوطن العربي هو في حقيقته صراعا بين مشروعين المشروع المقاوم في أطرافه المتباينة  والمشروع الأمريكي الصهيوني وأتباعه من خونة الأمة .


لذلك علينا الحذر فيما نقول ونكتب والأمة العربية في أسوأ حالاتها ولا يستثنى أي قطر عربي حيث الكل مستهدف والتاريخ لن يرحم من يبيع وطنه وأمته مقابل جلوسه على عرش الطاووس .


ولا عزاء للصامتين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد