مقاربة في تحقيق العدالة في توزيع الثروة وفي الرواتب

mainThumb

05-10-2015 05:08 PM

# الرب سبحانه - و اسمه هذا مشتق من التربية و الرعاية - كفل لسائر الناس أرزاقهم و كفاياتهم و مؤنهم بحيث لا يعاني أحد جوعا أو ضنكا أو ضياعا .
 
# لكن لحكمتي الابتلاء و الاصطفاء جعل قسما من أرزاق البعض مكدسة لدى البعض الآخر ليبتلي الناس فيعاقب المستأثر الغني و الجازع الفقير ، و يجزي المؤدي الغني و الصابر الفقير. و ليس الغنى و الفقر ها هنا غنى المال و فقره و حسب ؛ لكن مع المال كل متاع تصطلح به الحياة ؛ و منه الزوج و النفوذ الاجتماعي .
 
# بيد أن أكثر الأغنياء و الأقوياء استأثروا بما أودع الرب عندهم من أرزاق الفقراء ، و حرموهم من حقوقهم بأصناف التأويل و الحجج الواهية بدلالة اختلال منظومتي العدالة الاجتماعية و الاقتصادية اختلالا فادحا .
 
# أما القول إزاء أثرة الأغنياء ؛ فلا يجوز لمن وجد فوق حد بحبوحته من رزق أن يستأثر به دون الفقير المحروم . و لئلا يحتال الغني و يتهرب بالتأويل نقول : السكن في الدور الفخمة فضلا عن القصور العالية استئثار ، و اقتناء السيارات الفارهة و قطع الآثاث الباهظة و أنحائهن استئثار ، و دفع الأبناء إلى المدارس الدولية و ما قاربها أيضا استئثار ، و تجميد الأموال على صورة أراض و عقارات و مشاريع إضافية استثمارية هو كذلك استئثار ، و هلم جرا .
 
# و لئن احتج محتج بالزكاة ؛ فالزكاة أدنى الواجب . فإن كفي المجتمع بها كفت ؛ و إلا ف ( إن في المال حق سوى الزكاة ) ، و هذا الحق يناسب حجم الفقر و الحرمان و الحاجة لإخوة الإنسانية داخل المجتمع الواحد ، و يبقى هذا الحق مسلطا حتى ينزل بمال الثري حد البحبوحة ، و لا يسلط دونه إلا عند الكوارث العامة المتلفة .
 
# و أما إزاء أثرة الأقوياء ؛ فالأقوياء هم أهل السلطة القابضون على مفاتيح المال العام .
 
# فهؤلاء إن لم يحققوا العدالة بين الرعايا عند توزيع الثروة و الرواتب فإنهم ظالمون معتدون . و إنهم في بلدنا لكذلك إلا من رحم الله .
 
# في تقديري ؛ فإن سبب فشلهم في تحقيق عدالة الرواتب يرجع إلى عاملين رئيسين : الفساد في صورة أثرة و مزاجية أو تمييز بين أصناف الدوائر و المؤسسات و الوزارات إرضاء لدائر نفوذ سيادية داخل الوزارة نفسها أو الحكومة أو الدولة ؛ بل و المجتمع ، و العامل الثاني اعوجاج المحور الأساس الذي تعتمد عليه سلمات الرواتب و تلويه ؛ و الذي يستند على المؤهل العلمي ، و على الخبرات ، و على طبيعة الوظيفة من حيث مدى اعتمادها على المهارات المعرفية ، و على ما شاكل ذلك ، و في نفس الأمر تهمل بشكل صارخ عامل حاجة الموظف وفقا لعدد من يعيلهم من النفوس . كما تهمل بشكل صارخ أيضا حجم التعب و عبئ الالتزام بالوقت الذين تعتمد عليهما عامة الوظائف بدرجة لا تقل عن اعتمادها على العامل المعرفي .
 
# ليس من العدالة في شيء أن يتقاضى فئام من الناس رواتب مبالغ فيها إزاء مجهوداتهم أو حاجاتهم ؛ في حين أن فئاما آخرين يبذلون شق النفس و زهرة العمر لقاء رواتب بخسة لا تكاد تكفي ما يسترون بها عوراتهم و يسدون بها جوعاتهم .
 
# يجب أن يكون العامل الأساس في تكوين سلم الرواتب مركبا من : عدد أفراد من يعول الموظف و ما هي أسنانهم ، و حجم التعب في الوظيفة و حجم المخاطرة ، و حجم الحاجة إلى المهارات المعرفية و التطبيقية .
 
هذه معا لا الأخيرة و حسب

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد