الحافلات الهجينة صديقة للبيئة .. ولكنها باهظة الثمن

mainThumb

17-06-2009 12:00 AM

عقد مؤتمر حول النقل العام الاسبوع الفائت في فيينا، كان نجمه الباص بالمحرك الهجين الذي لا يزال امامه شوط طويل قبل ان تصبح كلفته مقبولة ليصنع على نطاق واسع على الرغم من انه مقتصد للوقود وصديق للبيئة.

ويعتبر المصنعون ان الباصات بمحركات هجينة، التي تعمل على الكهرباء والديزل، سيكون باص المستقبل لا محال اذ يستهلك الوقود بنسبة تقل 20 الى 30 % عن الحافلات العادية كما ان انبعاثات ثاني اكسيد الكربون اقل بالنسب نفسها تقريبا بفضل تقنية تولد الطاقة لدى استعمال الكوابح.

وفي حديث مع وكالة فرانس برس، قال بر مارتن يوهانسون، الناطق باسم شركة فولفو السويدية "لن يكون هناك من داع في المستقبل لاستخدام باص يعمل على الديزل وحده". وهذه الشركة هي ثاني اكبر شركة لبيع هذه الباصات بعدما باعت 10 الاف حافلة منها السنة الماضية.

وقال يوهانسون على هامش المؤتمر العالمي للجمعية الدولية للنقل العام "يو آي تي بي"، انه "بالاضافة الى المنفعة البيئية الفورية، يتوقع تعويض نسبة 40% الاضافية في السعر في خلال خمس او سبع سنوات".

كانت شركتا سولاريس البولاندية وفانهول البلجيكية اول من اطلق الباص بمحرك هجين، وبدأت هذه الفكرة تلقى رواجا اكبر.

فقد اعلنت كل من فولفو ودايملر الالمانية انهما ستباشران بتصنيع هذه الباصات على نطاق واسع في خلال سنة. علما ان الشركة الاخيرة هي الاولى في بيع هذه الباصات وسجلت مبيع 42 الف باص في العام 2008. اما شركة مان الالمانية فستبدأ تصنيع هذه الباصات في العام 2011.

بيد ان الطلب على هذه الباصات لا يزال قليلا في اوروبا. حتى الان وحدها شركة فانهول بدأت التصنيع على نطاق واسع بعدما طلبت شركة "في في ام" البلجيكية للنقل العام 79 باصا.

وقال الناطق باسم شركة سولاريس، ماتيوش فيغاشيفسكي، ان هذه الاخيرة تأمل ان تحذو حذو فانهول "مع عقود بيع 20 الى 30 باصا".

وكانت الشركة البولندية قد باعت النموذج الاول في العام 2006. وقد باعت الان سبعة باصات اضافية في باريس وستراسبورغ، في فرنسا.

ودخلت كبرى شركات صناعة السيارات اللعبة متأخرة ولم تحظ بالحصة الاكبر من المبيعات، فقد باعت فولفو ستة باصات بطابقين تعمل بمحرك هجين في لندن فيما باعت شركة سكانيا السويدية ستة باصات اخرى في ستوكهولم.

ويقول الخبراء انه، في خضم الازمة الاقتصادية، تتردد شركات النقل العام في الاستثمار بكثافة في سلعة كلفتها باهظة.

وقال الناطق باسم شركة مان، ثورستن فاغنر، ان "الباصات بمحرك هجين لن تعرف انتشارا واسع النطاق من دون مساعدة حكومية. عندها ستسيطر هذه التكنولوجيا على 50% من السوق في غضون عشر سنوات. ومن دون هذه المساعدة، لن تحتل هذه الباصات اكثر من 20% من السوق ولن تتواجد الا في المدن التي تود ان تبرهن انها صديقة للبيئة".

وحدها الولايات المتحدة خرجت عن القاعدة حيث ان هذه الباصات متواجدة فيها منذ العقد الفائت. فعلى سبيل المثال، باع فرع ديملر باسيز في اوريون 1700 وحدة وهناك طلب على 1100 وحدة اخرى.

الا ان مدير الشركة، هارتموت شيك، اعترف بان "هذا السوق متميزة عن غيرها من الاسواق".

وقد انتج بعض المصنعين باصا بمحرك هجين يعمل على الهيدروجين وهو اكثر كلفة، ويتوقع الا يكون اكثر من نموذج.

وقدمت ديملر جيلا ثالثا من هذه الحافلات في المؤتمر تعمل على خلايا الوقود الا ان كلفتها تتعدى كلفة الباص الذي يعمل على الديزل لذا يصعب تعويض كلفتها .

كانت ديملر قد باعت 30 نموذجا يعمل على الهيدروجين في العام 2003 وتأمل بيع 30 نموذجا اخر، اما فانهول فقد سجلت 16 طلبية من الولايات المتحدة.

واكد شيك "ان العامل الاهم يجب الان يكون الكلفة بل تمهيد الطريق لمستقبل امن".
الا ان مان لا توافقه الرأي وقد اوقفت انتاج الحافلات العاملة بالهيدروجين بعدما باعت 15 نموذجا في المانيا. فقد قال فاغنر انه "حتى الان لم يتوافر الحل لمسألة الكلفة ولا لتأثير انتاج الهيدروجين على البيئة".

واعتبرت سولاريس ايضا انه ما من جدوى من الاستثمار في تكنولوجيا معقدة لهذه الدرجة.
ويتوقع فيغاشيفسكي من جهته "ان يكون باص المستقبل معتمدا على الكهرباء حصرا، فبعد ان باتت البطاريات متطورة جدا اصبحت المهمة سهلة للغاية، حتى ان ...الباصات بمحرك الهجين ستختفي عندها".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد