نقد أكاديمي

mainThumb

23-03-2016 09:30 PM

لم أكن أدرك حينها أن عقل صاحبي قد توقف عن الإستيعاب منذ زمن ‏وأنا أحدثه عن نظريات النقد الأكاديمي إذا صح التعبير .. كان ينظر إلي ‏ببلاهة مما جعلني أصمت مرغما ، كما لو أن صوتي الذي كاد يبح من ‏كثرة ما سردت على مسامعه من نظريات كان لا يصل إلى سمعه ، بل ‏يرتد ويتطاير في الهواء عبثا .. حين حاولت النهوض أجلسني بعنف ‏قائلا :‏
 
‏-‏ لقد اتجهت بكليتي إليك ولم استوعب شيئا مما قلته فحق لي أن ‏أسمعك مثل  الذي أسمعتني .. أليست هذه قواعد اللعبة ؟
 
كل النظريات الأكاديمية لا تغني ولا تسمن من جوع أمام رؤيتي أنا ‏حين أقرأ نصا جميلا أحس بالمتعة البريئة ذلك لأنني أقرأه متجردا ‏وعلى الفطرة التي خلقني الله عليها فأنا وأنت وهو مفطورون على ‏تذوق الجمال وعلى النفور من القبيح من الأشياء.. حين أقف أمام ‏لوحة جميلة أهتف قائلا :‏
 
‏-‏ يا لله ما أروع هذه اللوحة !! وبعدها أدخل في الجزئيات لأرى كيف ‏تآلفت مع بعضها البعض وكيف كونت هذه الجمالية الرائعة .. ‏صحيح أن هناك بعض النظريات تساعدني على معرفة تصنيف هذه ‏اللوحة ولكن النظرية ومعرفتها لا يجعلاني في قفصهما بحيث ‏أكون أسيرا لمفرداتهما ..‏
 
ماذا يعني أن أطبق نظرية نقدية على نص أدبي مثلا ؟ وما الذي ‏يدعوني إلى تجزئة هذا النص وتحليله وتشريحه ما دمت أعجبت به ؟ ‏واستطرد صاحبي :‏
 
‏-‏ إن هؤلاء الذين يسمون بالأكاديميين أو بعضهم ظنوا بأن ما ينشر ‏في الغرب صحيح كلّه وما ينطبق على الغربيين ينطبق علينا ‏بالضرورة مع ملاحظة أنهم تخلوا عن كثير من نظرياتهم النقدية ‏بعد أن ثبت انها كانت وقتية وأوجدتها ظروف خاصة وثبت عدم ‏الإنتفاع بها وأنها لم تعد تصلح لا للزمان ولا للمكان .. يا رجل لقد ‏ظنوا بأنهم يستطيعون فعل كل شيء حتى أن بعضهم أقنعوا ‏أنفسهم بأنهم كتاب أو شعراء ومن سوء حظهم أن بعض ‏المشرفين على الصفحات الأدبية حين يرون مقالا أو قصة أو ‏قصيدة ممهورة بتوقيع الدكتور فلان أو علان فهم لا يترددون في ‏النشر وحين تقرأ لهم فإنك تجد العجب العجاب وأعان الله مصححي ‏الصحف .. الآن باستطاعتك أن ترحل ..........كان كوب القهوة ‏الذي أمامي يكاد يبرد .. فقلت له :‏
 
‏-‏ أشربُ كوب القهوة أولا فلربما تكتمل متعتي
 
قال بأدب جم : على الرحب والسعة ولكن بدون نظريات إضافية .‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد