ما يجب علينا الآن

mainThumb

19-12-2016 10:27 PM

 لست هنا بصدد البحث في العمليه الأمنيه في محافظة الكرك للقضاء على زمره متطرفه كانت تعيش بيننا وأعتقد وكضابط أمن سابق أنها ناجحه بكل المقاييس بالرغم ممن فقدناهم من إخواننا من الأجهزه الأمنيه والمواطنين وإحدى السائحات فلا تعلم كيف كان تفكير هؤلاء المتطرفين وفي أي مكان سيفرغون حقدهم وساديتهم والتي قد تكون في سوق تجاري أو جامعه أو مؤسسه خكوميه أو أمنيه أو أي تجمع عندها ستكون النتيجه والخسائر بكل تأكيد أكبر .

 
كنت شاهداً فيما سبق على أكثر من عمليه مماثله كنا نفقد من خلالها الكثير من الزملاء وحادثة الزرقاء قبل أعوام ليست ببعيده عنا عندما قام أحد الخارجين عن القانون وممن ينتمون لإحدى الحركات السياسيه في دوله شقيقه بقتل أكثر من خمسة أفراد من الأجهزه الأمنيه لوحده في عمليه مماثله كان يتوخى منفذوا المهمه الأمنيه عدم إصابة أي شخص ممن يسكنون بجوار الهدف المنوي إعتقاله أو تصفيته والتي هي ليست من سياسة الدوله الأردنيه إلا إذا بادر هو أو تلك المجموعه بإطلاق النار على القوه وتأكد لهم الإصرار والنيه لدى المتهمون بتعريض حياتهم للخطر .
 
لنتأكد أن الحسابات والخطط تتغير من قبل الفريق المنفذ للإقتحام أو الإعتقال حسب الأمور الطارئه والمعطيات الموجوده في موقع المهمه وربما يتم إتخاذ قرار بثواني والثانيه هنا لها أهميتها ربما أكثر من سنوات بمكان آخر .
 
أعتقد أن قدرنا في الأردن أننا نعيش وسط إقليم ملتهب بالنار والموت وفي منجم فحم ولا بد ان تتسخ ثيابنا فلا يُنظِر علينا الآخرون ويطلبون منا أن تبقى ثيابنا نظيفه فثيابنا لابد أن تتسخ وتتلوث بما يجري في الأقليم وخاصه وإننا مستهدفون ومحسودون على نعمة الإستقرار التي نعيشها .
قرأت قبل شهور تقريراً في إحدى الصحف الأجنبيه تحت عنوان ( لماذا الأردن هو الوحيد المستقر ) وأوضح الكاتب عدة نقاط كان لا بد لها أن تكون السبب في دمار الأردن وشعرت وكأنه يتحسرعليها ولماذا لم تطيح ببلد صغير بإمكانياته ومساحته وكم لمست حدة الحقد والكراهيه لبلدنا من خلال كاتب المقال .
 
هذه المعطيات والتحديات التي نشاهدها والتهديدات التي نسمعها كل يوم ومن جهات مختلفه ألا يجب أن تشكل لنا نحن المواطنين والمسؤولين نوع جديد من التحدي والتصدي لها لنحافظ على بلدنا وأبنائنا ومنجزاتنا التي قامت من اللاشيء وخاصه أننا بلد فقير بإمكانياته ولكن بنفس الوقت كبير بقوميته وشعبه ومليكه وأجهزته وقبل كل شيء ذاك الإيمان الراسخ في قلوب أبنائه بأن لا حضن لهم إلا حضن هذا الوطن .
 
الآن لابد أن نعي المرحله العصيبه التي نعيشها فلم يصبح الإرهاب في بلدي ممراً بل هو الآن إن لم تتكاتف جميع الجهود يبجث عن إقامه دائمه ليعيث فيها فساداً وتقتيلاً وتهجيراً فالتطرف لا وطن ولا دين ولا مبدأ له ومن الممكن أن يكون بإحدى غرف بيتك من خلال أحد أبنائك ولا تعلم وربما من خلال جارك الذي يسكن في الشقه المقابله لبيتك وربما من خلال حارس عمارتك وربما تشاهده وترد عليه السلام في المول الذي تتسوق منه أو يجلس في الباص بجانبك .
 
لا الأشعار ولا التغني بالشهداء ولا الأغاني الوطنيه ولا المنشورات تحمي الوطن من غدر هؤلاء , ما يحمي الوطن هو تكاتف جبهتنا الداخليه وتمتينها والترفع عن الترهات والمماحكات والإنشغال بأمور تافهه لا تقدم وإنما تؤخر في رص صفوفنا ومقاومة الفكر المتطرف فكلنا على هذه السفينه وعلى ثغر من ثغور هذا الوطن ولا بد من أن يعي كل منا قيمته وأن له دور ومؤثر بحماية الأردن بالطريقه التي يراها .
 
الآن نعيش نحن الأردنيين مشاعر مختلطه ما بين الفرح بإنجاز القوات المسلحه وأجهزتنا الأمنيه بالقضاء على خليه إرهابيه كانت تستهدف أمننا وزعزعة إستقرارنا وما بين الحزن بفقد مجموعه من أبنائنا وممن قضوا في هذا الحادث وأنا متأكد لو شككنا أحد الأردنيين الآن بدبوس لسالت بدل دمائه مشاعر جياشه من الوطنيه والإنتماء والولاء والحب لهذا الوطن ولأجهزتنا المختلفه , فالجميع الآن يعيش بنشوة الفرح وبنشوة النصر ولكن ما أخشاه هو ما بعد النشوه والتي في الغالب بعدها تفتر الهمم وتخور القوى ويعود السخط والتذمر والضجر وجلد الذات .
 
مشكلتنا في الأردن أننا لا ننتبه لما يجري إلا عندما نتعرض لمصيبه ولخساره ولا أعلم لماذا هي المصائب فقط من توحدنا وتضخ تلك الوطنيه والشهامه في عروقنا ولمَ لا يجمعنا الفرح ولم لا تجمعنا الإنجازات التي نشاهدها كل يوم في بلدنا ولمَ لا نلتف حول الأردن فنبنيه ونغير من تفكيرنا وفي طريقه تطويره وخلق مبادرات تجعل منه بلداً أجمل وأكثر رقي .
 
قلت في مقال سابق : نحن بحاجه لتجذير الأخلاق والممارسات والسلوك الجميل وخاصه في تنشئة الجيل والفرد وتربية أبنائنا ومراقبتهم ومراقبة ما يتابعون ومن يصادقون على مواقع التواصل الإجتماعي والتي أصبحت هي الطريقه السهله لإستقطاب أبنائنا وشبابنا وتغذيتهم بالفكر المتطرف .
 
أتمنى أن يبقى شعورنا بعد المصيبه كما هو في أثنائها أو بعدها بقليل وتكون أسلوب حياه فالوطن قبل كل شيء وقد ننتقد رئيس الوزراء أو أي مسؤول أو أي تصرف عام لكن عند الوطن نقف جميعاً فلا نعاقبه بتصرف خاطئ يقوم به بعض .
 
من يتغنى بالوطنيه الآن ومن زُينت صفحاتهم على مواقع التواصل الالكتروني الإجتماعي صور الرايه الأردنيه وصور رجال الأمن العام لا أعلم كيف سيكون حاله يوم غدٍ إذا تمت مخالفته من قبل رجل أمن عام لقيامه بركن سيارته بمكان مخالف , هنا فقط نستطيع أن نحدد من خلاله مقدار الوطنيه وأنها متأصله وليست طارئه .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد