الخذلان العربي

mainThumb

17-12-2017 10:29 PM

إن أكبر ما يدمي القلب هو الشارع العربي بما يشهده من تناقص في تقديس الغضب الذي يشعر به ، وإن حجم الخذلان يساوي أكبر طاقة نووية ولكن طاقة غير سلمية ، وإن التناقض بالتصريحات العربية وإنتشار مقاطع الفيديوهات التي يشاهدها العربي على مدار الساعات وفيها يظهر الشخصيات عبر المنابر المتلزفه ويتحدثون خلالها بكل راحة والصراحة والشجاعة التي تعبر عن المواقف العربية بشخصيات مختلفه بثقافاتها وألوانها والتي لا تنسجم مع أي فكر عربي تربى عليه ولم يتوقعه نهائيا وإعلان التطبيع المباشر مع إسرائيل وعلنا لينصدم المشاهد بما رأه وسمعه ، ومن المذهل أكثر الإشارة الى الشخصيات الدينية  وموقفها السلبي ليزداد الخذلان والإحباط التي في يوم إعتبرناها قدوة لنا لنأخذ منها العبرة والتوازن الديني في الحياة المعاصرة لتجد خذلان ديني آخر وفقدان الثقه .

 
    إعلامنا العربي لقد فشل في هذه المرحلة الصعبة بالوقوف بجانب القضية الفلسطينية بل ساعد في المزيد من الخذلان وذلك ببث برامج سياسية مختلفه تماما كعادتها وليكشف ما يخفى من أحداث لا صلة التاريخ بها وأثّرت سلبيا على جميع الأصعدة خاصة السياسية والإقتصادية والطائفية  لنعود من جديد بالبحث عن تفاصيل أخرى تتعلق بالتاريخ عبر الكتب والجوجل لتأكد بما يتداوله البعض تجنبا للتشتت الذهني ، فهناك من وضع ستار ليخفي الجرائم الوحشية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني  ومنهم من أختصر العناوين التي تخص توقيع ترامب ومنهم من كتب على الشريط الإخباري عدد القتلى متناسيين أنهم شهداء ، وأيضا المظاهرات المصورة ظهرت عبر الشاشات الإخبارية المتخصصة وغير الرسمية ولكن هناك أيضا قنوات تجاهلت بث المظاهرات أو حتى مقتطفات منها ربما قصدا وأيضا تجاهل أخبار أماكن اقامة تلك المظاهرات في الدول المجاورة والحديث عنها، وإن شيوع صور مسجد القبة الصخرة التي طغت أيضا على صور المسجد الأقصى القديم الذي يُحفر الى الآن من قبل الاسرائيل للبحث عن الهيكل المزعوم  وعدم تصوير الوقائع وما يجرى هناك وإتخاذها البعض للتعبير عن التظامن الفيس بوكي  ، عدا عن ذلك الصخب والفوضى في المواقع التواصل الإجتماعي والتغريدات السياسية التي أخذت نهجا جديد من قبل الحكام والمسؤولين  بالرفض وإيصال الرسائل التحذير وباللهجة القاسية والتعابير بصفة التهديد والتعامل مع تلك التغريدات بصفة رسمية يعني سيتم تدوينها تاريخيا  .
 
هنا نقف حائرين نحن الشعوب الذي ننتظر ماهو القادم وترجمة تلك الرسائل الموجه عبر الملئ ليكتب التاريخ صفحة جديدة بأسم الخذلان العربي ليقرأها الأجيال القادمة ولكن هناك سيكون الشرح أطول لأن مسيرة التاريخ التي فيها البطولات كانت نهايتها توقيع المتواطئ والظالم بأن القدس عاصمة إسرائيل ، ربما أتى دور سرد التاريخ من قبل الآباء والأمهات والتدخل التكنلوجي لتلك الأجيال ومذكرات الصفحات فيس بوك وقنوات يوتيوب ليكون مرجع أصدق لهذا التاريخ بدون مزايدة أو تنقيص ودون حاجة أصلا لأي أوراق وكتب ، ليكون الكل مؤرخ وشاهد حقيقي وبكل دقة التفاصيل ليس كما كان الماضي .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد