حينما تكون الأنظار تتجه للحدود ، وتكون الجهود المبذولة لحماية الوطن الهدف الأول لينتشر الأمن والطمأنينة في أرجائه فهاذا هدف حقيقي تم انجاحه بأصرار وحزم وإرادة وكلنا فخر بهذا النجاح ، لكن وجدنا انفسنا باننا حافظنا على أمننا الداخلي فقط وهذا من جراء وازع الغيرة والحب للوطن ، ونسينا أمن اقتصادنا الذي ارهقنا أيضا وتركناه للرشاوي والصفقات والعطاءات الوهمية ، وقفنا لكل مندس حاول ان يدخل عبر الحدود ولم نقف لكل فاسد سرق اموال البلد ، جعلنا لكل مؤسسة حكومية حارس أمني ولكن لم تحرسها أيادي وعيون كبار الموظفين من الداخل ، رأينا رجال يَقسمون بالله والوطن محافظين عليه بكل الأعمال الموكوله إليه ، ورأيناهم انفسهم يتقاسمون ادوار الفساد ليحصولوا على ممن توكلوا عليه ، نعم قد فشلنا في تحقيق أمن إقتصادنا فبعض مؤسساتنا التي تعمل كدور المراقبة والمحاسبة كانت تجهل أدوات الفساد بل كانت تتغاظى عنه فكيف تمر وثائق بالملايين ولم تحاسب عليها ، والسوق التجاري الذي خلّ فيه الميزان من جراء سيطرة البعض عليه بأسلوب الإحتكار .
نحن في دوامة معقدة ، أشغلونا بالديون وهموم الوطن ، عشنا أسوأ المحن ، وتفاصيل الموازنة والميزانية وحضور النواب وغيابهم ، رضينا برفع الدعم الخبز ومقابلها وجدنا ملايين تذهب هبات ، وتمالكنا برفع اسعار المشتقات النفطية ، وهدئنا انفسنا بغضبنا بكل مسيرة والشجب ، لكن لأن تأتي لنا المفاجآت المذهلة ، مليارات تُكسب على حساب مصلحة المواطن وبطرق غير مشروعة ، ليكون حديث الشارع هو جلسات كبار المتنفعين وصورهم وتصريحاتهم وتهدياتهم ، لنجد زخم في المعلومات الصحيحة وغير الصحيحة عبر الأعلام ،لنجد أننا في اكبر مواجهة للحكومة التي نتتظر منها الكثير والتي وعدتنا أيضا بالكثير ، لنجد انفسنا أننا في الأردن الذي لا نعرفه ، ونعلم جيدا بان الوطن متهالك اقتصاديا وان هذه المرحلة التي يجب العمل عليها بصدق وأمانة، واستغلال الفرص المتاحة وتشجيع الإستثمار ، وعدم ضياع الوقت لنتجاوز التحديات ، فلابد من ايجاد للإقتصاد إيطار لحمايته بقوانين حازمة ، وأن تخلق مؤسسة جديدة بهيئة مختلفه مضمونا وبعيده عن تصور المؤسسات التي تعنى بمكافحة الفساد و التي لم تقم بواجبها الحقيقي في السيطرة على نزيف مقدرات الوطن في الاعوام الماضية ، لابد من ان تكون المؤسسة مدنية متينه تشبه مؤسسة الأمن العسكري بكل قواه ، حقيقة أمن الأقتصادي متجاهل وهذا سبب رئيسي في الخلل الذي نحن فيه ، ولابد للدوله النظر فيه لأن الفساد وجد في هذه الأرض مراحا وسهلا لتبدأ بالرشوة بعض الدنانير لموظف بسيط وتنتهي بخزينة متنفع كبير ، اعان الله هذا الوطن واعان المواطن الذي مازال يبتسم بعد كل خبر فساد ، لكن ألا نسأل انفسنا أليس نحن خلقنا من رحم هذا الوطن ؟ ويقال بلد النشاما ، فكيف يغدره النشاما ؟