العفو المرتقب

mainThumb

27-01-2019 01:10 PM

مع تأخير إصدار ذلك العفو الذي أرهق الجميع من النواب والأعيان والشعب بأكمله لأن ينتهي بشمول العفو لبعض الجرائم شرط إسقاط الحق الشخصي وهذا فعلا تم التأييد عليه من قبل الكثير  ، لكن من البداية كان ملفتا للنظر بأن الأمر كان فيه الحماس الواضح وبعضا من التفاؤل وخاصة للمنتظرين الفرج للخروج من ذلك السجن لكن بعد إطالة توقيت العفو بات الشارع الأردني أكثر تذمرا وخاصة ممن  يدركون جيدا بأن المجتمع سيعود للقلق من جديد بسبب السجناء غير المرغوب بهم.
 
وبعد مجادلات طويلة عبر المجلس النواب وحتى بالإعلام وأخذت من وقت الحكومة الكثير بأصدار العفو حسب رؤية الإستيعابية للسجون وأيضا لاعطاء الفرص للسجناء بالاستفادة من العفو ، لكن لو أردنا النظر في ارآء الأهالي لوجدنا العجب ! ، وكانت تلك العجائب  من خلال اصال بإحدى أمهات السجناء الذي تكبد عليه مبالغ مالية وسجن على أثرها  ،  لكي تعلم بأن هناك جمعية خيرية ستدفع عنه ذلك المبلغ في سبيل أن يخرج ابنها حرا طليقا للحياة من جديد ،لترد الأم بجواب استفز ذلك المتصل الذي أناب عن تلك الجمعية الخيرية، بقولها بالحرف الواحد "يا بنيي ليه بدك تخرجوه من السجن ؟ مهو ماكل شارب نايم وبيقولوا الحكومة بتصرف عليه  شهريا ٧٥٠ دينارا كأنه موظف حكومة .
 
" فضحك الرجل المتصل وبلغ أستغرابه  من كلام تلك الأم التي تترجى وتطلب منه بأن لا يخرج ابنها من السجن وبإلحاح ، ولم تكتف بالحديث فقط بل وشرحت حال إبنها الذي أرهقها واتعبها" فقالت" ابني مشكلجي ورطنا مع ناس نصب عليهم وسرق أموالهم  ، وانا بعرف ابني عليه قيود كثيره وانه تعود على السجن وانه ولا يمكن أن يصلح حالة   .... "
 
فتعجب المتصل أكثر من حديث الأم التي ظهر عليها البؤس وعدم التفاؤل والأهتمام ،بالرغم انه كان يتوقع منها أن تفرح بخروج إبنها من السجن لتراه ولتتحسن حاله ، لكن صُدم ذلك الرجل الفاعل الخير ليسمع بعض حديث الشارع مشابه للذي يمثل كلام تلك الأم ،  الذي أعطى المزيد من الآراء ببعض السجناء الذين فعلا ارتادوا السجن لأكثر من مرة ولم يتعدل حالهم ولم يتوبوا عن فعل الجرائم كالسرقة وغيرها  ، لكن وأيضا حينما تطرح فكرة المسامحة من ذلك العفو ويجب دراسة أثره على الشارع الأردني ، وخاصة كثيرا طرح موضوع حال السجناء بعد اطلاق سراحهم بل كاد هماً كبيرا بكيف يتم تأقلمهم مع المجتمع الذي يتلخص بعدم الثقة بهم ، وايضا الحال الأقتصادي ما زال في حرج وهذا ايضا سيؤثر عليهم  ، وأن أرقام السجناء كبيرة ولا بد من اعادة النظر في توجيههم من جديد ، لندرك ماذا استفاد من ذلك العفو ، وكيف سيتم صياغته في الأعوام القادمة ، لكن لابد من الصراحة أكثر وعدم الوقوع بذلك المطب وهو تشجيع اصحاب الجرم للعودة للاعمال الباطلة واعطاء وقت كاف لتسديد الديون كالشيكات وغيرها .
 
لكن نحن انتظرنا العفو  ، وماذا بعد العفو؟  سنقرأ من جديد عما قريب كمية حصر السجناء الذين سيعودون من جديد لعدم تأقلمهم بالمجتمع ، وما هي أهم الجرائم التي طغت من جديد ، وربما هذا الذي نتأمل فيه خير بأن تتقلص أعداد السجناء لنقول أن العفو كان بمحله وقد نجح في نشوء مجتمع نضيف خال من الجرائم ، وهذا وعلى المجتمع أن يدرك جيدا بأن العفو كان فرصة لمن استغلها بشكلها الصحيح وأن لا نندم عليه في السنوات المقبلة .
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد