صحيفة السوسنة الأردنية

عند خوض المعارك تجد هناك عدو يقابلك فتجهز الخطط والمعدات لمواجهته ودحره فكلما زادت حدة القتال يكون النصر لأحد الطرفين قد اقترب ، ولكن بحالة هدوء  للتقدم الى الامام للاستحواذ على مناطق القتال فإحذر ولا تأمن مكر عدوك.

وهناك مقولة عسكرية تقول "إن كان الطريق على ما يرام فاعلم أنك في كمين" وما يطبق على العدو المرئي من قواعد وخطط أيضا يطبق على العدو غير المرئي كفيروس كورونا.

فالفيروس عدو مخادع يظهر في مناطق ويختفي في مناطق اخرى تظهر اعراضه بين يومين وسبعة ايام وقد تصل الى شهر فمن انجح الخطط والتكيتكات لمواجهته هي محاصرته حسب منطقة انتشاره والتباعد الإجتماعي والتزام البيت لدحره .

فقد تمر أيام بدون تسجيل إصابات فهذا لا يعني أننا انتصرنا عليه لأنه فيروس مخادع قد يداهمنا مرة اخرى باكثر فضاعة فمن هنا جاء الصبر والرباط وترك الأمور إلى السلطات المختصة لمواجهة الفيروس .

فمعيار النصر عليه هو تسجيل حالات صفرية لمدة لا تقل عن اربعة عشر يوما فالطرف الذي يصل إلى ميدان القتال أولاً، وينتظر قدوم عدوه إليه، سيكون أكثر استعداداً للقتال، بينما من يصل ثانياً سيجب عليه التعجل للقتال وسيصل منهكاً مرهقاً .

وبفضل الله استطاعت الدولة الاردنية ان تكون موجودة وعلى أعلى درجات الاستعداد والمواجهة للفيروس الذي من الممكن ان يسيطر علينا ويوقع آلاف من الإصابات .

لو ان السلطات المختصة تراخت وتأخرت في مواجهته ونحن على الاقتراب من النصر وما النصر إلا صبر ساعة فقد مر الكثير ولم يتبقى إلا القليل فالاهم في هذه المرحلة الإلتزام بالبيوت مهما زاد الضجر والملل كي لا تذهب الجهود سدى .