ديماغوجية الغول
في سذاجة الطفولة كانت حكايات الغول تتسلل إلينا كل ليلة من خلال الظلمات المحيطة بالبيوت البسيطة.. كانت تخيّم صورة شريرة على المكان، لا نتخيل إلا الخوف يتشكل لنا بصور بشعة، أحيانا بصورة امرأة شريرة، أو بصورة رجل شوهاء، وأحيانا بصورة حيوان غريب الخلقة، وتتراقص في مسرح الليل المظلم أشباح تنادي بالموت، كأنها تمد أيديها الوحشية إلى أجسامنا الصغيرة فيقشعر لها البدن ... تهاجمنا مع كل نبرة مرتفعة من صوت القاص، فتحملنا من شعرنا وترفعنا إلى الأعلى، ثم تطيح بنا مع هدأة الصوت الى القاع حتى تكاد أرواحنا تغوص في أرضية البيت الترابية..
لا تفارقنا الخيالات المجنونة للغول مع بزوغ الشمس، قد تجعلها شمس النهار شفيفة، فيبقى أثرها يجمح باضطراب في أطراف رؤوسنا خيالات تظل تتكثف مع زوال الشمس حتى تعود لها الحياة مع غيابها..
لا أحد منا كان يدرك أين تختبئ الغيلان، ولماذا تختبئ وهي القوة المطلقة، والخوف الأزلي، الذي يطاردنا، دون أن نراه، إنها القيد الذي يقيد عقولنا، ويطارد خيالنا كوحش كاسر أدمن مطاردة فريسته ولا يقبض عليها، ليتسلى بنظرات الخوف وانفعالاته الهستيرية..
يفضّل القبض على فريسته، بأن يبقى مهيمناً على خيالها، يعشش، في زوايا ذاكرتها، لتبقى صوره معلقة على جدران الوهم المتجذر في حياتنا، ولا يتحرر منه مع الوقت إلا كلُّ من نفض غبار الوهم عن ذاكرته، وكَبُر دماغه حتى قطّع خيوط الوهم التي نسجتها عناكب الحكايات في ظلام الوحشة الغائرة في بئر الماضي المعطلة..
لا نعرف، أو أننا نحاول أن نعرف هل كان القصاصون يؤمنون بوجود الغول، أم أنهم لا يؤمنون، ومهنتهم أنهم يصنعون الخوف ليتحكموا في سلوكنا، ليديموا الظلمة وما بها من أشباح في حياتنا، من أجل أن يسيطروا على أمانينا ويقمعوا طموحاتنا، بطريقة غير أخلاقية...
ما أكثر القصاصين، وما أبشع الغيلان، وما أظلم البلاد التي تحارب الضياء والنور الذي يمحو أخيلة الغيلان، تخنق الضياء وتصر على الاحتفاء بالظلام...
.........
* ديماغوجيا بمفهومها السياسي تعني: مجموعة الأساليب التي يتبعها السياسيون لخداع الشعب وإغرائه ظاهرياً للوصول للسلطة، وخدمة مصالحهم..
أبرز ما جاء بلقاء رئيس الوزراء ونظيره القطري
خطة لإنتاج محتوى مرئي يُبرز الأردن كأرض للقداسة
تشييد متحف تاريخي في مصر بتكلفة تجاوزت المليار دولار
مقتل متطوعي الهلال الأحمر يثير القلق الدولي
والد إيلون ماسك: موسكو هي أجمل عاصمة في العالم
خمسة أسرى محررين يصلون مستشفى شهداء الأقصى
الصفدي: ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار وربطه بـحل الدولتين
المفوضية الأوروبية تستثمر بمشاريع التكنولوجيا النظيفة
بني مصطفى تشارك بالقمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية في الدوحة
نشر نتائج الفرز الأولي لوظيفة أمين عام وزارة الصحة
وزير الأشغال يتفقد مشاريع طرق في محافظة البلقاء
وزيرة بريطانية تبحث دعم غزة من الأردن
المهندس ناصر توفيق السعدون في ذمة الله
ارتفاع تاريخي لأسعار زيت الزيتون في الأردن .. تفاصيل
أمانة عمان لا "تمون" على سائقي الكابسات .. فيديو
إحالات للتقاعد وإنهاء خدمات موظفين حكوميين .. أسماء
الحكومة ترفع مخصصات الرواتب والتقاعد لعام 2026
مدعوون لإجراء المقابلة الشخصية في وزارة التنمية .. أسماء
فوائد مذهلة للقرنفل .. من القلب إلى الهضم والمناعة
تشكيلات إدارية في وزارة التربية… أسماء
التربية: دوام المدارس المعدل الأحد .. والخاصة مستثناة
أسرار الحصول على خبز هش وطري في المنزل
وزارة الصحة تفصل 18 موظفاً .. أسماء
مأساة سوبو .. ظلم مُركّب في أميركا
تحذير من مصفاة البترول للأردنيين


