مسرح التعلّم عند بعد

mainThumb

31-08-2020 11:54 PM

تسع وتسعون صورةً كوميدية ً، أظهرتْ حقيقة التعلم عن بعد، الحقيقة تقول:
إن التسعَ والتسعين بالمئة من قدرات الطالب لا تُستغل، الصورة الأولى طالبٌ نائمٌ على سريره بين اليقظة والحلم وبجانبة هاتفه النقال مفتوحا على محاضرة يناديه أستاذه ببثٍ مباشرٍ، ولا حياة لمن تنادي.

وآخر يهاتفه صديق مادة اختياري الكلية ثم صديق مادة إجباري الجامعة...ليخبراه بضحكةٍ عاليةٍ : حصلتُ لكَ على علامة خمسة من خمسة أو ألف من ألف

صورة ثالثة لآباء يصغون للمحاضرة أكثر من أبنائهم فيما يقوم الكل بلف ورق العنب

وصورة رابعة لبيت النّظافة أيضاً يصدح فيه صدى المحاضرة

وخامسة طالب يملك جهازًا واحدًا وبروتوكولات كثيرة(IP)، ولا يعرف أحد هل هناك يتنقل أم أن من يقدم اختباراته أكثر من شخص.

لا أريد عرض كل الصور، لأن الأكثرية من الطلبة يبحثون عن العلم- الذي يعاني من كسوف- بروح الطالب لا بروح التاجر، ولا يزال يحاول أن يدخل رأسه بحائط ٍإلكتروني تلوَ حائط، ،،، إنّ حالة التفاؤل قد نقصت تسعٌ وتسعون درجةً والتفاؤل هو أداةُ التعلم الكبرى.

إذا كان الهدف من التعلم عن بعد هو مصلحة الطالب وإنقاذه فيمكن تغيير الهدف ، تحضرني عبارة لأناييس: 《لا يمكنك إنقاذ جميع الناس، يمكنك فقط أن تحبهم》

فأرجوكم أفسدوا صحتنا قليلاً كُرمى لبعض الصحة النفسية، فلا يمكن لطالب عشريني أن يبتلعَ سُمّاً، فما يجري في التعلم عن بعد ، أخطر من الجهل.

في هذه الآونةِ التي تتقلب فيها عوامل كثيرة على الطالب: كورونيّة واقتصادية وسياسية، كل ذلك يخلق في نفسه إدراكًا أكبرَ لا يمكن أن يبقى حبيسًا تبعًا لخصائص السن، وسيبقى في محاولاتٍ للتعبير عن تلك المدارك والملَكات .

وإذ أننا نحن الطلبةَ، مضطرون لهذا التضييق والتبعيد، عن رؤية شمس الصباح وهي تشرق على الكلية الحلم، ليست كلية الجدران والأبواب والساح، بل معاني المكان الذي اتضحت في نفسه أكثر من أي وقت مضى .

لذا فهو يوشك - الطالب أقصد - أنْ يكون ذاته بلغة هي المأوى لكل هذه الانفعالات، محملقًا محدّقًا بكل إشارةٍ تتشابكُ مع معاناته، فاللغة تفكّر عنا وتنطق بنا، لا يعرف هو أنّ النفس بحرٌ من التحمّل- وهذه نعمة الحياة -فقط يعرف كيف يفيض بأفعال شتّى من فرح وجرأة وإقدام وزهوٍ ونوْح وشكوى وحنين، ويزداد تعبيرًا عن أفكاره الجيدة والرديئة.


بلا شك ستتكوّنُ تيارات تحاولُ صقلَ هذا التدنّي لتصقل كل شيءٍ متحجرٍ في طريقها تيارات تديرُ الطواحينَ، وتخلقُ هواءً وراءَ هواءٍ، سيتحوّل الطلبة لأحزابٍ لا حصر لها ولا اسم لها ولا خُطط .


هل هو تعلّم عن بعد، أم غوص في مجاهيل الافتراض بدل التنقل من كليةٍ إلى كليةٍ، العقل كان سليمًا حين طلبَتْ أجسادنا معنا العلم، لقد بقي التعلّم عبر آلاف السنين : عن قرب وعن قلب، وكنّا منذ قليل وحدنا نتعلم عن بعد وكانت المنصة مكاناً نزوره إلى جانب استخدامنا للكتب الالكترونية والمكتبة الالكترونية فلماذا أصبح التعلم عن بعد غايةً لا وسيلة، أما النفس السويّة للطالب ، فليست مهمة الآن!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد