وجها لوجه

mainThumb

02-11-2020 11:42 AM

 عندما كنا أطفالا ، وقبل أن نشبّ عن الطوق ، وفي كلّ شتاء كنا نسمع أمهاتنا يقلن بعطف وحنان : إذا أحسستم أن هناك تيارا هوائيا فابتعدوا عنه .. حصّنوا أنفسكم .. وكان آباؤنا يقولون إيّاكم والتيارات الهوائية ، وعندما كان يقع أحدنا فريسة المرض كنا نسمعهم يقولون _ أصيب بذبحة صدرية _ لو لم يتعرض لتيار هوائي لما أصيب ..

ومرت بنا الأيام وشببنا عن الطوق .. أصبحنا رجالا ، وفي غمرة هذه الحياة أنستنا الأيام تيارات الهواء البارد .. أصبحنا حذرين بطبعنا وأصبحت البيوت أكثر حداثة وتنظيما ... ولكن تيارات من نوع آخر جدّت علينا وعلى أطفالنا أكثر خطورة من تيارات الهواء البارد .. أخذت تفد علينا صبح مساء ، تهب مرّة من الشمال ومرّة من الجنوب وتارة من الشرق وتارة من الغرب .. تصفعك أينما توجّهت وللغرابة تستقرّ في العقل أو تحاول أن تستقرّ والذي أعرفه أن مريض الجسم يمكن معالجته إذا راجع طبيبا أو رقد على سرير أبيض ولكن مريض العقل يحتاج بطببيعة الحال إلى أدوية أخرى غير التي تتوفّر في الصيدليات وغير التي تتوفر بين أيدي الأطبّاء .. يحتاج في رأيي إلى حقن من الأيمان .
ومن يشرح الحقائق للناشئة ويقف في وجه التيارات الحاقدة غير علماء الأمة ، والغيورين على مستقبلها ؟ ولن يكلفهم الأمر شيئا إن بين أيدينا تعاليم الأديان السمحة وليس هذا بالعبء الثقيل على أناس أخلصوا النية وباعوا أنفسهم في سبيل الله .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد