هرولة نحو السراب

mainThumb

12-12-2020 09:55 AM

تطالعنا وسائل الإعلام بأخبار مزعجة عن هرولة بعض الدول العربية للتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ، ولا أريد أن أناقش قضية حل أو حرمة هذا التطبيع فذلك أمر محسوم ، لكن ما الفائدة المرجوة من هذا التطبيع ؟ وما هي مبرراته ؟ .

 
أشبه الذين يهرولون نحو التطبيع بشخص في صحراء رأى سرابا فظنه ماء فهرول إليه فلم يجده شيئا ، مع فارق التشبيه لأن الله تعالى ضرب هذا المثل عن الكافرين  ونحن هنا أمام أناس كفروا بوطنيتهم وعروبتهم وبكل شعاراتهم الوطنية والثورية  .
 
للأسف هرول البعض من بني جلدتنا " عرب ومسلمين " وتسابقوا بينهم نحو العدو الصهيوني أيهم يطبع معه أولا وارتموا في أحضانه آملين منه خيرا كثيرا ، ولسانهم يقول فليتدبر الشعب الفلسطيني أمر نفسه لا القدس تعنينا ولا الأقصى يجمعنا ويضحون بمصير شعوبهم ومصلحة أوطانهم في سبيل بقاء كراسيهم ، فهم يعتقدون واهمين أن كراسيهم مثبته بواسطة هذا العدو المحتل وبدعم أمريكي .  
 
ألم يدرك هؤلاء المهرولون اللاهثون نحو السراب أنهم لن يجدوا شيئا عند من يتسابقون إليه ، وسيجدون سرابا لن يسعفهم بشيء ، وسيلعنهم التاريخ وسينالون سخطا من الله والناس ، فالعدو لن يمنحهم شيئا ، وستبقى عروشهم على قرن ثور عندما يتعب الثور يلقي بالعرش الذي فوق قرنه ويأت بعرش جديد أخف وأطوع . 
 
إن لم تصدقوا أيها المهرولون أسالوا التاريخ: أسألوا أصحاب اتفاقيات أسولوا الذين تفاوضوا مع الكيان الصهيوني ثلاثين سنة ماذا حققوا ؟ لقد فقدنا كل شيء ولم يعد لنا وطن وأصبح الفلسطينيون بلا نصير إلا ممن رحم الله .
 
أسالوا مصر ماذا حققت من مكاسب جراء كامب ديفيد ، إن العدو الآن يسرح فيها ويمرح ويتحكم بمفاصل الدولة ، أسالوا الأردن  ماذا جنى من اتفاقيه وادي عربة مع دولة الكيان ؟ أصبحنا نستورد منهم : غاز الطهي والكثير من مأكولاتنا  . 
 
      دعوا هرولتك وهرولوا نحو دينكم  ونحو الوحدة العربية والإسلامية


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد